وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الاثنين

الإبتسامة II

الإبتسامة فى الأسلام..  I


ابتســـم

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم

وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان

وعن جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال : ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ) رواه البخاري 


* * * * * * * 


الابتسامة

 لها رونق وجمال ، وتعابير تضفي على وجه صاحبها الراحة والسرور ، بل رتب النبي صلى الله عليه وسلم أجر عليها

وقال صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )

وقال صلى الله عليه وسلم ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) والإمام البخاري جمع أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم وبوب لها باب :

( باب التبسم والضحك ) دليل على الابتسامة التي كان يحرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم

والإمام مسلم كذلك في صحيحه أحاديث بوب لها الإمام النووي فقال في كتاب الفضائل ..
(باب تبسمه وحسن عشرته ) وبوب الشيخ الغماري الاحاديث التي فيها
( ضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ) في مؤلف سماه (شوارق الانوار المنيفة بظهور النواجذ الشريفة )، كل هذا وغيره بيان لجوانب تبسمه صلى الله عليه وسلم .
وهكذا كان الصحابة رضى الله عنهم فقد قيل لعمر رضى الله عنه هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون .
قال : نعم والإيمان والله اثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي . 

وأيضا
( لا يكفي المال وحدة لتأليف القلوب ولا تكفي التنظيمات الاقتصادية والأوضاع المادية ، لابد أن يشملها ويغلفها ذلك الروح الشفيف ، المستمد من روح الله ، ألا وهو الحب ، الحب الذي يطلق البسمة من القلوب فينشرح لها الصدر وتنفرج القسمات فيلقي الإنسان أخاه بوجه طليق ) 

يقول الشاعر : 
هشت لك الدنيا فمالك واجماً *** وتبسمت فعلام لا تتبسم
إن كنت مكتئباً لعزُ قد مضى *** هيهات يرجعه إليك تندم

موانع الابتسامة : 
لنقف على أهم أسباب موانع الابتسامة عند البعض ..

1. الظن أن ذلك من الجدية :
يظن البعض أن عدم الابتسام هو جزء من الجدية التي لابد منها في شخصية الإنسان وهي من كمال الدين ، وهذا ظن ليس في محله حيث إن الناس جُبلوا على الميل والمحبة لمن يبش في وجوههم ، وأما ما يتعلق بالجدية فإنه لا يوجد أكثر من جدية الرسول – صلى الله عليه وسلم - وعن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ( نعم كثيراً ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قام ، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية ، فيضحكون ، ويبتسم ) رواه مسلم .

ولم يكن هذا التبسم لينقص من مكانته – صلى الله عليه وسلم – وإنما هو اللطف الذي ما خالط شيئاً إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه .


2. الخوف من قسوة القلب :
 يخلط بعض الناس بين الإكثار من الضحك والذي أخبر به الرسول صلى الله عليه أنه سبيل لموت القلب وبين أهمية وضرورة الابتسام والضحك المعتدل لتقويم النفس وإزالة الهم وكسب الآخرين ..

وعلينا الانتباه جيداً إلى شاطحات الزهاد فإنها كثيرة كقولهم : ( ما ضحك فلان قط ) أو ( ما رأي فلان إلا مهموماً ) فهذا خلاف الفطرة والسنة النبوية . وما جاء في نص الحديث الذي رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ( لا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب ) فلم ينه عن الضحك إنما نهى عن كثرته .


3. ظروف النشأة :
 لها دور كبير في حياة الإنسان ، فمن يولد بين أبوين غضوبين تقل الابتسامة على محياة ، فلا تراه مبتسماً أبداً ، وهذا تبعاً للظروف البيئية التي تحيطة .

4. طبيعة الإنسان العصبية:
 وكثرة سوء الظن عنده ، وتعامل الصعب كلها عوامل تدفع الإنسان إلى قلة التبسم .


