نظر سيد افندي في ساعته للمرة العشرين..
كان يجلس في المقهي جلسته المعتادة وهو ينتظر عبده افندي كان ميعادهما هو الساعة السادسة, وها قد مرت ساعتان ولم يحضر عبده.
خلال هاتين الساعتين شرب سيد افندي الشيشة اكثر من مرة, وان كان صاحب المقهي لا يحاسبه إلا علي مرة واحدة لصداقة قديمة بينهما.
وكان سيد افندي يكره الانتظار ويتوتر فيه, ومضي يفكر في الذي اعاق عبده.. وعطله عن موعده.
ان لديه سيارة.. فما الذي يمكن ان يكون قد اصابه, اتراه مثلا تعرض لحادثة من حوادث الطريق.
بدأ سيد افندي يقلق هذا القلق المقيت الذي يقوم فيه الانسان ويقعد دون ان يفعل شيئا.
ولاحظ المعلم قلقه فترك مكانه في المقهي وجاء يجلس مع سيد في البداية سأله:
ـ أنت قلقان ليه يا سيد افندي.. زمانه جاي.
قال سيد: هو عبده قال لك انه حيتأخر.
قال المعلم: ما حدش قال لي حاجة, انما انا شايفك قلقان.
قال سيد: يكون عمل حادثة؟
قال المعلم: ما اظنش.. عبده افندي بيسوق علي مهله.
سأل سيد: امال ايه اللي عطله؟
قال المعلم: الزحام اللي يعطله..
انت معندكش عربية يا سيد افندي?
وعندكش فكرة عن زحام الشوارع ?
دلوقتي اللي ماشي بيوصل اسرع من اللي راكب.. جربت تمشي?
قبل ان يرد المعلم كان عبده افندي قد وصل.
وانصرف المعلم ليأمر بالشيشة والشاي.
ايه رأيك انت يا سيد في الحكاية دي؟
قال سيد: هو عبده قال لك انه حيتأخر.
قال المعلم: ما حدش قال لي حاجة, انما انا شايفك قلقان.
قال المعلم: ما اظنش.. عبده افندي بيسوق علي مهله.
قال المعلم: الزحام اللي يعطله..
انت معندكش عربية يا سيد افندي?
وعندكش فكرة عن زحام الشوارع ?
دلوقتي اللي ماشي بيوصل اسرع من اللي راكب.. جربت تمشي?
قال سيد افندي:
امشي فين في الحر ده?..
وبعدين ايه الحر ده عمرنا ما شفنا حر زيه.
امشي فين في الحر ده?..
وبعدين ايه الحر ده عمرنا ما شفنا حر زيه.
الواحد ماشي في الشارع زي ما يكون ماشي في فرن بلدي وبمناسبة الحر.
القهوة حر قوي يا معلم.
القهوة حر قوي يا معلم.
قال المعلم:
فيه مروحة.
قال سيد: انت محتاج تكييف يا معلم.
قبل ان يرد المعلم كان عبده افندي قد وصل.
اعتذر عبده افندي لسيد افندي عن تأخيره, قال له كلمة واحدة.. المرور.
قالها عبده ثم جلس..
كان وجه عبده افندي ممتقعا وذهنه غائبا, ولاحظ ذلك سيد سأله ـ مالك يا عبده.
قال عبده: انا في مصيبة.. لسه دابب خناقة مع مراتي.
قال سيد: انت لسه بتتخانق يا عبده.. احنه كبرنا عا الخناق.
اتخانقت مع مراتك ليه؟
قال عبده: ابوها هو السبب.
قال سيد: ابوها راخر محترم وكبير في السن ووكيل وزارة سابق.. ازاي ده زعلك.
قال عبده: ما زعلنيش انا.. انما زعل بناته, ومراتي من ضمنهم.
قال سيد: زعلهم ازاي?
قال عبده: عاوز يتجوز.. بناته الاربعة شنوا عليه حرب واتهموه فيها بالجنون.
قالوا له انت عندك76 سنة, بتقعد عا الكرسي بمجهود وتقول من عا الكرسي بمجهود.. تتجوز ازاي وانت مش قادر تروح العتبة.
وصل صبي المقهي بشيشة عبده افندي وكوبه من الشاي فتوقف عبده عن حكايته حتي انصرف الجرسون.
بعدها استأنف حكايته.. قال:
ـ الحرب العالمية نشبت خلاص في بيتنا.. مراتي بتشن علي ابوها حلة.. مرة تقول رايح يتجوز الشغالة, ومرة تقول لي يتجوز بنت ريفية بتبيع لبن وماشية حافية.
قاطع سيد محدثه قائلا:
ـ وانت ايه علاقتك بالموضوع كله.
قال عبده: مراتي اصرت اني اروح اكلمه واقنعه انه ما يتجوزش.
سأله سيد: ورحت له.
قال عبده: رحت له, قلت له بلغني يا عزيز بك انا حتتأهل.
قال لي ببرود: عندك مانع؟
قلت له انا جاي ابارك لك ده كل اللي قدرت اقوله, بعد كده هو اتكلم, قال لي انا راجل عايش في شقة لوحدي, شقة4 اوض كبيرة, عايز ونس, حد يونسني.. حد يدعك لي ضهري.. حد اتكلم معاه بدال ما انا قاعد اكلم الحيطان في الزنزانة الانفرادية اللي انا عايش فيها..
بعد الكلام اللي قاله قلت له عداك العيب يا عزيز بك..
ربنا يسعدك..
مراتي بلغها اللي حصل شاطت واعلنت الحرب علي..
قال سيد: سيبني افكر يا عبده.>.>.>