وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الخميس

الإرادة والخيال

إذا فتحنا القاموس وتوجهنا نحو تعريف الإرادة نجد أنها:

"إمكانية فعل الشيء أو تركه بحرية".إننا نقبل هذا التعريف على أنه صحيح ، لا يمكن تغييره. ومع ذلك ، فهذه الإرادة التي نتظاهر بها بكل افتخار ، تترك القيادة دوما للخيال. الذي هو الحاكم الأعلى ، هذه القاعدة بلا استثناء. 
لنفترض أننا نضع لوحا طوله عشرة أمتار وعرضه ربع متر ، بديهي أن أي شخص في الدنيا سيكون قادرا على المشي عليه حتى النهاية دون ترنح. 
نغير الظروف ونفترض أن اللوح وضع على ارتفاع بين بنايتين من عشر طوابق ، من هو الشخص الذي سوف يكون قادرا على المشي فوقها ولو كانت بطول متر واحد فقط ، سوف تسمع من يقول: مستحيل ، على هذا الطريق الضيق؟ وبدون شك. لن تسير خطوتين حتى تبدأ في الترنح ، ومهما بذلت من الجهود فسوف تسقط على الأرض.
لماذا لم تترنح عندما كان اللوح على الأرض؟ ولماذا يزيد احتمال السقوط عندما يكون عاليا؟ 
ببساطة لأنه في الحالة الأولى ، فأنت تتخيل أنه من السهل أن تمشي بين طرفي هذا اللوح ، بينما في الحالة الثانية ، أنت تتخيل أنه لا يمكنك القيام بذلك. 
لاحظ أنك أردت فعلا القيام بذلك : إذا كنت تخيلت أنك لا تستطيع أن تفعل شيئا ، فمن المستحيل تماما القيام به. 
إذا كان البناءون والنجارون ، قادرين على إنجاز أعمالهم ، فذلك لأنهم يعتقدون في خيالهم أنه يمكنهم أن ينجزوها. دوار الأماكن المرتفعة ليس له من سبب سوى الخيال واستحضار صورة السقوط ونحن نستجيب لما نتخيل ونحول الصورة فورا إلى عمل ، على الرغم من جميع الجهود التي تبذلها إرادتنا ، وبقدر ما كانت هذه الجهود أكثر قوة بقدر ما كان العمل أسرع.
هل يتذكر راكبوا الدراجات بداياتهم ، عندما كانوا على الطريق ، يتمسكون بقضبان المقود خوفا من السقوط فجأة ، وعند محاولة تفادي حجر صغير أو كبير في منتصف الطريق (أو أي عقبة) ، فإنهم يتجهون مباشرة إليه.
من الذي لم يعرف انفلات الضحك ، وهو أن تحاول وقف موجة الضحك التي تندلع بعنف أكثر مما كانت عليه كلما زادت الجهود المبذولة لكبح جماحها؟ 
ما كان مزاج الشخص في هذه الحالات المختلفة؟
أنا لا أريد أن أقع ، لكنني لا أستطيع وقف الوقوع ، أريد أن أنام ، ولكن لا أستطيع. 
أريد أن أتذكر اسم شخص ، لكنني لا استطيع.
أريد تفادي هذه العقبة ، ولكن لا أستطيع.
وأنا أريد أن أسيطر على الضحك ، ولكن لا أستطيع. 
كما رأينا في كل هذه الصراعات دائما يتغلب الخيال وبدون استثناء. 
مدمنو الخمر أو التبغ الذين يريدون التخلي عن الشرب أو الدخان ، ولكن لا يتمكنون. اسأل أحدهم ، وسوف يقول لك بكل صدق ، إنه يتمنى أن يكون رصينا ، وأن الشراب مثير للاشمئزاز ، ولكنه مدفوع بلا مقاومة للشرب ، وعلى الرغم من إرادته ، وعلى الرغم من أنه يعرف عواقب السكر السيئة فإنه يستمر... وعلى الرغم من معرفة المدخن بخطورة النيكوتين القاتلة على صحته فإنه يستمر كذلك... 
الكثير منا يغضب بسرعة ولأسباب تافهة ، وبأخذ مسافة زمنية ، يتبين كم كان مخطأ ، ويعجب كيف انفلتت مشاعره بلا حسبان ، وكيف وضعه هذا الإنفلات في مواقف لم يكن يتمنى أن ينجر إليها ! أو أي سلوك آخر ، خجل ، كذب ، أحيانا نكذب بلا داع لذلك مما يعكر حياتنا ويجعلنا غير فخورين تماما بما نحن عليه. 
من خلال هذه الأمثلة نستنتج أن الخيال أو اللاوعي هو سيد الموقف ، فإذا عملنا على تخيل أننا نستطيع أن نمر فوق اللوح بين الطابقين دون أن نسقط فإن إرادتنا تستجيب لما تم تخيله تلقائيا ، أو عملنا على تخيل أننا نتحكم في الدراجة ، وأننا نستطيع تفادي العقبة فإن الإرادة تكون أكثر مطاوعة.
لكن كيف نغير ما في خيالنا؟ ألم يتكون هذا الخيال عبر السنين من خلال تجاربنا ومن خلال الحقائق التي وصلت إلينا والتي اعتقدنا فعلا أنها صحيحة؟
هنا يأتي دور الإيحاء والإيحاء الذاتي ، إنها نفس الطريقة التي تكون بها هذا الخيال في البداية بطريقة قد لا تكون محسوبة ، ولا تتماشى مع ما نريد أن نكون عليه.

المشاركات الشائعة