هل نستسلم للموانع ؟ 
 كلا فلا بد أن تكون لنا إرادة قوية تتعالي على الهم والمصيبة ، ولنتذكر أننا لن نغير شيئاً مما قدره الله تعالى علينا بغضبنا وهمنا وعبوسنا ، وأننا سنخسر الكثير من صحتنا عندما نغضب ونخسر الآخرين عندما نعبس وقد نخسر الدين عندما يتجاوز الهم والغضب الى الاحتجاج على قدر الله تعال .

ولنستيقين دائماً بالقاعدة التي أخبرنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم
( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم )
فإذا لم تكن البشاشة من طبعنا فلنتعلم كيف نبتسم ولنحاول أن يكون ذلك من طبيعتنا بعد أن نتذكر ثمار الابتسام والضحك ) 

يقول ابن القيم في أهمية البشاشة : 
( إن الناس ينفرون من الكثيف ولو بلغ في الدين ما بلغ ، ولله ما يجلب اللطف والظرف من القلوب فليس الثقلاء بخواص الأولياء ، وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك ، وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا ، فترى الصادق فيها من أحبى الناس وألطفهم وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع )



ويقول الإمام ابن عيينه : 
( والبشاشة مصيدة المودة ، والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين )

فاحرص على الابتسامة الصادقة الصافية التي تعكس ما في القلب من محبة وتآلف ولتحذر من الابتسامة المصطنعة التي تخفى وراءها الأحقاد .


هل جربت الابتسامة قبل النوم ؟؟؟ 
تعتبر الابتسامة أجمل لغة في الحياة، فهي الإضاءة الطبيعية لوجه الإنسان، والإشراقة المنيرة لطريق سعادته وصحته، وهي الشعور النفسي العميق النابع من القلب بالطمأنينة والسرور والبهجة، والرضا وراحة الضمير.

وهي ظاهرة حضارية وإصلاح لمزاج الإنسان والتوازن بين عناصر جسمه، بل هي خير علاج لعقل الإنسان الباطن ولقلبه الشادن بالمحبة والخير.

والابتسامة أفضل وأصعب من الضحك؛ لأن الابتسامة هي رد فعل للسرور، بينما الضحك هو رد فعل للألم أحياناً، والابتسامة هي فعل إرادة واقتناع وقناعة ورضا، أما الضحكة فهي تتفجر للحظة أو لحظات كما يتفجر البالون، وما تلبث أن تتلاشى، وأنا من أشد المؤيدين للابتسامة البريئة ومن أشد المحبين للضحكة غير المبتذلة.

استشر الطبيب 
يقول بعض خبراء علم النفس، إنك إذا لم تضحك لنكتة أو تهتز لها بعد أن ضحك منها الآخرون، فلا بد أن تراجع الطبيب الاختصاصي بالطب النفسي، لأن خلايا الضحك والسرور التي تستقر في النصف الأيمن من الدماغ يكون قد أصابها التلف .

أو على أقل تقدير قد شاخت أو تبلدت عن الاستجابة، وهذا ما يفقدك القدرة على تذوق النكتة والإحساس بها والتمتع بمعناها والضحك منها.

فلقد أثبت الطبيب الأميركي «وليم فرابي»
 أن الجانب الأيمن من المخ يحتوي على الأحاسيس والانفعالات التي تساعد الشخص على الضحك، والذي يعتبره الطب من أهم التمرينات الرياضية للجسم بصورة عامة وللقلب بصورة خاصة، حيث أن الضحك يعمل على زيادة نسبة بنية القلب.

وقد أجريت أبحاث كثيرة عن تأثير الضحك، وتأثيراته المفيدة على القلب، فالضحك يحرِّك عضلات البطن والصدر والكتفين، وكذلك ينشط الدورة الدموية بصورة عامة، والضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق، ولقد شبَّه أحد العلماء الضحك بالهرولة وأنت جالس.

ويقول علماء النفس
 إن الأشخاص الذين يضحكون عادة مسالمون طيبو القلب لأنهم يفرجون عن طاقتهم العدوانية بالضحك.

فالحياة مليئة بالجد والجهد والتعب والمشاكل المعقدة، والآلام والآمال والمآسي، ولابد من منقذ للشد وللضغوط النفسية والعصبية، وللناس أن يستريحوا للتغلب على مآسي الحياة بالضحك البريء كي يستعيدوا توازنهم.


