وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الخميس

الابتسامة..في الاسلام ..4


الابتسامة.. العبادة المهجورة

لنتعلم فن التبسم بصدق ولننشر ثقافة الوجه الطلق والسماحة والسعادة بيننا وفي مجتمعاتنا ففي ذلك الضمان الأكيد لحياة سعيدة وعلاقة أخوية مترابطة ولنتأسى بأعظم رسول -صلى الله عليه وسلم- ولنستشعر الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.

إن أساس العلاقة بين بني البشر مع بعضهم البعض قائمة على التعارف والتعاون والتآلف قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]

 وإن علاقة المسلم مع أخيه المسلم إلى جانب ذلك قائمة على التراحم والإخاء والترابط والمعاملة الطيبة والسلوك الحسن، قال تعالى مذكراً المؤمنين بنعمته عليهم: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]

وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]

وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ( صحيح مسلم )

وهذه العلاقة إذا قامت على هذه القيم والمفاهيم وكانت خالصة لوجه الله فإن صاحبها مأجورٌ عليها ومجزيٌ بها في الدنيا والآخرة

 قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ . لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43].

لذلك حرص الإسلام على تدعيم هذه العلاقة بين المسلمين بكل الوسائل والطرق وفي جميع الأحوال والظروف ولعل من أعظم هذه الوسائل التي تقوي علاقة المسلم مع أخيه المسلم وتجعله محبوباً بين الناس هي إخلاص العمل لله والتقرب إليه بالأعمال الصالحة قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم96

 ومن هذه الوسائل التبسم وطلاقة الوجه فالبسمة آية من آيات الله تعالى ونعمة ربانية عظيمة، إنها سحر حلال تنبثق من القلب وترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة، وتنشر نسائم المحبة وتستلّ عقد الضغينة والبغضاء لتحلّ الألفة والإخاء وكما قال ابن عيينة رحمه الله: "البشاشة مصيدة القلوب ".

وأوصى ابن عمررضي الله عنه ابنه فقال: "بنيّ إن البر شيء هيّن وجه طليق وكلام ليّن"، لقد أرسى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم خلق البسمة والبشاشة وعلّم الإنسانية هذه اللغة العالمية اللطيفة بقوله وفعله وسيرته العطرة فكان صلى الله عليه وسلم بسّام الثغر طلق المحيا، يحبه بديهة من رآه
 ويفديه من عرفه بنفسه وأهله وأغلى ما يملك!

لقد كانت تبسمه لأهله وأصحابه بذراً طيباً آتى أكله ضعفين، خيراً في الدنيا وأجراً في الآخرة.

 أما الخيرية العاجلة؛ فانشراح القلب وراحة الضمير، ومنافع صحية أخرى أثبتها الأطباء على البدن، ويتبعها مصالح اجتماعية وشرعية من تأليف القلوب وربطها بحبل المودة المتين وترغيبها لحب الدين، فالبسمة بريد عاجل إلى الناس كافة لا تكلفنا مؤناً مالية أو متاعب جسدية بل تبعث في ومضة سريعة يبقى أثرها الحميد عظيما في النفوس!

والخيرية الآجلة؛ الثواب المثبت في جزاء الصدقة وبذل المعروف، فالتبسم في وجه المسلم صدقة فاضلة يستطيعها الفقير والغني على حدّ سواء.

روى الترمذي عن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيت أحدا أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم"

وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق».

تلك الابتسامة التي جعلت جرير بن عبدا لله البجلي رضي الله عنه ينتبه لها ويتذكرها ويكتفي بها هدية من الرسول العظيم فيقول: "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي" (رواه البخاري

 فهذه الابتسامة المشرقة التي يشرق بها وجه النبي صلى الله عليه وسلم أجل عند جرير من كل الذكريات، وأسمى من كل الأمنيات، كانت تعلو محياه تلك الابتسامة المشرقة المعبرة، فإذا قابل بها الناس أسِر قلوبهم ومالت إليه نفوسهم وتهافتت عليه أرواحهم.. والابتسامة عبادة وصدقة، «فتبسمك في وجه أخيك صدقة » (رواه الترمذي)

 وما أكثر ما فرطنا في هذه العبادة وما أكثر ما بخلنا في هذه الصدقة فهي السحر الحلال وهي إعلان الإخاء وعربون الصفاء ورسالة الود وخطاب المحبة تقع على صخرة الحقد فتذيبها، وتسقط على ركام العداوة فتزيلها، وتقطع حبل البغضاء، وتطرد وساوس الشحناء، وتغسل أدران الضغينة، و تمسح جراح القطيعة...

