وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الثلاثاء

الإبتسامة فى الأسلام.. 2


عباد الله:  لقد كان رسولكم صلى الله عليه وسلم يبتسم وهو ينظر إلى مستقبل هذه الأمة وحتى وهو في منامه


فعن أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها

قالت: "نام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ثم استيقظ يتبسم

فقلت: ما أضحكك،

قال:«أناسٌ من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة،

قالت: فادعوا الله أن يجعلني منهم فدعا لها» (البخاري)، بل كان يعلم بالخير لأمته فيفرح لها ويستبشر ويتبسم بل ويضحك.


فقد تبسم الرسول صلى الله عليه وسلم رضاً وارتياحاً وفرحاً، خاصة بعدما رأى ما سره مما ينتظره يوم القيامة ،


فعن أنس رضي الله عنه

قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسماً،

فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت عليّ آنفاً سورة، فقرأ سورة الكوثر،

ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟

فقلنا: الله ورسوله أعلم،

قال: فإنه نهر وعدنيه ربي سبحانه وتعالى عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيام ، آنيته عدد النجوم».

بل لقد ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا وهو ينظر إلى أمته وهي في الصلاة خلف أبي بكر رضي الله عنه وكان قد أنهكه المرض -صلى الله عليه وسلم-


فلما رأى أمته على هذه الحالة تبسم ‏فعن ‏أنس بن مالك ‏رضي الله عنه: "أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم ‏‏الاثنين ‏وأبو بكر‏ ‏يصلي بهم، فإذا برسول الله ‏- صلى الله عليه وسلم قد‏ ‏كشف ستر حجرة ‏عائشة ‏فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك" لقد أراد أن يودع الدنيا وهو يبتسم ينظر إلى أمته وهي في الصلاة ومحراب العبادة فيختم بها حياته"(رواه‏ البخاري).

أيها المؤمنون: لنتعلم فن التبسم بصدق ولننشر ثقافة الوجه الطلق والسماحة والسعادة بيننا وفي مجتمعاتنا ففي ذلك الضمان الأكيد لحياة سعيدة وعلاقة أخوية مترابطة ولنتأسى بأعظم رسول -صلى الله عليه وسلم- ولنستشعر الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وارض اللهم عن بقية الصحابة والقرابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.

مما لا يخفى على الكثير منا أن الدين الإسلامي الحنيف حث كثيرا على التبسم ودعا إليه حيث ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة)و أكبر أسوة لنا في ذلك هو حبيبنا الرسول الأعظم محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فقد كان طلق وجه حسن الابتسامة ، وقيل أنه لم يرى عابساً قط .

ومن جملة الروايات في التبسم ، هذا الحديث ، أخبرنا عبد الله بن رجاء قال : أخبرنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، عن أبي ذر، يرفعه – قال : ثم قال بعد ذلك : لا أعلمه إلا رفعه – قال : إفراغك من دلوك (1) في دلو أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس لك صدقة، وهدايتك الرجل في أرض الضالة صدقة.

وقال أيضا ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)
تعتبر الابتسامة أجمل لغة في الحياة، فهي الإضاءة الطبيعية لوجه الإنسان، والإشراقة المنيرة لطريق سعادته وصحته، وهي الشعور النفسي العميق النابع من القلب بالطمأنينة والسرور والبهجة، والرضا وراحة الضمير. والابتسامة هبة من الله عز وجل للطبيعة البشرية

وهي ظاهرة حضارية وإصلاح لمزاج الإنسان والتوازن بين عناصر جسمه، بل هي خير علاج لعقل الإنسان الباطن ولقلبه الشادن بالمحبة والخير.


التبسم

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) رواه مسلم.

قال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة).

عن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ( نعم كثيراً ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قام ، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية ،فيضحكون، ويبتسم ) رواه مسلم.

رسائل:

أيها الزوج أيتها الزوجة لقد صح عن عائشة رضي الله عنها في وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم أنه كان بساماً أي يكثر التبسم .