مناعة نفسية 
يحتاج الإنسان عادة إلى الراحة الجسدية والنفسية، وبخاصة في حياتنا المعاصرة، حيث تشابكت سبل الحياة وتعقدت، وأمست المزعجات والمُنغِصات تطاردنا في كل مكان، وعلينا أن نرضخ للأمر الواقع، ونرتفع فوق هذه المنغصات ونرسلها ابتسامة هادئة ساخرة من كل هذه الأحداث، حتى تحفظ توازننا العقلي، والسكينة لأنفسنا، أو نرسلها ضحكة مجلجلة .
فالضحك هو ضرب من ضروب المناعة النفسية التي تحول بيننا وبين التأثر بما نتعرض إليه من ضغوط في هذه الحياة وما أكثرها. 

وعلى هذا، فقد يكون الضحك استجابة للألم لا للسرور نظراً لأن مفتاحه هو المواقف التي تسبب لنا الضيق أو الألم ولقد صدق من قال «شر البلية ما يضحك».

يقول الممثل الكوميدي «شارلي شابلن»:
 «إن الناس يتعاطفون معي بحق حينما يضحكون لأنه بمجرد ما يزيد الطابع التراجيدي عن الحد، فإنه سرعان ما يصبح موقفاً باعثاً على الضحك».

وكثيراً ما يواجه الإنسان مواقف من الهلع والقلق، فينفجر ضاحكاً، مما يكشف عن أهمية كل هذه العوامل الداخلية والخارجية، وفي مثل هذه المواقف الخطرة أو حينما يضحك الإنسان لمواجهتها، فإنه بلا شك إنما يحاول عن طريق الضحك أن يرفع من روحه المعنوية أو أن يعمل على استجماع شجاعته.

وكذلك يلجأ الكثير من قادة العالم الذين يتحملون نوعاً من المسؤولية والضمير، إلى الضحك والابتسام والسرور والاسترخاء، لأن في هذه العوامل الطريق لصفاء الذهن وعلو الروح.

وتعتبر الابتسامة شعاعاً من أشعة الشمس، وبلسماً حقيقياً للشفاء من الأمراض، ومتنفساً هادئاً لأصحاب التوترات العصبية والاضطرابات النفسية، وكم يود المريض أن يرى وهو جالس على سرير المرض، ابتسامة الطبيب المعالج له أو الممرضة المشرفة على علاجه، أو حتى على شفاه أحد أصدقائه وأهله ومحبيه.

لأن الابتسامة في وجه المريض لها أهمية كبرى في الشفاء، وخاصة لمرضى القلب والسرطان. ويجب أن تكون ابتسامة صافية، بريئة وعريضة، مفعمة بالحب والعطف والحنان، لأنها تعتبر في تلك اللحظة المفتاح الأول وضوء الأمل بزوال المرض، والتمسك بالحياة، رغم صعوبة تلك الأمراض، وهكذا سمي الطبيب طبيباً لترفقه ومداراته، والحكيم حكيماً لأنه يعرف المريض والمرض.

فوائد الابتسامة 
من المسلَّم به بأن الابتسامة تسارع في التماثل إلى الشفاء من الأمراض وهي خير علاج لقلب الإنسان.

لأن الابتسامة هي غذاء للنفس والروح، لأنها تساعد على الهضم وتحفظ الشباب وتزيد العمر، وتنعش الابتسامة عملنا وتدفعه إلى الأمام وتجعله محبباً إلينا.

وتزيد الابتسامة من نشاط الذهن ومردوده، وتقوي القدرة على تثبيت الذكريات وتوسيع ساحة الانتباه والتعمق الفكري، وبالتالي يصبح المرء أقدر على التخيل والإبداع ودقة التفكير، وتبعث الابتسامة فينا السعادة الداخلية وبالتالي تزداد إشراقة الوجه من جديد بالحيوية والنشاط.