وإذا كان نبي الله سليمان عليه السلام قد تبسم لنملة صغيرة في وادٍ مترامي الأطراف عندما سمعها تحذر قومها من جيشه

كما قال تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل:19]

فما أحوجنا إلى تبسم الأخ في وجه أخيه والجار في وجه جاره في زمن طغت فيه المادة وقلت فيه الألفة وكثرت فيه الصراعات وما أحوجنا إلى تبسم الرجل في وجه زوجته والزوجة في وجه زوجها في زمن كثرة فيه المشاكل الاجتماعية فلا ترى إلا عبوس الوجه وتقطيب الجبين وكأنك في حلبة صراع من أجل البقاء وما أحوجنا إلى تلك الابتسامة من مدير في وجه موظفيه فيكسب قلوبهم ويرفع من عزائهم بعيداً عن العنجهية والتسلط والكبرياء...

ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه وانشراح الصدر ولطف الروح ولين الجانب من عالم رباني منصف يسعى لجمع الكلمة ووحدة الصف، بدلا من الفتاوى الجائرة الظالمة في نبش فتن الطائفية والمذهبية، وتوسيع هوة الخلاف والنزاع والشقاق، وتضليل الناس وتبديعهم وتفسيقهم بل والتعرض للعلماء والدعاة الربانيين بالغمز واللمز والاستطالة في أعراضهم...

وما أحوجنا إلى الابتسامة الصادقة من ذلك الحاكم والمسئول في وجه من يقوم برعايتهم وخدمتهم من غير ما خداع أو كذب أو تزوير، أو وعيد أو تهديد فتحبه قلوبهم وتلهج بالثناء الحسن والدعاء له ألسنتهم.

أتي رجل فقير من المسلمين إلى عمر بن الخطاب فقال:

ياعمر الخير جزيت الجنة *** اكس بنياتي وأمهنه
وكن لنا في ذا الزمان جنة *** اقسم بالله لتفعلنه

فتبسم عمر قائلاً‏: وإذا لم أفعل يكون ماذا؟ 


قال الرجل:

أبا حفص غداً عني لتسألنه *** يوم تكون الأعطيات منة
وموقف المسئول بينهنه *** إما إلي نار وإما إلي جنة

فخلع عمر الجلباب الذي كان يلبسه

وقال: خذ هذا ليومٍ تكون الأعطيات منة.

ما أجمل أن نبتسم في وجوه الأيتام والأرامل والمعوزين والمحتاجين في أمتنا فندخل السرور إلى نفوسهم ونمد يد العون لهم ونرسم البسمة على شفاههم وإن ذلك لمن أحب الأعمال وأعظمها أجراً عند الله.

قتل عبدا لله بن حرام الأنصاري رضي الله عنه يوم أحد وحمل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو ملفوفٌ في ثيابه مقَطع بالسيوف، لكن في سبيل الله فأخذ ابنه جابر يبكي والصحابة يهدئونه

 فالتفت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جابر وقال: «ابك أو لا تبك والذي نفسي بيده ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعته» (رواه مسلم 2174


وقال صلى الله عليه وسلم لجابر يوماً بعد ذلك: «يا جابر ما لي أراك منكسراً


اسمع إلى التعازي والمواساة وما أحسنها!

فقال جابر: "يا رسول الله، استشهد أبي وترك عيالاً وديناً
فقال:
أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟
قال: بلى
 قال: ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحاً
 فقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون» (صحيح الترمذي

 فجعل الله روحه وأرواح إخوانه في جوف طير خضر كما في الحديث

لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل المعلقة» (صحيح مسلم )

عند ذلك تبسم جابر ما أحوجنا إلى الابتسامة من ذلك التاجر فيكسب القلوب وتحل عليه البركة ويكثر رزقه وتدركه رحمة ربه فقد روى البخاري دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة حيث قال:رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قضى سمحاً إذا اقتضى (رواه الألباني )


وفى رواية بشره بالمغفرة حيث يقول صلى الله عليه وسلم غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلاً إذا باع سهلاً إذا اشترى سهلاً إذا اقتضى» (أخرجه أحمد عن جابر-  صحيح الجامع)


بل يقول الصينيون فى حكمة يرددونها: "إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً" بل تقوم كثير من الدول المتقدمة والشركات العالمية بإنفاق ملايين الدولارات من أجل تدريب موظفيها على الابتسامة في وجه الزبائن والعملاء وهم بذلك يرجون ثواب الدنيا فكيف بالمسلم عندما يتخلق بهذا الخلق فيجمع بين ثواب الدنيا والآخرة وصدق الله إذ يقول في المؤمنين وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].


