وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الثلاثاء

الضغوط في العمل- stress

الضغوط في العمل- stress

تشكل الضغوط النفسية أس بقية الضغوط الأخرى، وهي العامل المشترك 

في جميع أنواع الضغوط الأخرى مثل:


  1. الضغوط الاجتماعية
  2. الضغوط المهنية
  3. الضغوط الاقتصادية
  4. الضغوط الأسرية
  5. الضغوط الدراسية
  6. الضغوط العاطفية و غيرها...


و الآن سوف نتحدث عن أكثر الضغوط شيوعا و هو الضغط المهني.

الإجهاد أو الضغوط في العمل "stress" هو عدم التوازن بين قدرة الشخص و بين القيود التي تفرضها البيئة المهنية عليه و ما يملكه من مقومات لمواجهة هاته الأخيرة

و رغم أن الإجهاد أو الضغوط ينضوي تحت المشاكل النفسية، إلا أن تأثيره قد يتجاوز الجانب النفسي ليؤثر على صحة البدن أيضا و أسلوب الحياة كما يؤثر بالتأكيد على مردودية الشخص وإنتاجيته...

و تتداخل في الإحساس بالضغوط

 ثلاث متفاعلات أساسية:

أولها الضغوط المرهقة بالعمل والتي تكون عاملا أساسيا في ظهور الإجهاد على الشخص

 و العامل الثاني هو نفسه هذا الشخص الذي يتوجب عليه مواجهة هذا المشكل باستغلال قواه الجسمانية و كذلك النفسية والمتداخلة الثالثة و التي تكون نتيجة السابقتين

 هي ما يظهر من علامات نفسية و إنتاجية سواء لدى موظف معين أو لدى باقي الموظفين في حين كان الكل يعاني من نفس المشكل وبالتالي فان المؤسسة كلها تكون تحت وطأة هذا المشكل، فتقل إنتاجيتها أو تسوء...

للأسف أصبح "الضغوط" أو الإجهاد بالعمل و منذ قرابة 15 سنة أحد المخاطر الأساسية بالنسبة للمؤسسات و المنشئات و بات من الواجب مواجهتها

 فالإحصائيات تدل على أن نسبة كبيرة من الموظفين يعانون من مشاكل صحية سواء نفسية أو جسمانية جراء ضغوط العمل، وأهم الحلول للقضاء على الضغوط داخل العمل هي الحلول الجماعية، فالضغط لا يتولد بسبب واحد بل يكون له عدة دوافع، كما انه لا يكون نتيجة ما يحس به الشخص وحده دون إرهاصات خارجية، و هاته الحلول تعتمد بالأساس على التقليل من عوامل الضغط بأماكن العمل، وتحسين ظروف العمل و العلاقات الاجتماعية بين الموظفين و أيضا بين رؤسائهم داخل العمل و تجنب إحساس الموظفين بالظلم أو التعسف و الابتعاد عن الرتابة المملة.

في الماضي كان الحصول على العمل بالنسبة للعديد من الأشخاص يعد منتهى أملهم و يعد وسيلة تميزهم عن غيرهم و لكنه للأسف، بات الآن عند العديد يشكل كابوسا يوميا قد يؤدي بالإنسان إلى الكآبة وأصبح من اللزام جدا تخفيض نسبة الضغوط بالعمل، لأنها أصبحت أساس المشاكل الصحية التي بتنا نراها تتفاقم يوما عن يوم داخل مجتمعاتنا و عادة ما تبدأ هاته الأمراض المستعصية بظهور عدة إنذارات من بينها على سبيل المثال لا الحصر، قلة النوم واضطرابه و انشغال البال بالتفكير في أعمال اليوم حتى في فترة متأخرة من الليل و هذا دليل إجهاد حقيقي بالعمل، اضطرابات الهضم كعسره أو عدم القدرة على تناول الطعام و أحيانا كثيرة الإدمان على الأكل بعد العمل بسبب التوتر أي ما يسمى بالشره المرضي Bulimia، اضطرابات التنفس أيضا قد تكون بسبب الإجهاد النفسي الناجم عن ضغط العمل، تسارع دقات القلب، الخوف و القلق، الاكتئاب و الذي أصبح مرض العصر و يكون أساسه الإرهاق والإجهاد في العمل في غالب الأحيان، الشد العضلي أو توتر العضلات muscle strain، الإحساس بالغضب و عدم تقبل تصرفات الآخرين حتى و إن كانت عادية، الإحساس بالإجهاد بسرعة...


