وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الأربعاء

سنة الابتلاء والتمكين

سنة الابتلاء والتمكين:-

سُئِل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟
أي ليبتلينا أم ليمكِّننا، فقال رحمه الله:

لن تُمكَّن قبل أن تُبتلى

قال تعالى:أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)﴾
[ سورة العنكبوت ]

وهل في الأرض جامعة واحدة ليس فيها امتحان ؟

مستحيل، مئات الملايين أُنفقَت من أجل الدوام فقط بغير امتحان، ثم تُعطَى الشهادات هذا مستحيل.
أيها الإخوة، بادئ ذي بدء يجب أن نعلم أنَّ الابتلاء سنَّةُ الله في خلقه لقوله تعالى:

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ(30)
[ سورة المؤمنون ]

قال تعالى:

﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2)

[ سورة الملك ]



قال تعالى:

﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ(142)﴾
[ سورة آل عمران ]

آيات كثيرة تبين أنه لا بدَّ من الابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان ؛

وقد ينجح المؤمن في الامتحان ,

من خلال هذا الامتحان ينال الشهادة العليا ولمْ ينجُ من الابتلاء حتَّى أصحابُ النبي الكريم الذين آمنوا به وصدَّقوه وبذلوا من أجله أرواحَهم و دماءَهم وأنفسَهم و أموالَهم ؛

ومع ذلك اُبتُلِيَ المؤمنون وزُلزِلُوا زلزالاً شديدًا،إن شئتَ قل: أنا مؤمن، أنا أحب الله ورسوله ولكنَّ الله متكفِّل بأن يضعك في ظرف يكشف فيه حقيقَتك، والله عز وجل متكفِّل بأن يضعك في حجمك الحقيقي

و كيف ذلك ؟
قد تحيط بك مشكلة فإن رسَبتَ فقد حُجِّمتَ و إن نجحتَ فقد نجحتَ،إذًا النبي عليه الصلاة والسلام و أصحابه الكرام ما نجَوْا من الابتلاء، وكانت معركة الخندق من أشدِّ أنواع الابتلاء.

والذي حُرِمتَ منه تتقرَّب به، أنا أعرف رجلاً قضى كل َّحياته مريضا فقال لي يوما:

قد ضاقت نفسي، و ما ارتحتُ يومًا ثمَّ قال:

وقع في قلبي أنَّه لولا هذا المرض ما كنتُ في هذه الحال

حال القرب والشَّدائد سبب قربه من الله وسبب توبته و إقباله،ولكنْ يوم القيامة الذي أعلمُه أنَّ الله يكشف لكلِّ إنسان كلَّ شيء ساقه له،فلذلك الإنسان يوم القيامة يذوب كالشمعة المشتعلة حُبًّا بالله على كلِّ ما ساقه له

وهذا كلامٌ دقيق جدًّا، هل هناك واحد منَّا ليس له قدَر !!

هذا القدر الذي ساقه الله له لو كُشِف غِطاءُه لَذاب الإنسان حبًّا بالله عز وجل.

مُلخَّص الدرس، نحن مُمتحنون فيما أُعطينا و فيما حُرِمنا، ممتحنون امتحانا عامًّا في الطريق،


فهنيئًا لِمَن نجح في الامتحان،وقد ينجح الفقيرُ في امتحان الفقر و يرسب الغنيُّ في امتحان الغِنَى فتنعكس الآية قال تعالى:

﴿إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ(1)لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2)خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ(3)
[سورة الواقعة]

فصار الفقير أغنى الأغنياء إلى الأبد و الغنيُّ أفقر الفقراء إلى الأبد وأحيانا يُمتَحن القويُّ بقوَّته فيستخدمها في الباطل و يُمتحَن الضعيف بضعفه فيرضى بقضاء الله و قدره، فيصبح الفقير عند الله في مقعد صِدق إلى أبد الآبدين ويصبح القوي في أسفل النار إلى أبد الآبدين لذلك سيِّدنا عليٌّ قال كلمةً رائعةً جدًّا، قال:

" الغِنَى والفقرُ بعد العرض على الله، فلا يُسمَّى الغنيُّ غنيًّا في الدنيا و لا الفقيرُ فقيرًا، فقد تجد الفقيرَ أغنى الأغنياء يوم القيامة، و قد تجد الغنيَ أفقرَ الفقراء.

فأيُّها الإخوة الكرام، نحن ممتحنون فيما أُعطينا وفيما حُرِمنا، و الذي حُرِم فليصبرْ وليحتسبْ و ليقلْ حسبيَ الله ونِعم الوكيل، و إذا نجح لِيَشكر اللهَ عز وجل.

المشاركات الشائعة