مهاجر وأنصاري!!
هو أبو عبد الله سالم بن عبيد بن ربيعة، مولى أبي حذيفة، وكان من أهل فارس من إصطخر، من فضلاء الموالي ومن خيار الصحابة وكبارهم، وهو معدود في المهاجرين لأنه لما أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة، وتبناه أبو حذيفة، ولذلك عُدَّ في المهاجرين، وهو معدود أيضًا في الأنصار في بني عبيد لعتق مولاته الأنصارية زوج أبي حذيفة له. وفي العجم لما تقدم ذكره.
كان من أهل إصطخر ببلاد فارس وقد وقع عليه سباء فحمل إلى مكة فاشترته ثبيتة بنت يعار، زوجة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، ثم أعتقته فتبناه أبو حذيفة، وكان من أوائل المهاجرين إلى المدينة.
فضل سالم مولى أبي حذيفة :
وكان إمام المهاجرين بالمدينة, فعن ابن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنًا.
وعن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: وذكر سالم مولى أبي حذيفة فقال: "إن سالمًا شديد الحب لله تعالى".
عن قتادة قال: أصيب النبي يوم أحد وكسرت رباعيته وفرق حاجبه فوقع وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح عن وجهه فأفاق وهو يقول: "كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله", فأنزل الله تبارك وتعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].
قال عنه عمر بن الخطاب وهو يموت: "لو كان سالم حيًّا، لوليته الأمر من بعدي".
وفاة سالم مولى أبي حذيفة :
عن محمد بن ثابت بن قيس قال: لما انكشف المسلمون يوم اليمامة، قال سالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله ، فحفر لنفسه حفرة، فقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ، ثم قاتل حتى قتل.
فقتل رحمه الله يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة وذلك في خلافة أبي بكر الصديق, وبلغ ميراثه مائتي درهم فقال عمر: احبسوها على أمه حتى تأتي على آخرها.