إن الضحك هو سلوى للقلوب المفجوعة، ودواء للجروح العميقة، ومن ذلك ما وجده العالم الفرنسي «بيير فاشيه»
 بعد سنين من أبحاثه في موضوع فوائد الضحك، فقال إنه يوسع الشرايين والأوردة، وينشط الدورة الدموية، ويعمّق التنفس، ويحمل الأكسجين إلى أبعد أطراف الجسم.

ويؤدي بنفس الوقت إلى زيادة إفرازات الغدد الصم مثل غدة البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية والنخامية والتوتة، وفي مقدمة تلك الغدد القلب لأن القلب غدة صماء أيضاً ويفرز هرمون الببتيد الأذيني المدر للصوديوم.

وقد اكتشف عالم آخر أن الضحك يزيد بصورة خاصة من إفراز مادة البيتاإندورفين، وهي الهرمون الذي يصل إلى خلايا الدماغ، ويعطي أثراً مخدراً شبيهاً بأثر المورفين، ومن نتائج ذلك خلود الإنسان إلى النوم الرغيد.

وهذه نقطة مهمة لأصحاب الكآبة الذين يعانون بصورة خاصة من الأرق والقلق والنوم الممتلئ بالكوابيس.

فالضَحِكُ والابتسامة هبة من الله عز وجل للطبيعة البشرية، لإنعاش الأعضاء واسترخائها، وكذلك فيها حركة آلية ذاتية لتدليك الكثير من الأعضاء، وبالأخص بواسطة الحجاب الحاجز الذي يؤثر على الرئتين، فيساعد على دخول وخروج الهواء بسرعة.

وبصورة أعمق إلى الحويصلات التي لا يصلها هواء في أغلب الأحيان، ويقوم الحجاب الحاجز بواسطة الضحك بتدليك فيزيائي للكبد والمعدة والأمعاء، ويساعد هذه الأعضاء على تنشيط عمليتي الإفراغ والإفراز في المعدة والكبد، ويدلك الضحك القلب ويسره أيضاً وبالتالي ينشط الدورة الدموية بصورة عامة أيضاً.
وقديماً قيل «اضحك تصح» وبهذا نجد بأن للعاملين الآلي والنفسي اللذين يرافقان عمليتي الضحك أكبر الأثر في إنعاش الجسم والقلب وبعث النشاط.

تاريخ الضحك 
كان العرب يحبون الضحك بشكل تلقائي وعفوي، ويعرفون تأثيراته النافعة، وقد ورد هذا من خلال بعض النوادر أو القصص الطريفة، من خلال نوادر جحا ونوادر البخلاء من كتابات الجاحظ، وكذلك ما ورد في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني إذ قال القاضي عياض: «التحدث بمُلَح الأخبار، وطُرف الحكايات تسلية للنفس، وجلاء للقلب».

وفي بداية القرن العشرين، تم الاعتراف بعلم نفس الضحك، وبات هذا الأخير يشغل حيّزاً من الرسائل الفلسفية، حتى أن عالم النفس الشهير «سيجموند فرويد» أشار إلى فوائده، واليوم عندما يضع العلماء الخطوط الأولى لفيزيولوجية الضحك فإنهم لا يعزون له نتائج إيجابية فحسب، بل وعدداً من المميزات العلاجية أيضاً، يعد الضحك قبل كل شيء تمريناً عضلياً وتقنية تنفسية، وهو بالإضافة إلى ذلك، منشط نفسي مهم أيضاً.

كما يعزو إليه علماء النفس مفعولاً مزيلاً للتسمم المعنوي والجسدي، لأنه يساعد في التخلص من نوبات الاكتئاب البسيطة والمخاوف، ويشير الباحثون الأوروبيون حالياً إلى أن الضحك يساهم أيضاً في تخفيف آثار التوترات الضارة بصورة ملحوظة.

ويفيد الضحك بمفعوله المرضى في تحسين القدرة الجنسية، فضلاً عن دوره في إرخاء العضلات وإبطاء إيقاع النبض القلبي وخفض التوتر الشرياني، وأخيراً بدأ العلماء في استخدامه كأساس لاستراتيجية علاجية حقيقية، تقوم على استخدام تقنيات الاسترخاء واليوجا من خلال تعلم منكسات تنفسية وتمارين خاصة.