أيها المدير ..أيها العاملون: وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ) رواه البخاري

أيها الداعية إلى الله:

قيل لعمر رضي الله عنه هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون . قال : نعم والإيمان والله اثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي .

يا سفير الإسلام في كل مكان .... ابتسم! من هنا كانت الابتسامة باب الدخول إلى القلب وما أحوجنا اليوم إلى الابتسام في وجوه بعضنا البعض لنزيل غبار التناحر والتباغض فيما بيننا. والمسألة يسيرة للغاية، فقط لا تحتاج سوى بشاشة وجه مبتسم.

فهل نحن ممن يحسن اللقاء والمعاشرة، هل نحن ممن يبتسمون دائماً.

ما هي الابتسامة: الابتسامة هي السحر الحلال، وهي إعلان الإخاء، وعربون الصفاء، ورسالة الود، وخطاب المحبة. الابتسامة تقع على صخرة الحقد فتذيبها، وتسقط على ركام العداوة فتزيلها.

الابتسامة تحل حبل البغضاء، تطرد وساوس الشحناء، تغسل أدران الضغينة، تمسح جراح القطعية.

الابتسامة لها رونق وجمال وتعبيرات تضفي علي وجه صاحبها مالا يضفيه العبوس بل أن كتابتك لكلمة (ابتسامة) أو تذكرك صوت (ابتسامة) تجعل نفسك من الداخل تبتسم.

الابتسامة تحدث في ومضة و يبقى ذكرها دهرا، و هي المفتاح الذي يفتح أقسى القلوب، و هي العصا السحرية التي تكبت الغضب و تسرّي عن القلب.

موانع الابتسامة: لنقف أخي الكريم على أهم أسباب موانع الابتسامة عند البعض:
1. الظن أن ذلك من الجدية: يظن البعض أن عدم الابتسام هو جزء من الجدية التي لابد منها في شخصية الإنسان وهي من كمال الدين ، وهذا ظن ليس في محله حيث إن الناس جُبلوا على الميل والمحبة لمن يبش في وجوههم ، وأما ما يتعلق بالجدية فإنه لا يوجد أكثر من جدية الرسول – صلى الله عليه وسلم - وعن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ( نعم كثيراً ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قام ، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية ، فيضحكون ، ويبتسم ) رواه مسلم . ولم يكن هذا التبسم لينقص من مكانته – صلى الله عليه وسلم – وإنما هو اللطف الذي ما خالط شيئاً إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه.

2. الخوف من قسوة القلب: يخلط بعض الناس بين الإكثار من الضحك والذي أخبر به الرسول صلى الله عليه أنه سبيل لموت القلب وبين أهمية وضرورة الابتسام والضحك المعتدل لتقويم النفس وإزالة الهم وكسب الآخرين .. وعلينا الانتباه جيداً إلى شاطحات الزهاد فإنها كثيرة كقولهم: ( ما ضحك فلان قط ) أو ( ما رأي فلان إلا مهموماً ) فهذا خلاف الفطرة والسنة النبوية. وما جاء في نص الحديث الذي رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ( لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب ) فلم ينه عن الضحك إنما نهى عن كثرته.

3. ظروف النشأة: لها دور كبير في حياة الإنسان ، فمن يولد بين أبوين غضوبين تقل الابتسامة على شفتيه ، فلا تراه مبتسماً أبداً ، وهذا تبعاً للظروف البيئية التي تحيطه.

4. طبيعة الإنسان العصبية: وكثرة سوء الظن عنده، وتعامل الصعب كلها عوامل تدفع الإنسان إلى قلة التبسم.