هذه الأعراض هي مجرد ناقوس إنذار تؤكد لك انك مصاب بالضغوط المهني stress و بان ذلك ما هو إلا تمهيدا لمرض ما لا قدر الله.

و لهذا السبب، فسنحاول أن نعطي بعض النصائح للمنظومة العملية ككل سواء الموظف أو المشغلين للابتعاد عن الإجهاد العملي و بالتالي إنتاجية أكثر و جو اقل مشاحنة و أكثر هدوءا...

أبرز ما يمكن أن ننصح به العامل أو الموظف هو ترشيد العمل، كيف ذلك؟

أن يتعلم كيف يستغل وقته بطريقة جيدة بدون أن يهدره فيما لا يلزم، حيث يمكن أن ندون الأعمال التي يجب القيام بها حسب الأولوية و نقوم بانجاز الطارئ أكثر، و على المشغل أن يمنح للموظف فرصة ترشيد عمله بمساعدته على ذلك دون أن يصنف الأعمال كلها في نفس سلة الطوارئ... و هو أيضا، أي الرئيس، يمكنه الاستفادة من عملية ترشيد العمل بحيث يتبع نفس النهج و يرتب أعماله حسب أولويتها...

لا يمكن أن تتحمل اكبر من طاقتك بكثير، فقد تستطيع اليوم فعل ذلك و لكن كثرة الضغط يولد الانفجار و قد قال سبحانه و تعالى: : "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" سورة البقرة.

تجنب الخلاف بين الزملاء على أتفه الأسباب، فإن ذلك يزيد الضغط و لا ينقصه و الإقرار بالخطأ و الاعتذار عنه حينما نخطأ بحق زميل ما، فقد قال سبحانه و تعالى"والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" سورة آل عمران و قال أيضا : " ولمن صبر وغفر، إن ذالك من عزم الأمور"سورة الشورى.

فعلى الموظف أو العامل أن يعلم انه يقضي معظم وقته مع زملائه داخل العمل و لكي ينجح في تأدية عمله يجب أن يهيئ كل منهم الجو المناسب لهذا الآخر و أن يكون العمل جماعيا اخويا بدون مشاحنات، فالتوتر و الحدة بين الزملاء لا تكون في صالح لا الشخص ولا العمل...فلكل مشكل حل يمكن إيجاده بدون صراخ و لا عصبية...

كما انه من أهم أسباب نجاح العمل و زيادة الإنتاج و التقليل من الضغوط المهنية، هو إعطاء كل ذي حق حقه، و عدم بخس الموظف ما يستحقه من تقدير سواء في المعاملة أو في الأجر، فالاعتراف بمواهب الشخص تكون بمثابة محفز له على الإنتاج أكثر و يبعده ذلك أيضا عن التوتر و الإجهاد النفسي فقد قال سبحانه و تعالى:

 (ولا تبخسوا الناس أشيائهم)، سورة الأعراف، أي لا تنقصوا من قدرهم المعنوي و المادي بل و أكد على عقاب من يقوم بذلك قائلا: "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" سورة المطففين، و المطفف هو من يقلل من حق صاحب الحق....

لو استطعنا أن نفهم أن المؤسسة أو الشركة تتكون من لبنات مثل البناء الواحد و هاته اللبنات هم أشخاص يختلفون من حيث مناصبهم و أفكارهم و نسبه ثقافتهم و لكنهم يشكلون نفس البناء، لعلمنا انه على كل واحد فيهم أن يسعى لشد أزر الآخرين لأنه بسقوط احدهم يردم الهيكل ككل.

المشاركات الشائعة