البحوث والدراسات العلمية حول الابتسامة وفوائدها

أجريت العديد من البحوث والدراسات العلمية حول الابتسامة وفوائدها الصحية والنفسية بالنسبة للإنسان فتوصلوا إلى أن الابتسامة تحفظ للإنسان صحته النفسية والبدنية و تساعد على تخفيف ضغط الدم وتعمل على تنشط الدورة الدموية بل و تزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوطات النفسية والحياتية، والابتسامة تساعد المخ على الاحتفاظ بكمية كافية من الأوكسجين، ولها آثار ايجابية على وظيفة القلب والبدن والمخ، وتزيد الوجه جمالاً وبهاء، وتعمل على التخفيف من حموضة المعدة وزيادة إفرازات الغدد الصم مثل غدة البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية والنخامية، كما أنها تقهر الأرق والكآبة.

وإلى جانب هذه الفوائد الصحية للابتسامة فإنها أيضاً باب من أبواب الخير والصدقة، قال صلى الله عليه وسلم وتبسمك في وجه أخيك لك صدقة(رواه الترمذي)

وهي سبب في كسب مودة الناس ومحبتهم وزرع الابتسامة على وجوههم قال صلى الله عليه وسلم ( لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه -رواه الحاكم).

و فيها ترويح للنفس وإجمام للروح ودواء للهموم وذهاب للغموم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة» (رواه الطبراني في الكبير)

 وهي مظهر من مظاهر حسن الخلق التي يدعوا إليها الإسلام « لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق
(رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وفيها تأسٍّ بسيد الخلق وأعظمهم خُلُقا وأكثرهم ابتسامة.


لنحيي هذه السنة العظيمة.
أفكار بسيطة لا تكلف لا جهداً ولا مال..
والثمن اجــــرٌ عظيم واثرٌ اجتماعي جميل ستحصله بإذن الله.


الابتسامة:-

إعجاز قرآني:-

هل شعرت يوماً بالراحة والاطمئنان وأنت تدخل على شخص غاضب منك وتراه يبتسم في وجهك؟

 وهل شعرت بالسعادة وأنت تبتسم في وجه إخوانك وأصدقائك؟

وهل شعرت بأن الشفاء يسري في جسدك وأنت ترى الطبيب يبتسم في وجهك وهو يشخص لك العلاج؟

وهل علمت بأن الابتسامة لها فعل السحر في العقول؟

وهل شعرت بانجذاب نحو شخص يبتسم في وجهك كلما رآك؟ 

وهل علمت أخي القارئ الكريم بأن الابتسامة أصبحت علم يدرس وفن يمارس لتحسين العلاقات الاجتماعية وتنمية الجوانب الاقتصادية والدبلوماسية؟

وهل تعلم أنه تم الاعتراف بها كعلم في بداية القرن العشرين وسمي بعلم نفس الضحك؟


لا شيء يعادل الابتسامة المشرقة، فهي سر من أسرار الجاذبية وطريق مختصر للتجاذب بين القلوب، فالابتسامة رمزا للصحة السليمة.

يقول الرسول الكريم عليه السلام حاثا للمسلمين على طلاقة الوجه والتبسم في وجه بعضهم البعض:

• (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق). مسلم .

• (تبسمك في وجه أخيك صدقة). رواه الترمذي، وصححه الألباني.

• (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق). رواه أبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان، وقال الألباني: حسن لغيره.

ومن صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يقول أصحاب السير: أنه كان بسـّام المحيا.

وقد كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس تبسماً لأصحابه، يقول عبد الله بن الحارث بن حزم:

ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

يقول المثل الصيني: إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي له أن يفتح متجراً.

فالابتسامة الصادقة النابعة من شغاف القلب تفعل فعل السحر وتجذب كالمغناطيس، وهي التي تزيد الوجه رونقا وبهاء؛ لا الابتسامة المصطنعة التي تخفي وراءها الكيد والمكر.

يقول العلماء:

إن كل إنسان منا لديه مواد كيميائية خاصة تفرزها أجهزة جسمه عندما يتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق.