وفي أوروبا، يلجأ عدد من مستشفيات الأطفال إلى استقدام مهرّجين لتسلية نزلائهم والترويح عنهم. ومع أن هذا الأمر لا يؤدي بالضرورة إلى شفاء الأطفال، فإنه يساعدهم على نسيان آلامهم، ويعطيهم دفئاً معنوياً يعينهم على الصمود في وجه بعض الأمراض المستعصية.

ولاشك بأن الأدب الساخر، من شعر ونثر وصحافة كاريكاتير ومقالة مرحة هادفة، ينزع إلى زرع البسمة الأصعب في وجه القارئ أو حتى التسامح، ولكن كوميديا التمثيل المسرحي (على نحو خاص)، تشاغب الضحكات وتعابثها، من خلال مواقف تبعث على الترويح عن النفس في إطار (الضحك للضحك) الذي هو في حد ذاته فن وليس فلسفة؛ لحظة (تنفيس) وليست لحظة (تأملات فكرية).


آداب الضحك 
كثرة الضحك المبتذل والمليء بالقهقهة ضارة، والقهقهة ليست صفة من صفات الإنسان الحضارية، وإنما صفة تتميز بها القرود فقط.

 وكذلك يجب علينا الابتعاد عن الضحكة الصفراء الكئيبة والتي فيها صفة التشفي من الآخرين، والنيل من نقص عقلي أو جسدي أَلَمَّ بهم، وهي ضحكة فيها التعالي والتسامي على الآخرين.


وكذلك في القول المأثور نتذكر «أحيوا قلوبكم بقلة الضحك وقلة الشبع وقلة الحسد».

وطبعاً حين أتكلم عن الضحك فإنني أقصد ذلك الجانب الذي يدفع المشاكل والهموم والأحزان.

ولا أقصد به إطلاقاً، ذلك الضحك الذي قد يصبح مهنة عند البعض، فالضحك له شروطه وضوابطه حتى يحافظ الإنسان على سلامة شخصيته وتوازنه، ولكن الضحك بغير قصد يميت القلب ويجعله كالصخرة الصماء، ولذلك قيل بالمثل العربي الشهير: «الضحك بلا سبب من قلة الأدب».

ولقد أُثْبِتَ علمياً وعملياً كما أشرت سابقاً بأن الضحك هو عملية رياضية لكثير من أعضاء الجسم، ولاسيما القلب وعضلات الوجه وبشرته على وجه الخصوص، فلكي تعبس يلزمك تحريك أكثر من أربعين عضلة في وجهك، أما لكي تبتسم وترتاح فلا تحتاج إلا لتحريك أقل من خمس عضلات من عضلات الوجه.

فهكذا نرى كم نرهن أنفسنا ووجوهنا في حمل هذا الكم من العبوس، صحيح أن الإنسان لا يستطيع أن يقاوم مشاكله ويتجاهل متاعبه، ولكن لابد من استراحة الإنسان من حين لآخر، في محاولة تخفيف عبء الشدة الأكبر عن عضلة القلب.

ولقد ثبت طبياً أن ديمومة الزعل والشدة، والتفكير القاتم الضاغط على الصدر، يصبح عبئاً على عضلة القلب في عملها، بل ويتسبب في مرضها وفي ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ومن هنا كان الحديث الشريف خير نصيحة طبية نفسانية، تجدد روح الإنسان، وتضاعف من جهده وحبه للحياة، فالنبي صلى الله عليه وسلم صدق عندما قال: «روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلّت عُميت».

جواز سفر للقلوب إن العامة يضربون مثلاً قاسياً ليس مستحباً أن يضاف للإنسان، هذا المثل الدارج يقول: «فلان، وجهه لا يضحك للرغيف السخن»، وبصريح العبارة، أنه من خلال التجارب والعلاقات الإنسانية.

