بقلــم: أحمد بهجت
عاد سيد افندي الي بيته وهو مهموم بهم صاحبه عبده وخلع ملابسه وجلس يتعشي مع زوجته.. كان عشاؤه زبدية لبن زبادي ولقمة عيش وزيتونتان اكل الزيتونة وقال لزوجته..
ـ عاوزين طبق صغير احط فيه بذر الزيتون قالت زوجته ـ لازمته ايه الطبق دول كلهم زيتونتين..
حطهم عا الترابيزة وانا حمسح الترابيزة بعدما تاكل ومع الزيتونة الثانية فكر سيد افندي في مشكلة صاحبه عبده, وقال لنفسه ـ اسأل زوجتي.. فلعلها مثل جهينة عندها الخبر اليقين..
قال لزوجته ـ فاكره صاحبي عم عبده..
قالت زوجته بانزعاج ـ ماله.. مات..
قال سيد ـ فال الله ولا فالك.. لسه عايش.. بس عنده مشكلة. وعاوز آخد رأيك فيها..
قالت زوجته ـ مشكلة ازاي.. اوعي يكون عايز يستلف منك, احنه ما معناش فلوس..
قال سيد ـ لا لا.. مشكلته حاجة تانية خالص..
مراته لها أب, ابوها يبقي حماه, حماه ده عنده76 سنة.. يعني ماشي في طريقه للتمانين.. طقت في دماغه انه يتجوز.. بناته التلاتة سمعوا الخبر كإن ولعت فيهم حريقة..
ايه رأيك انتي الاول في الموضوع..
استراحت الزوجة في كرسيها وانجعصت الي الوراء وقالت:
ـ اما راجل ناقص بصحيح..
سألها سيد ـ ناقص ليه.. راجل عاوز يتجوز..
قالت الزوجة ـ راجل داخل عا التمانين.. ده مش مفروض يتجوز..
ده مفروض يفكر في آخرته..
قال سيد ـ يعني رأيك زي رأي بناته..
سألت الزوجة ـ رأي بناته ايه..
قال سيد ـ البنات متهمينه انه خرف ومخه ضرب ومستعدين يرفعوا عليه قضية ويحجروا عليه..
قالت الزوجة: قول لي يا سيد.. همه الرجالة لما بيكبروا مخهم بيضرب. يعني انت بعد عشر سنين حتعوز تتجوز قال سيد وهو يضحك ـ انا بعد جوازك يا تفيدة خدت موقف من الجواز.. دلوقتي انتي ما جاوبتيش بحاجة في المشكلة..
عبده عاوزني اروح معاه لحماه عشان اكلمه واقنعه انه ما يتجوزش.. اروح واللا اعتذر..
قالت الزوجة ـ اعتذر, علي رأي المثل هم يضحك وهم يبكي, قال عاوز يتجوز قال:
انتهي سيد افندي من عشائه وكان قد قرر التدخل في الموضوع اي انه قرر عكس ما نصحت به زوجته..
وفي اليوم التالي قال سيد لعبده..
ـ خلاص يا عبده, انا قررت اروح معاك لعزيز بك واحاول اقنعه..
اسعد هذا القرار عبده افندي, ونقله لزوجته التي سعدت به هي الاخري سعادة شديدة..
وتقرر زيارة عزيز بك بعد تحديدهم موعدا معه كان شرط قبوله ألا يحضر الجلسة اي نساء, سواء في ذلك بناته او اي اقارب من النساء..
بدأت الجلسة بقصيدة مدح في عزيز بك, وهي قصيدة تناول قراءتها عبده وسيد..
قال عبده ـ عزيز بك كبير العائلة, وهو صاحب الحكمة والاراء السديدة, وحين تدلهم الخطوب يتقدم عزيز بك لحل المشاكل ويحلها فعلا لا قولا..
وتحدث سيد افندي فقال انها فرصة عمره ان يلتقي بفيلسوف العائلة وزعيمها الاوحد.
وكان رد فعل عزيز بك انه قال ـ تشربوا شاي والا تأربعوا حاجة باردة.
ورفض الرجل التعليق علي كل المدائح التي سيقت اليه واحس سيد افندي كما احس عبده انهما قد جاءا الي المكان الخطأ, وانهما غير مرغوب في وجودهما.. وارتج عليهما القول الا ببيت من الشعر قرأه سيد افندي زمان وكان يقول:
ـ من اخطاء الطبيعة شيخ عاشق, واراد ان يقول هذا البيت لعزيز بك ثم يدلف بعدها الي المهمة التي جاء لها ولكن الله لم يفتح عليه بشيء..
ظل صامتا لا يعرف ماذا يقول..
بعد لحظات دخلت صينية عليها الشاي والكازوزة, وكات تحمل الصينية فتاة في ربيع العمر..
قال عزيز بك ـ اقدم لكم مراتي الجديدة.. نرجس, بياعة اللبن الحسناء اللي لقطتها من عا السلم.