هذه المواد تكون في أدنى مستوى لها عندما تنظر لشخص قدم إليك وهو يبتسم في وجهك! لماذا؟ لأن هذه الابتسامة قد أزالت من ذهنك أي خوف أو قلق حول هذا الشخص. وبالنتيجة نستخلص أن الابتسامة هي أسلوب مهم للنجاح في الحياة.


يكفى أن نعلم أنه عندما يبتسم الإنسان تتحرك من (5- 13) عضلة في الوجه، وعندما يكون في حالة تجهم وعبوس تعمل (47) عضلة.


الفرق بين الابتسامة والضحك:


1- الابتسامة حالة دائمة (وهي نوع من الضحك اللطيف)، بينما الضحك حالة مؤقتة.

2- الابتسامة رد فعل للسرور، بنما الضحك قد يكون رد فعل للألم أيضا ً.


3- الابتسامة تأتي عن قناعة ورضا داخلي، بينما الضحك قد يأتي نتيجة لحالة مفاجئة طارئة.


4- يبقى مفعول الابتسامة طويلاً، بينما الضحك لا يلبث أن يتلاشى.


5- الابتسامة دليل التواضع، بينما الضحك إن صاحبه القهقهة دليل الكبر.


6- الابتسامة أصعب من الضحك لأنها تشمل التعامل مع فئات متنوعة من البشر على اختلاف طبائعهم ومشاربهم، بينما الضحك يشمل فئات منسجمة مع بعضها ومتقاربة.


7- في الابتسامة يراعي الآداب (حركة بسيطة تظهر فيها نواجذ الأسنان)، بينما الضحك قد يتجاوز إلى ظهور لسان المزمار في الحلق.


تقول دراسة حديثة بأن شعور المرء بالسعادة يجنبه الإصابة بنوبات القلب وأمراضه وبالسكتة الدماغية والإصابة بداء السكري بل وبالبدانة أيضاً وأمراض العقل باختلاف أنواعها وأنها تطيل عمر الإنسان بمقدار 12 سنة بعد مشيئة الله. والسبب وراء ذلك بسيط للغاية فإن السعداء من الناس يفرزون كميات قليلة من هرمونين رئيسين للتوتر المضر بالصحة تسارع بشيخوخة كل عضو في جسم الإنسان.

فوائد الابتسامة الصحية:

• تحفظ للإنسان صحته النفسية والعصبية والبدنية.

• تساعد على تخفيف ضغط الدم.

• تنشط الدورة الدموية.


• تزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوطات النفسية والحياتية.


• لها آثار ايجابية على وظيفة القلب والبدن والمخ.


• يتمتع المبتسم بنبض سليم متزن.


• تسرِب الهدوء والطمأنينة إلى داخل النفس.


• تزيد الوجه جمالا وبهاء.


• الابتسامة نوع من العلاج الوقائي لأمراض العصر.


• صمام أمان من القلق والكبت.


• علاج لحالات كثيرة من الصداع.


• تقهر الأرق والكآبة.


• يقول الأطباء تفيد الابتسامة والضحك الخفيف في تحسين القدرة الجنسية، فضلاً عن دورها في إرخاء العضلات وإبطاء إيقاع النبض القلبي وخفض التوتر الشرياني.



الابتسامة والتجاعيد:

أثبت بحث علمي في مصر أن تجهم الوجه (التكشير والتقطيب) يؤثر بشكل فعال في ظهور التجاعيد على الوجه ولاسيما حول العينين. وأثبتت التجارب أن الابتسامة سلاح فعال ضد التجاعيد أو على أقل تقدير تؤثر الابتسامة في تأخير ظهور التجاعيد بسبب ارتخاء عضلات الوجه أثناء الابتسامة، ولذلك فإن العلماء يقدمون نصيحة ذهبية للناس ولاسيما النساء، ومن المهم للمرأة أن تكون دائمة الابتسامة حتى تحقق راحة النفس والاستقرار.

إعجاز علمي:

يقول الباحث في الإعجاز العلمي المهندس عبد الدائم الكحيل: "من منا لا يتمنى أن يتصدق كل يوم بمبلغ من المال من دون أن يدفع شيئاً؟ إنها طريقة علمنا إياها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، واعتبرها العلماء حديثاً أسهل طريقة للنجاح وكسب ثقة الآخرين، بل وطريقة فعالة لعلاج الاكتئاب.