وجد بأن البسمة، أفضل عملة متداولة بين الناس لتقريب وجهات النظر، ولإنجاز المعاملات الدنيوية، بل تعتبر أفضل جواز سفر إلى قلوب الآخرين ـ وأكاد أقول عقولهم وثقتهم أيضاً. وليست كل الابتسامات مقبولة أو مستساغة، ما لم تكن نابعة وصادقة من القلب، تفترش الثغر وتعمّر الوجه بالبشاشة والرضا.
وتعتبر الابتسامة والضحك اللطيف المعبر والبريء، عناصر أساسية في حيوية الإنسان وصحته. وحينما تغيب عنا شمس السرور والابتسامة، تبدأ الأمراض بالظهور، وهكذا نرى أن الابتسامة تحمي القلب وتطيل العمر، فالابتسامة عنصر ضروري لبقاء حياة الإنسان على وجه هذه المعمورة، وهي سر الحياة السعيدة، ومفتاح الحب والأمل، وشعاع يرسم لنا طريق الخير والتفاؤل أمام هذا العصر ومتقلباته.
 حينما تجد طاقتك قد انخفضت 
وحينما تجد نفسك كئيبة
وحينما تجد أن الحياة قد سدت بوجهك

فقط ابتسم
وستتغير كل الأمور وتتبدل الحال
ويكفيك أن تجرب الابتسامة لتعلم فائدتها
( وتبسمك في وجه أخيك صدقة )
وقبل هذا هي صدقة على نفسك

الابتسامة.. العبادة المهجورة

لنتعلم فن التبسم بصدق ولننشر ثقافة الوجه الطلق والسماحة والسعادة بيننا وفي مجتمعاتنا ففي ذلك الضمان الأكيد لحياة سعيدة وعلاقة أخوية مترابطة ولنتأسى بأعظم رسول -صلى الله عليه وسلم- ولنستشعر الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.
إن أساس العلاقة بين بني البشر مع بعضهم البعض قائمة على التعارف والتعاون والتآلف قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، وإن علاقة المسلم مع أخيه المسلم إلى جانب ذلك قائمة على التراحم والإخاء والترابط والمعاملة الطيبة والسلوك الحسن، قال تعالى مذكراً المؤمنين بنعمته عليهم: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]، وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ( صحيح مسلم[ ] ، ج4، ص1999)، وهذه العلاقة إذا قامت على هذه القيم والمفاهيم وكانت خالصة لوجه الله فإن صاحبها مأجورٌ عليها ومجزيٌ بها في الدنيا[ ] والآخرة، قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ . لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43].

لذلك حرص الإسلام على تدعيم هذه العلاقة بين المسلمين بكل الوسائل والطرق وفي جميع الأحوال والظروف ولعل من أعظم هذه الوسائل التي تقوي علاقة المسلم مع أخيه المسلم وتجعله محبوباً بين الناس هي إخلاص العمل لله والتقرب إليه بالأعمال الصالحة قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم[ ] : 96]، ومن هذه الوسائل التبسم وطلاقة الوجه فالبسمة آية من آيات الله تعالى ونعمة ربانية عظيمة، إنها سحر حلال تنبثق من القلب[ ] وترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة، وتنشر نسائم المحبة وتستلّ عقد الضغينة والبغضاء لتحلّ الألفة والإخاء وكما قال ابن عيينة رحمه الله: "البشاشة مصيدة القلوب[ ] ".

وأوصى ابن عمررضي الله عنه ابنه فقال: "بنيّ إن البر شيء هيّن وجه طليق وكلام ليّن"، لقد أرسى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم خلق البسمة والبشاشة وعلّم الإنسانية هذه اللغة العالمية اللطيفة بقوله وفعله وسيرته العطرة فكان صلى الله عليه وسلم بسّام الثغر طلق المحيا، يحبه بديهة من رآه، ويفديه من عرفه بنفسه وأهله وأغلى ما يملك!

