وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الاثنين

أبو حذيفة بن عتبة -رضي الله عنه-،السيد الكبير الشهيد ذو الابتسامة


أبو حذيفة ابن شيخ الجاهلية عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي العبشمي البدري .

إنه الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة -رضي الله عنه-، ابن عتبة بن ربيعة
شيخ قريش، وأخته هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، كان من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم قبل دخول المسلمين دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر مع امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنه محمد بن أبي حذيفة، ثم قدم على الرسول ( في مكة، فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد والغزوات كلها مع النبي ).

أحد السابقين واسمه مهشم فيما قيل أسلم قبل دخولهم دار الأرقم ، وهاجر إلى الحبشة مرتين . وولد له بها محمد بن أبي حذيفة ، ذاك الثائر على عثمان بن عفان ، ولدته له سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وهي المستحاضة . وقد تزوج بها عبد الرحمن بن عوف ، وهي التي أرضعت سالما ، وهو كبير ، لتظهر عليه . وخصا بذاك الحكم عند جمهور العلماء

وفي غزوة بدر، كان أبو حذيفة يقاتل في صفوف المسلمين، بينما أبوه عتبة وأخوه الوليد وعمه شيبة يقفون في صفوف المشركين، فطلب أبو حذيفة من أبيه الكافر عتبة بن شيبة أن يبارزه


فقالت أخته: هند بنت عتبة شعرًا، جعلته يصرف النظر عن مبارزة أبيه، وبعد انتهاء غزوة بدر، أمر النبي ( بسحب القتلى المشركين؛ لتطرح جثثهم في البئر، ثم وقف على حافة البئر، وخاطب المشركين


وقال: (يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني ربى حقًّا؟)
فقالوا: يا رسول الله، تكلم قومًا موتي؟


قال: (والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون الجواب).
ورأى أبو حذيفة أباه يسحب ليرمي في البئر، فتغير لونه، وأصابه الحزن، وعرف النبي ( ذلك في وجهه، فقال له: (كأنك كاره لما رأيت)


فقال: يا رسول الله، إن أبي كان رجلاً سيدًا، فرجوت أن يهديه ربه إلى الإسلام، فلما وقع الموقع الذي وقع أحزنني ذلك، فدعا رسول الله ( له بخير. [ابن جرير].


وعن أبي الزناد أن أبا حذيفة بن عتبة دعا يوم بدر أباه إلى البراز ، فقالت أخته أم معاوية هند بنت عتبة : الأحول الأثعل المذموم طائـــره

أبو حذيفة شر الناس في الديـــن

أمـا شـكرت أبـا رباك من صغر

حـتى شـببت شـبابا غير محجون

قال : وكان أبو حذيفة طويلا ، حسن الوجه ، مرادف الأسنان ، وهو الأثعل .

استشهد أبو حذيفة -رضي الله عنه- يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة هو ومولاه سالم .

وتأخر إسلام أخيه أبي هاشم بن عتبة ، فأسلم يوم الفتح وحسن إسلامه ، وجاهد ، وسكن الشام . وكان صالحا ، دينا ، له رواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه . مات في خلافة عثمان ، وهو أخو الشهيد مصعب بن عمير لأمه ، وخال الخليفة معاوية .

روى منصور بن المعتمر ، عن أبي وائل ، حدثنا سمرة بن سهم ، قال : قدمت على أبي هاشم بن عتبة ، وهو طعين ، فدخل عليه معاوية يعوده ، فبكى ، فقال : ما يبكيك يا خال ؟ أوجع أو حرص على الدنيا ؟ قال : كُلًّا لا ، ولكن عهد إلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهدا لم آخذ به . قال لي : يا أبا هاشم ! لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام ، وإنما يكفيك من جمع الدنيا خادم ، ومركب في سبيل الله . وقد وجدت وجمعت .

وفي رواية مرسلة : فيا ليتها بَعرا محيلا .



وكان أبو حذيفة يتمنى أن يستشهد في سبيل الله، فظل يجاهد حتى توفي الرسول (، وفي عهد الخليفة أبي بكر -رضي الله عنه-، كان أبو حذيفة في أول صفوف الجيش الإسلامي المتجه إلى اليمامة لقتال مسيلمة الكذاب، وتحقق لأبي حذيفة ما كان يتمناه من الشهادة في سبيل الله فوقع شهيدًا، وعلى وجهه ابتسامة لما رأى من منزلته عند ربه.

قيل : عاش أبو حذيفة ثلاثا وخمسين سنة .

المشاركات الشائعة