تجارب كثيرة أجريت حديثاً لفهم تأثير الابتسامة على الاستقرار النفسي للإنسان، وقد تبين لهؤلاء العلماء أن وجه الإنسان يحتوي بحدود 80 عضلة، وعندما يغضب وترتسم علامات الانفعال على وجهه فإن معظم عضلات الوجه تشارك في هذا الانفعال.

ولكن الشيء اللافت للانتباه أن الابتسامة لا تكلف عضلات الوجه أي طاقة تُذكر، لأن عدداً قليلاً من العضلات يشارك فيها، ومن هنا استنتج علماء النفس أن تكرار الابتسامة يريح الإنسان ويجعله أكثر استقراراً، بل إنهم وجدوا أن هذه الابتسامة تقلل من حالة الاكتئاب التي يمر بها الإنسان أحياناً.

يقول لنا اليوم علماء البرمجة اللغوية العصبية بأن أحد أساليب النجاح الأقل كلفة هو الابتسامة. فالإنسان الذي يتبسم في وجه من حوله يمنحهم شعوراً بالاطمئنان، ويزيل الحواجز بينه وبينهم، وبعبارة أخرى فإن تكرار الابتسامة يكسب الآخرين الثقة بهذا الشخص المبتسم.

تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ:

سبحان الله، بمجرد أن يبتسم أحدنا في وجه أخيه فإنه يكون بذلك قد تصدق بمبلغ من المال دون أن يدفع شيئاً،، إنه أسلوب نبوي كريم لمن لا يملك المال.

بل إن البيان النبوي حدد لنا أن التبسم يجب أن يكون في الوجه، أي أنك تتبسم وأنت تنظر لوجه أخيك، وهذا قمة التأثير، ويؤكد العلماء حديثاً أن الابتسامة ينبغي أن تكون من نوع خاص. وقد وجدوا بالفعل أن الطريقة المثلى هي أن تبتسم وأنت تنظر للشخص الذي تحدثه، فهذا سيعطيه شعوراً سريعاً بالاطمئنان، وقد تكون هذه الابتسامة مصدر رزق بالنسبة لك.

إن الحديث الشريف يتفوق على العلم البشري لأن العلماء ينصحونك بالابتسامة من أجل مصلحة دنيوية قد تكون من أجل الشهرة أو المال، ولكن النبي الكريم حدد لنا هدفاً أعظم بكثير وهو التقرب من الله تعالى بهذه الابتسامة ولذلك سماها (صدقة)".

فهذه صدقة لا تكلفك دينارًا ولا درهمًا، وكنز لو عرفت كيفية استخدامه، لأسرت القلوب، ولفتحت النفوس ثم سكبت من دواء الدعوة الراشدة والإيمان ما غيرت به وجه الكون.

إن الابتسامة كالسحر تبث الأمل في النفس وتزيل الوحشة من جوفها وترسم السعادة من جديد و تحيي روح القلب، فلمَ لا نرسمها دوما على شفاهنا لنجتاز ما يعيقنا ويعثر طريقنا.

فن الابتسامة:


• الابتسامة هي المفتاح الأول لكل القلوب المغلقة، الابتسامة إشراقة روح، و إطلالة نفس، وصورة فؤاد.

• الابتسامة بلسم الألم و دواء الحزن.

• الابتسامة أقصر طريق إلى القلوب وأقرب باب إلى النفوس.

• الابتسامة المشرقة، أقوى قوانين الجاذبية للقلوب والأرواح، و للابتسامة سحر خلاب يستميل القلوب ويأخذ بالألباب و المبتسمون أحسن الناس مزاجاً وأهنؤهم عيشاً و أطيبهم نفساً.

ولتعلم أخي القارئ أن الابتسامة الحقيقية لا يمكن تزييفها فهي كالذهب عبثاً يحاول المخادعون تقليده و لكن بريق الذهب ليس كأي بريق.


لماذا نبتسم؟

• نبتسم لنسعد أنفسنا و من حولنا.

• نبتسم لنتغلب على تيار الضغوط اليومية التي جلبت الكثير من الأمراض كالسكري والضغط والتوتر والقلق والأزمات.

• نبتسم لنزيد رصيدنا من الحسنات وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) وقال: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طلق) وكأنما يريد - صلى الله عليه وسلم - أن يدربنا على الابتسامة لتكون سجيةً لنا فكلما ابتسمت أُهديت إليك صدقة فهل تزيد رصيدك من الصدقات؟

• نبتسم محبة لرسول الله صلى الله وتأسياً به فقد كان - صلى الله عليه وسلم - دائم البشر طلق المحيا، البشاشة تعلو وجهه والابتسامة لا تكاد تفارقه فعن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: (ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) رواه الترمذي وصححه الألباني.