لقد كانت تبسمه لأهله وأصحابه بذراً طيباً آتى أكله ضعفين، خيراً في الدنيا وأجراً في الآخرة.. أما الخيرية العاجلة؛ فانشراح القلب وراحة الضمير، ومنافع صحية أخرى أثبتها الأطباء على البدن، ويتبعها مصالح اجتماعية وشرعية من تأليف القلوب وربطها بحبل المودة المتين وترغيبها لحب الدين، فالبسمة بريد عاجل إلى الناس كافة لا تكلفنا مؤناً مالية أو متاعب جسدية بل تبعث في ومضة سريعة يبقى أثرها الحميد عظيما في النفوس!

والخيرية الآجلة؛ الثواب المثبت في جزاء الصدقة[ ] وبذل المعروف، فالتبسم في وجه المسلم صدقة فاضلة يستطيعها الفقير والغني على حدّ سواء. روى الترمذي عن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيت أحدا أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق».

تلك الابتسامة التي جعلت جرير بن عبدا لله البجلي رضي الله عنه ينتبه لها ويتذكرها ويكتفي بها هدية من الرسول العظيم فيقول: "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي" (رواه البخاري[ ] ) فهذه الابتسامة المشرقة التي يشرق بها وجه النبي[ ] صلى الله عليه وسلم أجل عند جرير من كل الذكريات، وأسمى من كل الأمنيات، كانت تعلو محياه تلك الابتسامة المشرقة المعبرة، فإذا قابل بها الناس أسِر قلوبهم ومالت إليه نفوسهم وتهافتت عليه أرواحهم.. والابتسامة عبادة وصدقة، «فتبسمك في وجه أخيك صدقة » (رواه الترمذي)، وما أكثر ما فرطنا في هذه العبادة وما أكثر ما بخلنا في هذه الصدقة فهي السحر[ ] الحلال وهي إعلان الإخاء وعربون الصفاء ورسالة الود وخطاب المحبة تقع على صخرة الحقد فتذيبها، وتسقط على ركام العداوة فتزيلها، وتقطع حبل البغضاء، وتطرد وساوس الشحناء، وتغسل أدران الضغينة، و تمسح جراح القطيعة...

وإذا كان نبي الله سليمان عليه السلام قد تبسم لنملة صغيرة في وادٍ مترامي الأطراف عندما سمعها تحذر قومها من جيشه كما قال تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل:19]، فما أحوجنا إلى تبسم الأخ في وجه أخيه والجار في وجه جاره في زمن طغت فيه المادة وقلت فيه الألفة وكثرت فيه الصراعات وما أحوجنا إلى تبسم الرجل في وجه زوجته والزوجة في وجه زوجها في زمن كثرة فيه المشاكل الاجتماعية فلا ترى إلا عبوس الوجه وتقطيب الجبين وكأنك في حلبة صراع من أجل البقاء وما أحوجنا إلى تلك الابتسامة من مدير في وجه موظفيه فيكسب قلوبهم ويرفع من عزائهم بعيداً عن العنجهية والتسلط والكبرياء...

ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه وانشراح الصدر ولطف الروح ولين الجانب من عالم رباني منصف يسعى لجمع الكلمة ووحدة الصف، بدلا من الفتاوى[ ] الجائرة الظالمة في نبش فتن الطائفية والمذهبية، وتوسيع هوة الخلاف والنزاع والشقاق، وتضليل الناس وتبديعهم وتفسيقهم بل والتعرض للعلماء والدعاة الربانيين بالغمز واللمز والاستطالة في أعراضهم...

وما أحوجنا إلى الابتسامة الصادقة من ذلك الحاكم والمسئول في وجه من يقوم برعايتهم وخدمتهم من غير ما خداع أو كذب أو تزوير، أو وعيد أو تهديد فتحبه قلوبهم وتلهج بالثناء الحسن والدعاء له ألسنتهم.

أتي رجل فقير من المسلمين إلى عمر بن الخطاب فقال:
ياعمر الخير جزيت الجنة *** اكس بنياتي وأمهنه
وكن لنا في ذا الزمان جنة *** اقسم بالله لتفعلنه
فتبسم عمر قائلاً‏: وإذا لم أفعل يكون ماذا؟ 
قال الرجل:
أبا حفص غداً عني لتسألنه *** يوم تكون الأعطيات منة
وموقف المسئول بينهنه *** إما إلي نار وإما إلي جنة
فخلع عمر الجلباب الذي كان يلبسه
وقال: خذ هذا ليومٍ تكون الأعطيات منة.
عباد الله:

ما أجمل أن نبتسم في وجوه الأيتام والأرامل والمعوزين والمحتاجين في أمتنا فندخل السرور إلى نفوسهم ونمد يد العون لهم ونرسم البسمة على شفاههم وإن ذلك لمن أحب الأعمال وأعظمها أجراً عند الله.

