الاجهاد — اسبابه وتأثيراته
ما هو الاجهاد؟
اين تكمن المشكلة اذًا؟
ما هو الاجهاد؟
الاجهاد هو حالة من التوتر الجسدي او الفكري الشديد، تسببها عوامل جسدية او كيميائية او عاطفية.
فليس كل جهد او توتُّر مضرا بحد ذاته.
وكما تقول الطبيبة مليسا سي ستوپلر، «ان مقدارا معتدلا من الجهد والتوتر ينفع في بعض الاحيان. فالإحساس بشيء من التوتر ونحن ننجز عملا او تعيينا غالبا ما يجعلنا نحسّن أداءنا ونعمل بفعالية».
اين تكمن المشكلة اذًا؟
تقول ستوپلر: «عندما يبلغ التوتر حد الاجهاد البالغ، او يخرج عن نطاق سيطرتنا، تبدأ آثاره السلبية بالظهور». فلنتأمل اولا في بعض الاسباب الشائعة التي تؤدي الى الاجهاد.
الاجهاد الناجم عن الضغوط المعيشية
قال الملك سليمان: «ليس للإنسان افضل من ان يأكل ويشرب ويُري نفسه الخير من كدّه
الاجهاد الناجم عن الضغوط المعيشية
قال الملك سليمان: «ليس للإنسان افضل من ان يأكل ويشرب ويُري نفسه الخير من كدّه
لكنّ اماكن العمل صارت بالنسبة الى موظفين كثيرين اشبه بقدر تغلي من شدة التوتر والضغوط.
ذكر تقرير صادر عن الوكالة الاوروبية للصحة والامان في العمل ان بعض الاسباب التي تجعل العمال يعانون في اغلب الاحيان الاجهاد في العمل هي عدم التواصل الجيد بين الادارة والموظفين، مصادرة قرار العمال من قبل الادارة بحيث لا تبقى لهم كلمة في القرارات التي تؤثر في مصلحتهم، التناحر بين زملاء العمل، والخوف من فقدان الوظيفة او تدني الاجور او الامران معا. ومهما كانت الاسباب، فإن مواجهة ضغوط العمل قد تستنزف طاقة الوالدين العاملين بحيث يصيرون عاجزين عن تلبية متطلبات عائلاتهم وهذه المتطلبات يمكن ان تكون هائلة.
ذكر تقرير صادر عن الوكالة الاوروبية للصحة والامان في العمل ان بعض الاسباب التي تجعل العمال يعانون في اغلب الاحيان الاجهاد في العمل هي عدم التواصل الجيد بين الادارة والموظفين، مصادرة قرار العمال من قبل الادارة بحيث لا تبقى لهم كلمة في القرارات التي تؤثر في مصلحتهم، التناحر بين زملاء العمل، والخوف من فقدان الوظيفة او تدني الاجور او الامران معا. ومهما كانت الاسباب، فإن مواجهة ضغوط العمل قد تستنزف طاقة الوالدين العاملين بحيث يصيرون عاجزين عن تلبية متطلبات عائلاتهم وهذه المتطلبات يمكن ان تكون هائلة.
ففي الولايات المتحدة مثلا، وفي سنة واحدة، كان ٥٠ مليون شخص تقريبا يعتنون بمريض او بمسن في العائلة.
وقد تشكل ايضا المشاكل المالية في العائلة مصدرا مهما للاجهاد.
مثلا، واجهت ام لولدَين تُدعى ريتا محنة اقتصادية عندما تعرض زوجها لياندرو لحادث سير وصار مقعدا. تعترف ريتا: «ان المشاكل المالية تسبب التوتر. فمزاج المرء يتعكر حين لا يجد المال الكافي لتغطية كل مصاريف العائلة».
الضغوط التي يواجهها الوالدون المتوحدون
يُصاب الوالدون المتوحدون بإجهاد شديد وهم يحاولون ان يسدّوا حاجات عائلاتهم. فالنهوض باكرا لتحضير الفطور، مساعدة الاولاد على ارتداء ثيابهم وإيصالهم الى المدرسة، ثم الاسراع للوصول الى مكان العمل في الوقت المناسب، ومواجهة متطلبات العمل، كل هذه الامور يمكن ان تستنزف الوالد المتوحد جسديا وعاطفيا.
الضغوط التي يواجهها الوالدون المتوحدون
يُصاب الوالدون المتوحدون بإجهاد شديد وهم يحاولون ان يسدّوا حاجات عائلاتهم. فالنهوض باكرا لتحضير الفطور، مساعدة الاولاد على ارتداء ثيابهم وإيصالهم الى المدرسة، ثم الاسراع للوصول الى مكان العمل في الوقت المناسب، ومواجهة متطلبات العمل، كل هذه الامور يمكن ان تستنزف الوالد المتوحد جسديا وعاطفيا.
وبعد يوم عمل طويل وشاق، قد تضطر ام متوحدة ان تجهد نفسها مجددا فيما تسرع لتأخذ اولادها من المدرسة، تُعِدّ العشاء، وتهتم بالاعمال المنزلية.
وهذه هي حال ماريا التي لديها اربع بنات مراهقات.
فهي تشبّه حياتها بطنجرة ضغط، اذ تقول: «يتعاظم الضغط احيانا بحيث اشعر انني اكاد انفجر».
الاولاد والاجهاد
يقول عالِم الاجتماع رونالد ل. پيتْزر: «يُعاني كثيرون من الاحداث الاجهاد الشديد».