لمن نبتسم؟

نبتسم لأنفسنا فمن حقها علينا أن نبتسم لها ونسعدها وندخل السرور عليها بالابتسامة فكم حُطمت على بريق الابتسامة من الحواجز الوهمية التي نسجها الشيطان فبددت تلك الابتسامة جبال المشاكل التي هي أشبه ما تكون بجبال ثلجية ما إن تلقيها حرارة الابتسامة إلا وسارعت بالانصهار والذوبان.

جرب سحر الابتسامة عندما تتعرض لبعض المشاكل العائلية لترى أثر الابتسامة في ذلك.

حذار من التجهم والعبوس:

ورغم أهمية الابتسامة؛ فإن هناك ناس لا يبتسمون أبدا، ولا تنفرج أساريرهم وهم يلقون غيرهم من الناس... إنهم شريرون أو في نفوسهم مرض، وينابيع الخير مغلقة في نفوسهم وعليها الأقفال.

والبعض يظن أن في التبسم إنزال من مكانته، ونقص من هيبته أمام الآخرين، إن أمثال هؤلاء المرضى واهمون أشد الوهم بذلك؛ ينفرون أكثر مما هم يقربون، وخسارتهم أكبر من ربحهم.

عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: (مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلاَ رَآنِي إِلاَّ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي) متفق عليه.

وأيضا قال - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّكُمْ لا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ) رواه أبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان، وقال الألباني: حسن لغيره.

فالتجهم والعبوس يقيم الحواجز بينك وبين الآخرين؛ ولذلك عليك أن تتعلم كيف تسيطر على أفكارك ومشاعرك؛ ليكون عبوسك حينئذٍ مقصودا ومتحكما فيه، ويؤدي رسالة محددة في وقتها المناسب.

وليس المقصود بطلاقة الوجه جماله أو حسن تقاسيمه... فقد يكون الوجه جميلا، وليس فيه أثر من الطلاقة، وقد يكون قبيحا ويفيض أنسا وبشرا.

فما عليك إلا أن تبتسم... ولا تحسب أنني أعني بالابتسامة مجرد علامة ترتسم على الشفتين لا روح فيها ولا إخلاص، كلا فهذه لا تنطلي على أحد، وإنما أتكلم عن الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق نفسك، تلك الابتسامة هي التي تنفذ إلى قلوب الآخرين.

توجيهات وتلميحات حول الابتسامة:

1- اجعل الابتسامة رسولك إلى قلوب الآخرين فهي مفتاح النفوس، وتجلب الراحة والهدوء للمبتسم نفسه و(تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ).

2- عندما تشعر أن الآذان قد أغلقت أمامك وتعطل استقبال رسالتك فعطر الجو بطرفة يتلوها ابتسامة.

3- حذار من الابتسامة الساخرة أو الباردة فهي تحول بين الآخرين وبين الثقة فيك.

4- حاول التعرف على ما في نفس الآخر من خلال رصد ابتسامته وملاحظة جبينه وحركات عينيه.

5- حاول أن تعود نفسك على أن تكون ابتسامتك وسيلة لإبلاغ رسالتك كما تريد، وإن كانت مشاعرك خلاف ذلك.

6- عوِّد نفسك على الاستمتاع بالطرائف المضحكة لتتعود على الضحك أحيانا.

بعض الأقوال في التبسم:

• قال أبو حاتم بن حبان - رحمه الله -:

"البشاشة إدام العلماء، وسجية الحكماء؛ لأن البـِشر يطفئ نار المعاندة ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي ومنجاة من الساعي، ومن بشَّ للناس وجها لم يكن عندهم بدون - بأقل - الباذل لهم ما يملك".

• "لا يجب على العاقل إذا رزق السلوك في ميدان طاعة من الطاعات إذا رأى من قصر في سلوك قصده أن يعبـِّس عليه بعمله وجهه، بل يظهر البشر والبشاشة له؛ فلعله في سابق علم الله أن يرجع إلى صحة الأوبة إلى قصده مع ما يجب عليه من الحمد لله والشكر له على ما وفقه لخدمته وحرم غيره مثله".

• وعن عروة بن الزبير قال: "أخبرت أنه مكتوب في الحكمة: يا بني ليكن وجهك بسطا، ولتكن كلمتك طيبة؛ تكن أحب إلى الناس من أن تعطيهم العطاء".