قتل عبدا لله بن حرام الأنصاري رضي الله عنه يوم أحد وحمل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو ملفوفٌ في ثيابه مقَطع بالسيوف، لكن في سبيل الله فأخذ ابنه جابر يبكي والصحابة يهدئونه؛ فالتفت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جابر وقال: «ابك أو لا تبك والذي نفسي بيده ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعته» (رواه مسلم 2174)،

 وقال صلى الله عليه وسلم لجابر يوماً بعد ذلك: «يا جابر ما لي أراك منكسراً»، اسمع إلى التعازي والمواساة وما أحسنها! فقال جابر: "يا رسول الله، استشهد أبي وترك عيالاً وديناً، فقال: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: بلى، قال: ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحاً، فقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون (صحيح الترمذي 3010)، فجعل الله روحه وأرواح إخوانه في جوف طير خضر كما في الحديث:لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل المعلقة (صحيح مسلم 1887).

عند ذلك تبسم جابر ما أحوجنا إلى الابتسامة من ذلك التاجر فيكسب القلوب وتحل عليه البركة ويكثر رزقه وتدركه رحمة ربه فقد روى البخاري دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة حيث قال:رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قضى سمحاً إذا اقتضى (رواه الألباني )


وفى رواية بشره بالمغفرة حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلاً إذا باع سهلاً إذا اشترى سهلاً إذا اقتضى» (أخرجه أحمد عن جابر- حديث رقم 4162 - صحيح الجامع)

بل يقول الصينيون فى حكمة يرددونها: "إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً" بل تقوم كثير من الدول المتقدمة والشركات العالمية بإنفاق ملايين الدولارات من أجل تدريب موظفيها على الابتسامة في وجه الزبائن والعملاء وهم بذلك يرجون ثواب الدنيا فكيف بالمسلم عندما يتخلق بهذا الخلق فيجمع بين ثواب الدنيا والآخرة وصدق الله إذ يقول في المؤمنين وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].


ولقد أجريت العديد من البحوث والدراسات العلمية حول الابتسامة وفوائدها الصحية والنفسية بالنسبة للإنسان فتوصلوا إلى أن الابتسامة تحفظ للإنسان صحته النفسية والبدنية و تساعد على تخفيف ضغط الدم وتعمل على تنشط الدورة الدموية بل و تزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوطات النفسية والحياتية، والابتسامة تساعد المخ على الاحتفاظ بكمية كافية من الأوكسجين، ولها آثار ايجابية على وظيفة القلب والبدن والمخ، وتزيد الوجه جمالاً وبهاء، وتعمل على التخفيف من حموضة المعدة وزيادة إفرازات الغدد الصم مثل غدة البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية والنخامية، كما أنها تقهر الأرق والكآبة.

وإلى جانب هذه الفوائد الصحية للابتسامة فإنها أيضاً باب من أبواب الخير والصدقة، قال صلى الله عليه وسلم: «وتبسمك في وجه أخيك لك صدقة» (رواه الترمذي)، وهي سبب في كسب مودة الناس ومحبتهم وزرع الابتسامة على وجوههم قال صلى الله عليه وسلم: لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه (رواه الحاكم).




و فيها ترويح للنفس وإجمام للروح ودواء للهموم وذهاب للغموم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة» (رواه الطبراني في الكبير)، وهي مظهر من مظاهر حسن الخلقالتي يدعوا إليها الإسلام «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق» (رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان )، وفيها تأسٍّ بسيد الخلق وأعظمهم خُلُقا وأكثرهم ابتسامة.

المشاركات الشائعة