وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

السبت

أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح -رضي الله عنه-أمين الأمة

أمين الأمة
أبو عبيدة بن الجراح

مقدمة عامة:-
************


إنه الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح -رضي الله عنه-، أحد العشرة المبشرين بالجنة
وكان من أحب الناس إلى الرسول


فقد سئلت عائشة -رضي الله عنها:-


أي أصحاب رسول الله ( كان أحب إليه؟


قالت: أبو بكر.


قيل: ثم من؟


قالت: عمر.


قيل ثم من؟


قالت: أبو عبيدة بن الجراح.
[الترمذي وابن ماجة].




وسماه رسول الله ( أمين الناس والأمة


حيث قال: "لكل أمة أمين


وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" [البخاري].

ولما جاء وفد نجران من اليمن إلى الرسول (، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلا أمينا يعلمهم


فقال لهم: "لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين"، فتمنى كل واحد من الصحابة أن يكون هو، ولكن النبي ( اختار أبا عبيدة


فقال: "قم يا أبا عبيدة" [البخاري].
وقد هاجر أبو عبيدة إلى الحبشة ثم إلى المدينة


وفي المدينة آخى الرسول ( بينه وبين سعد بن معاذ -رضي الله عنهما-.

ولم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبي (، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتضحية


ففي غزوة بدر رأى أبو عبيدة أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه، بينما أصر أبوه على قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه، وتقابل السيفان، فوقع الأب المشرك قتيلا، بيد ابنه الذي آثر حب الله ورسوله على حب أبيه


فنزل قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وأيديهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) [المجادلة: 22].
وفي غزوة أحد


نزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر (غطاء الرأس من الحديد وله طرفان مدببان) في وجه النبي ( من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه، فحسن ثغره بذهابهما.
[الحاكم وابن سعد].



وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب، وحيل القتل لذا جعله الرسول ( قائدًا على كثير من السرايا


وقد حدث أن بعثه النبي ( أميرًا على سرية سيف البحر، وكانوا ثلاثمائة رجل فقل ما معهم من طعام، فكان نصيب الواحد منهم تمرة في اليوم ثم اتجهوا إلى البحر، فوجدوا الأمواج قد ألقت حوتًا عظيمًا، يقال له العنبر


فقال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا، نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله، فكلوا، فأكلوا منه ثمانية عشر يومًا. [متفق عليه].
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجلسائه يومًا: تمنوا. فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم، فأنفقها في سبيل الله. فقال: تمنوا. فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبًا، فأنفقه في سبيل الله. فقال عمر: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً من أمثال
أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعلمهم في طاعة الله.


[البخاري].



وكان عمر يعرف قدره، فجعله من الستة الذين استخلفهم، كي يختار منهم أمير المؤمنين بعد موته.


وكان أبو عبيدة -رضي الله عنه- كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد، وقد دخل عليه عمر -رضي الله عنه- وهو أمير على الشام، فلم يجد في بيته إلا سيفه وترسه ورحله


فقال له عمر: لو اتخذت متاعًا (أو قال: شيئًا)


فقال أبو عبيدة:
يا أمير المؤمنين
إن هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا).


[عبد الرازق وأبو نعيم].



وقد أرسل إليه عمر أربعمائة دينار مع غلامه


وقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-


ثم انتظر في البيت ساعة حتى ترى ما يصنع


فذهب بها الغلام إليه


فقال لأبي عبيدة: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك.


فقال أبو عبيدة: وصله الله ورحمه


ثم قال: تعالي يا جارية


اذهبي بهذه السبعة إلى فلان


وبهذه الخمسة إلى فلان


وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها. [ابن سعد].

وكان يقول: ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه
ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين!


بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات.


[أبو نعيم وابن عبد البر].




وفي سنة (18) هـ أرسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح


ونزل الجيش في عمواس بالأردن


فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر


فكتب إلى أبي عبيدة يقول له: إنه قد عرضت لي حاجة


ولا غني بي عنك فيها، فعجل إلي.



فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون، فتذكر قول النبي (: "الطاعون شهادة لكل مسلم" [متفق عليه].


فكتب إلى عمر يقول له: إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك






فإني في جند من أجناد المسلمين


لا أرغب بنفسي عنهم


فلما قرأ عمر الكتاب، بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة؟!


قال: لا


وكأن قد (أي: وكأنه مات).
[الحاكم].



فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله


فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين
ومرض بالطاعون


فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل،


ثم توفي -رضي الله عنه- وعمره (58) سنة


وصلى عليه معاذ بن جبل
ودفن ببيسان بالشام.


وقد روي أبو عبيدة -رضي الله عنه- أربعة عشر حديثًا عن النبي .


*********************************








أبو عبيدة بن الجراح الفهري القرشي، صحابي جليل وأمين الأمة الإسلامية. (42 ق.هـ/582م - 18 هـ/639م




نسبه:-

******

هو: عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.


أمه: أميمة بنت عثمان بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.


بعض مواقف أبي عبيدة بن الجراح مع الرسول:-


وكان ممن ثبت مع الرسول يوم أحد، وقد أسرع إلى رسول الله ونزع الحلقتين من المغفر اللتين دخلتا في وجنة رسول الله.

وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي جمعة حبيب بن سباع

 قال: تغدينا مع رسول الله ومعنا أبو عبيدة بن الجراح

 قال: فقال: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟!

أسلمنا معك، وجاهدنا معك.

قال: "نعم، قوم يكونون من بعدكم، يؤمنون بي ولم يروني".



بعض مواقف أبي عبيدة بن الجراح مع الصحابة
مع أبي بكر الصديق


بعث أبو بكر الصديق إلى أبي عبيدة: هلم حتى أستخلفك؛ فإني سمعت رسول الله يقول: "إن لكل أمة أمينا، وأنت أمين هذه الأمة".


 فقال أبو عبيدة: ما كنت لأتقدم رجلا أمره رسول الله أن يؤمنا.

 وقال أبو بكر الصديق يوم السقيفة: "قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين"، يعني عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح.


مع عمر بن الخطاب:-



كان عمر يقول: "لم أكن مغيرا أمرا قضاه أبو عبيدة".

وأول كتاب كتبه عمر بن الخطاب حين ولي كان إلى أبي عبيدة يوليه على جند خالد بن الوليد

إذ قال له: "أوصيك بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه، الذي هدانا من الضلالة وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وقد استعملتك على جند خالد بن الوليد، فقم بأمرهم الذي يحق عليك.".


مع خالد بن الوليد:-


لما عزل عمر خالدا وولى أبا عبيدة، قام خالد وقال للناس: "بعث عليكم أمين هذه الأمة".

وقال أبو عبيدة للناس عن خالد: سمعت رسول الله يقول: "خالد سيف من سيوف الله، نعم فتى العشيرة"



حياته العطرة


أحد السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام.

هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية. وقال عنه رسول الله:


أبو عبيدة بن الجراح إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح أبو عبيدة بن الجراح

 ويعد من أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قاد غزوة الخبط عندما أرسله النبي محمد أميرا على ثلاث مائة وبضعة عشرة مقاتلا ومعهم قليل من الزاد وعندما نفد الزاد راحوا يتصيدون الخبط أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط.

كما كان أحد القادة الأربعة الذين اختارهم أبو بكر لفتح الشام

وهم: يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح.

عينه عمر بن الخطاب قائدا عاما على جيوش الشام.

لاقى أباه مع صف المشركين في بدر فنازله وقتله.


شارك في معركة اليرموك وقد أمره الخليفة عمر بن الخطاب على الجيش بدلا من خالد بن الوليد ولكنه أخفى أمر الإمارة عن خالد إلى أن انتهى خالد من المعركة محرزا النصر

ثم أعلمه بأمر عمر فسأله خالد: "يرحمك الله أبا عبيدة

 ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب؟"

فأجاب أبو عبيدة: "إني كرهت أن أكسر عليك حربك

وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله أخوة".


قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه: "لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فإن سألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله".


وقال عنه: "لو كنت متمنيا ما تمنيت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة".


من أشهر ما قال أبو عبيدة بن الجراح خطبته في أهل الشام 


وهو أميرهم:
«يا أيها الناس إني مسلم من قريش وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في إهابه»


لقبه النبي محمد بأمين الأمة في حديثه:
روي عن أنس بن مالك في المسند الصحيح :


أبو عبيدة بن الجراح أن أهل اليمن قدموا على رسول الله

 فقالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام.

قال  فأخذ بيد أبي عبيدة

فقال: "هذا أمين هذه الأمة"  أبو عبيدة بن الجراح


مات بطاعون عمواس ودفن في قرية صغيرة حملت اسمه بالغور في الأردن وكان عمره 58 سنة، (وهذا يعني أنه ولد على الأغلب سنة أربعين قبل الهجرة).

المشاركات الشائعة