• وعن سعيد بن الخمس قال: "قيل له ما أبشـَّك؟ قال: إنه يا قوم على برخيص". يعني: إن البشاشة رخيصة لا تكلفه مالا ولا جهدا، وإنها غالية وقيمة؛ لأنها تجذب القلوب وتقتلع أسباب البغضاء.

• الابتسامة تذيب الجليد وتنشر الارتياح وتبلسم الجراح: انها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية (فولتير)

• الابتسامة طريقك الأقصر الى قلوب الاخرين (حكمة تايلندية)

• أن تشق طريقا بالابتسامة خير من أن تشقه بالسيف (شكسبير)

مصادر يمكن الرجوع اليها:

• روضة العقلاء لابن حبان.
• حتى لا تكون كلا. لعوض القرني.
• الاستيعاب في حياة الداعية.

• ثلاثية النجاح.

• العديد من مواقع الشبكة العنكبوتية وبخاصة موقع أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة للكحيل.

الابتسامة سرٌّ آسر، وسلطان قاهرٌ، أدرك الطفل بفطرته البريئة سحرها، فهو يبثُّها بين الحين والآخر، وأمام ابتسامة الطفل ينحني أقسى الناس، وفي مواجهة ابتسامة الصبي يرقُّ أغلظ الناس.

الابتسامة هي المفتاح الأول لكلِّ القلوب المغلقة، وليس من الضروري أن تكون الابتسامة بالفعل؛ فأحيانًا تبتسم الحروف حينما تكتب؛ لأنها تكون من قلوب صادقة، وتبتسم الهدايا عندما تُهدى؛ لأنها مليئة بالحبِّ والوفاء.

الابتسامة الحقيقية لا يمكن تزييفها؛ فهي كالذهب، عبثًا يحاول المخادعون تقليده، ولكن بريق الذهب ليس كأيِّ بريق.

الابتسامة إشراقة روح، وإطلالة نَفْس، وصورة فؤاد، الابتسامة بَلْسَم الألم ودواء الحزن، الابتسامة أقصر طريق إلى القلوب، وأقرب باب إلى النفوس، الابتسامة المشرقة أقوى قوانين الجاذبيَّة للقلوب والأرواح، وللابتسامة سحرٌ خلاَّّب يستميل القلوب، ويأخذ بالألباب، والمبتسمون أحسن الناس مِزاجًا، وأهنؤهم عيشًا، وأطيبهم نفسًا


فهل يمكننا أن نتقن فنَّ الابتسامة؟

تعال أخي، تعرَّف على فن الابتسامة.

 لماذا نبتسم؟
ولمن نبتسم؟ 
ومتى نبتسم؟

لماذا نبتسم؟


♦ نبتسم لنسعد أنفسنا ومَن حولنا.

♦ نبتسم لنتغلَّب على تيار الضغوط اليوميَّة التي جلبت الكثير من الأمراض: كالسكري والضغط والتوتر والقلق والأزمات القلبيَّة، كلها من آثار الضغوط التي تعرِض للفرد، فتعال نبتسم في كلِّ يومٍ، بل في كلِّ لحظةٍ؛ لنسلم - بإذن الله - من تلك الضغوط.

♦ نبتسم لنزيد رصيدنا من الحسنات؛ وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة))، وقال: ((لا تَحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))، وكأنما يريد - صلى الله عليه وسلم - أن يدرِّبنا على الابتسامة؛ لتكون سجيةً لنا، فكلما ابتسمت، أُهديت إليك صدقة، فهل تزيد رصيدك من الصدقات؟!

♦ نبتسم محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتأسِّيًا به؛ فقد كان - صلى الله عليه وسلم - دائم البشر طلق المحيَّا، البشاشة تعلو وجهه، والابتسامة لا تكاد تفارقه؛ فعن عبدالله بن الحارث بن جزء، قال: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسُّمًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم"؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألبانيُّ.

وعن جرير - رضي الله عنه - قال: ما حجبني النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري، وقال: ((اللهم ثبِّته واجعله هاديًا ومهديًّا))؛ رواه البخاريُّ.

♦ نبتسم لرفقاء العمل وجيران المنزل وتلاميذ الفصل، كل أولئك ينتظرون منك ابتسامة تسعدهم بها، تفرِّج عن مهموم وتداوي مكلوم، وتنشط عامل وتفرح محزون.

♦ نبتسم لكل من نلقاه.