هل نستسلم للموانع ؟

تحدث عن هذا السؤال الشيخ عبد الحميد البلالي ( داعية إسلامي معروف من الكويت ورئيس لجنة "بشائر الخير" المتخصصة في مكافحة الإدمان عبر النظرية الإيمانية )


قائلا: ( كلا فلا بد أن تكون لنا إرادة قوية تتعالي على الهم والمصيبة ، ولنتذكر أننا لن نغير شيئاً مما قدره الله تعالى علينا بغضبنا وهمنا وعبوسنا ، وأننا سنخسر الكثير من صحتنا عندما نغضب ونخسر الآخرين عندما نعبس وقد نخسر الدين عندما يتجاوز الهم والغضب إلى الاحتجاج على قدر الله تعالى . ولنستيقن دائماً بالقاعدة التي أخبرنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم " إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم " فإذا لم تكن البشاشة من طبعنا فلنتعلم كيف نبتسم ولنحاول أن يكون ذلك من طبيعتنا بعد أن نتذكر ثمار الابتسام والضحك ) كتيب ابتسم ، عبد الحميد البلالي ص 60

يقول ابن القيم في أهمية البشاشة( إن الناس ينفرون من الكثيف ولو بلغ في الدين ما بلغ ، ولله ما يجلب اللطف والظرف من القلوب فليس الثقلاء بخواص الأولياء ، وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك ، وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا ، فترى الصادق فيها من أحب الناس وألطفهم وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع.)

كيف يكون الابتسام؟ 


و اعلم أخي الحبيب - سدد الله خطاك- أن العبوس و الغلظة ليست من الدين في شيء خاصة في مقام الدعوة إلى الله و لا يهمك بعض من جعلوا من العبوس أصلا من أصول الدين فابتسامته كهلال رمضان لا يُوفّق الكثير في رؤيتها، و يُسمِّي هذا التزمت التزاما أو وقارا و أنا أرى أن الذي يفعل هذا الفعل لن يكون أكثر وقارا من رسول الله صلى الله عليه و سلم، الذي قال فيه أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما رأيت أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث حديثا إلا تبسم" و في حديث آخر عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: " ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه و سلم".

و أنا في هذا المقام لا أريد أن أتوسع فأتكلم عن رحابة الصدر و اللين في الدعوة و التي سيكون لها بحثها الخاص - إن شاء الله - و أريد أن أبقى في إطار الابتسامة، و لا بد و نحن نبحث فيها أن نؤكد على أمر مهم وهو: أن تكون هذه الابتسامة التي نهديها أحباءنا صادقة نابعة من القلب، و إلا ستتحول إلى سهم طائش لن يصيب بل إنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية في نفسية المدعو الذي لن يترجم الابتسامة الصفراء الكاذبة - و هو يعرفها - إلا بكلمات سوداء و مشاعر حزينة و هذا من أكبر العوائق في طريقك إلى قلبه.

صدقة ؟!!! لماذا..؟ صدقة لأنك عالجت أخيك نفسيا من حيث لا أنت ولا هو يدرى، تصدقت عليه بهذه الابتسامة الطيبة التي خرجت من قلب طيب، فقد يكون من ابتسمت أمامه مهموما أو قلقا أو "ضاق خلقه" أو.. أو.. لذلك هي في ميزان الإسلام صدقة مـن الصدقات.. سل نفسك الآن إلى أي شخص ترتاح أكثر؟ صـاحب الوجه المبتسم الضحوك أم صاحب الوجه المتكدر العبوس؟.. تذكر صاحب الابتسامة.. ألا تشعر الآن بتذكرك صورة هذا الإنسان براحة ؟.

لماذا لا تكون مثله وتعود نفسك علي الابتسامة خاصة وأنها محسوبة في ميزان الآخرة بصدقة كاملة.

يا سفير الإسلام ..حسنة واحدة..ثم إلى الجنة: لعل أخي الحبيب أن تكون هذه الابتسامة هي الحسنة التي تزحزحك من النار إلى الجنة "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز"(آل عمران 185)فهل سنفرط فيها؟، كما أن مهمة المسلم الداعية تقديم الإسلام في صورته النقية الصافية، وتصوير الالتزام في حلته البهية الرائعة، بالخلق السمح، والوجه الطلق، ولذا قال جل ثناؤه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم:" فبما رحمة من الله لنت لهم "(آل عمران 159) فاللغة العالمية، والعملة الذهبية للتعامل هي الأحاسيس والمشاعر والعواطف. وهل الابتسامة إلا دليل واضح وجلي على ذلك كله؟!!. فالابتسامة هي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمان, تنطلق من الشفتان والقلب لتصل مباشرة إلى القلب.