الاولاد والاجهاد
يقول عالِم الاجتماع رونالد ل. پيتْزر: «يُعاني كثيرون من الاحداث الاجهاد الشديد».
فعليهم مواجهة التغييرات الجسدية والعاطفية التي يختبرونها في سن البلوغ. كما انهم يواجهون ضغوطا في المدرسة.
يذكر كتاب اجهاد الاطفال!
(بالانكليزية) ان اليوم الدراسي العادي «محفوف بالمشاكل والضغوط التي تسبب الاجهاد للتلامذة، سواء حصلت هذه المشاكل اثناء الدراسة، التمارين الرياضية، او في تعاملاتهم مع زملاء صفهم او اساتذتهم».
وفي بعض الاماكن، يسبب العنف في المدارس قلقا اضافيا. كما تزرع هجمات الارهابيين وغيرها من الكوارث الخوف في قلوب احداث كثيرين.
وفي بعض الاماكن، يسبب العنف في المدارس قلقا اضافيا. كما تزرع هجمات الارهابيين وغيرها من الكوارث الخوف في قلوب احداث كثيرين.
تكتب احدى المراهقات: «ان حديث والديّ المتواصل عن هذا العالم المخيف يرعبني فعلا».
وفي حين ان الوالدين ينبغي ان يكونوا مصدر قوة لأولادهم، يقول پيتْزر: «من المؤسف ان محاولات الاولاد والمراهقين للإفضاء بالمشاعر التي تثقل صدرهم تقابَل من الوالدين بالاستخفاف، الانكار، ايجاد المبررات للتقليل من اهميتها، او التجاهل».
وفي حين ان الوالدين ينبغي ان يكونوا مصدر قوة لأولادهم، يقول پيتْزر: «من المؤسف ان محاولات الاولاد والمراهقين للإفضاء بالمشاعر التي تثقل صدرهم تقابَل من الوالدين بالاستخفاف، الانكار، ايجاد المبررات للتقليل من اهميتها، او التجاهل».
وفي بعض الحالات، يعجز الوالدون عن تأدية دورهم بسبب خلافاتهم الزوجية.
يقول تيتو الصغير بعدما تطلّق والداه: «لم يكونا يتوقفان عن الشجار». وكما يذكر كتاب اجهادالاطفال!، «ليست المشادات الكلامية والمشاجرات المتسمة بالعنف الجسدي المسبّبات الوحيدة للاجهاد العاطفي.
فجمر الغيظ المكبوت لا بد ان يشعر به الاولاد ولو أُخفي تحت رماد الكلمات المعسولة، فيسبب ذلك لهم الاضطراب».
عواقب الاجهاد
سواء كنت صغيرا ام كبيرا، او كان العمل او المدرسة مصدر الاجهاد الذي تعانيه، فقد يكون لهذا الاجهاد عواقب صحية وخيمة.
عواقب الاجهاد
سواء كنت صغيرا ام كبيرا، او كان العمل او المدرسة مصدر الاجهاد الذي تعانيه، فقد يكون لهذا الاجهاد عواقب صحية وخيمة.
يوضح كاتب مقالات طبية: «يكون الجسم تحت وطأة الاجهاد اشبه بطائرة تستعد للإقلاع» فيما يتسارع دوران محرِّكاتها.
نعم، حين تشعر بالاجهاد، تتسارع ضربات قلبك ويرتفع ضغط دمك. كما ترتفع مستويات السكر في دمك، ويزداد افراز الهرمونات في جسمك.
ويضيف الكاتب نفسه: «اذا طال الاجهاد، . . .
تبدأ كل اجزاء الجسم التي تتأثر به (الدماغ، القلب، الرئتان، الاوعية الدموية، والعضلات) بالعمل بنشاط مفرط او ببطء مفرط. وقد يسبب ذلك مع الوقت ضررا جسديا او نفسيا».
ولائحة الامراض المقترنة بالاجهاد طويلة بشكل ينذر بالخطر: امراض القلب، السكتة الدماغية، الاضطرابات في الجهاز المناعي، السرطان، الاضطرابات العضلية الهيكلية، والداء السكري، هذا اذا لم نذكر سوى القليل.
والمقلق بشكل خاص هو الطريقة غير السليمة التي يحاول كثيرون — وخصوصا الاحداث — اتباعها لمقاومة الاجهاد.
والمقلق بشكل خاص هو الطريقة غير السليمة التي يحاول كثيرون — وخصوصا الاحداث — اتباعها لمقاومة الاجهاد.
تقول الدكتورة بتي ب. يونڠس بأسف: «من المحزن جدا ان يحاول المراهقون الهرب من مشاكلهم باللجوء الى امور مثل شرب الكحول، تعاطي المخدِّرات، الهرب من المدرسة، السلوك الشائن، الاختلاط الجنسي، التعدي على الآخرين وممارسة اعمال العنف، والهرب من البيت.
وكلها اساليب توقعهم في مشاكل ساحقة اكثر من تلك التي كانوا يحاولون الهرب منها».
لقد باتت الضغوط المُجهِدة جزءا لا يتجزأ من الحياة العصرية، ولا يمكن تجنبها كليا. لكن كما ستُظهر المقالة التالية، يمكننا فعل الكثير لمقاومة الاجهاد!
لقد باتت الضغوط المُجهِدة جزءا لا يتجزأ من الحياة العصرية، ولا يمكن تجنبها كليا. لكن كما ستُظهر المقالة التالية، يمكننا فعل الكثير لمقاومة الاجهاد!