الْقَ بِالبِشْرِ مَنْ لَقِيتَ مِنْ النَّاسِ جَمِيعًا وَلاَقِهِمْ بِالطَّلاَقَهْ
تَجْنِ مِنْهُمْ بِهِ جَنِيَّ ثِمَارٍ طَيِّبٌ طَعْمُهُ لَذِيذُ الْمَذَاقَهْ
وَدَعِ التِّيهَ وَالْعُبُوسَ عَنِ النَّا سِ فَإِنَّ الْعُبُوسَ رَأْسُ الْحَمَاقَهْ

متى نبتسم؟

♦ نبتسم كلَّ صباح؛ لتشرق نفوسنا قبل أن تشرق الشمس على البسيطة.

♦ نبتسم عندما نحقق إنجازًا ولو صغيرًا؛ فإن ذلك يدفع إلى مزيد من العطاء والإنجاز.

♦ نبتسم عند ورود المشاكل وتتابع الهموم؛ فإن ذلك من أعظم الحلول لها، وما أجمل قول السعدي - رحمه الله -: الحياة قصيرة، فلا تقصرها بالهموم.

♦ نبتسم عند الإخفاق؛ لأن ذلك خطوة على طريق النجاح.

ختامًا ما أجمل قول الشاعر:

قَالَ السَّمَاءُ كَئِيبَةٌ وَتَجَهَّمَا قُلْتُ ابْتَسِمْ يَكْفِي التَّجَهُّمُ فِي السَّمَا

قَالَ الصِّبَا وَلَّى فَقُلْتُ لَهُ ابْتَسِمْ لَنْ يُرْجِعَ الأَسَفُ الصِّبَا الْمُتَصَرِّمَا

قَالَ الْعِدَا حَوْلِي عَلَتْ صَيْحَاتُهُمْ أَأُسَرُّ وَالأَعْدَاءُ حَوْلِي فَي الْحِمَى

قُلْتُ ابْتَسِمْ لَمْ يَطْلُبُوكَ بِذَمِّهِمْ لَوْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ أَجَلَّ وَأَعْظَمَا

قَالَ الْمَوَاسِمُ قَدْ بَدَتْ أََعْلاَمُهَا وَتَعَرَّضَتْ لِي فِي الْمَلاَبِسِ وَالدُّمَى

وَعَلَيَّ لِلأَحْبَابِ فَرْضٌ لاَزِمٌ لَكِنَّ كَفِّي لَيْسَ تَمْلِكُ دِرْهَمَا

قُلْتُ ابْتَسِمْ يَكْفِيكَ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ حَيًّا وَلَسْتَ مِنَ الأَحِبَّةِ مُعْدَمَا

قَالَ الَّليَالِي جَرَّعَتْنِي عَلْقَمًا قُلْتُ ابْتَسِمْ وَلَئِنْ جَرَعْتَ الْعَلْقَمَا

فَلَعَلَّ غَيْرَكَ إِنْ رَآكَ مُرَنِّمًا طَرَحَ الْكَآبَةَ جَانِبًا وَتَرَنَّمَا

أَتُرَاكَ تَغْنَمُ بِالتَّبَرُّمِ دِرْهَمًا أَمْ أَنْتَ تَخْسَرُ بِالْبَشَاشِةِ مَغْنَمَا

يَا صَاحِ لاَ خَطَرٌ عَلَى شَفَتَيْكَ أَنْ تَتَثَلَّمَا وَالْوَجْهُ أَنْ يَتَحَطَّمَا

فَاضْحَكْ فَإِنَّ الشُّهْبَ تَضْحَكُ وَالدُّجَى مُتَلاَطِمٌ وَلِذَا نُحِبُّ الأَنْجُمَ

كُلِّي أمل أن نبدأ رحلةً جديدة نمخر عُبَاب الحياة، وشعارنا البسمة والأنس، وإدخال السرور على أنفسنا ومَن حولنا

قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أحبُّ الأعمال إلى الله - تعالى - سرور تدخله على مسلم))
 رواه الطبراني  وحسَّنه الألبانيُّ.


 راشد خليفة المزروع..

الأبتسامه جواب صارم في بعض الأحيان على التفاهات.

  • حوار لا إنصات فيه ، لا يؤكل ثمرهُ .
  • حصن الإنسان طول صمته و حارسه قلة مزحه.
  • لا نستطيع الصمت بالرغم من ان الكلام مجهد. 

المشاركات الشائعة