أما تفسير هذه اللغة فيتلخص بمثال بسيط، فأنت أخي عندما تبتسم في وجه المدعو فإن هذا تصرُّف، و سوف يقوم المدعو بترجمته إلى الكلمات التالية: أنا أحبك أنا أحترمك أنا مهتم بأمرك و أتمنى لك الخير و يسرني رؤيتك، فتخيل أخي كم من الكلمات الجميلة تلك التي قلتها بحركة صغيرة من شفتيك و تخيل مسافة الطريق التي قطعتها إلى قلب المدعو من غير كثير نقاش أو طول إقناع، فالابتسامة تُغني الذين يتلقونها دون أن تُفقر الذين يعطونها.

ويقول الأستاذ محمد قطب: ( لا يكفي المال وحده لتأليف القلوب ولا تكفي التنظيمات الاقتصادية والأوضاع المادية، لابد أن يشملها ويغلفها ذلك الروح الشفيف، المستمد من روح الله، ألا وهو الحب، الحب الذي يطلق الابتسامة من القلوب فينشرح لها الصدر وتنفرج القسمات فيلقي الإنسان أخاه بوجه طليق)

يقول الشاعر:

هشّت لك الدنيا فمالك واجماً***وتبسَّمَت فعلام لا تتبسم ان كنتَ مكتئباً لعزٍ قد مضى***هيهات يرجعه إليك تندُّم ومن أراد الله به خيرا حسّن خلقه وليّن قلبه ونوّر محيّاه ببسمة رائقة لإخوانه تفيض عليهم أنوار السكينة وترسل عليهم نسائم الأمن، وليعلم عبوس المحيا كالح الوجه جهم الخلق أنه هو الخاسر لا غيره لأنه فقد أحبابه وأصحابه وضيّع صداقة يُدفع من أجلها القناطير المقنطرة من الذهب والفضة "وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم" (الأنفال 63). قالوا عن التبسم: كان ابن عمر ينشد:

بنيّ إن البر شيء هين *** وجه طليق وكلام لين وقال الشافعي رحمه الله:

يغطى بالسماحة كل عيب *** وكم عيب يغطيه السخاء ويقول الإمام ابن عيينة: البشاشة مصيدة المودة.

و هاهو ديل كارينجي - أحد علماء النفس المشهورين- يقول في كتابه كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الآخرين: إن ما يقال أن سر النجاح يكمن في العمل الجاد و الكفاح فلا أؤمن به متى تجرد من الإنسانية اللطيفة المتمثلة في الابتسامة اللطيفة.

و هاهم أهل الصين يوجهون لدعاة الإسلام نصيحة جميلة و الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها إذ يقول المثل الصيني:الرجل بوجه غير باسم لا ينبغي أن يفتح دكانا

و نحن نقولالداعية بوجه غير باسم لا ينبغي أن يكلم إنساناً) فكن أخي كالرجل الهرم الذي قال فيه الشاعر زهير:

تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله وإياك أن تكون من الذين:

وجوههم من سواد الكبر عابسة***كأنما أوردوا غصبا إلى النار

ليسوا كقوم إذا لقيتهم عرضا***مثل النجوم التي يسري بها الساري

فهيا أخي نبتسم في وجوه الناس، نبشرهم و لا ننفرهم، نغير الصورة التي طبعها البعض في أذهان الناس عن الملتزمين المتزمتين فنبين لهم أننا ملتزمون مبتسمون نحب الخير للناس و نتمنى لهم الهداية و السعادة و نشعرهم أننا نهتم بهم و همنا همهم و فرحنا فرحهم.

و كما بدأنا بالابتسام فإنّا نختم بالابتسام و السلام

المشاركات الشائعة