ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد بن خلدون)، مؤرخ شهير ومؤسس علم الاجتماع ومفكر سياسي صاحب المقدمة المشهورة، ولد في تونس وعاش في اقطار ( شمال أفريقيا) المختلفة ما يقارب الخمسين عاماً . ثم استقر به الامر بعد ذلك في مصر التي وصل اليها سنة 1384 ، وبقي فيها حتى وفاته.
- أقواله
- أقواله
- إن النفس إذا كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر حتى تبين صدقه من كذبه، وإذا خامرها تشيع لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقها من الأخبار لأول وهلة، وكان ذلك الميل والتشيع غطاء على عين بصيرتها عن الانتقاد والتمحيص، فتقع في قبول الكذب ونقله.
- اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم. و الأنبياء في سيرهم. و الملوك في دولهم و سياستهم. حتى تتم فائدة الإقتداء.
- ان الاجتماع الانساني ضروري فـالانسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية . ومن العجز عن استكمال وجوده و حياته، فهو محتاج إلى المعاونة في جميع حاجاته أبدا بطبعه.
- العصبية نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا.
- ومن هذا الباب الولاء و الحلف اذ نصرة كل أحد من أحد على أهل ولائه و حلفه للألفة التي تلحق النفس في اهتضام جارها أو قريبها أو نسيبها بوجه من وجوه النسب ، و ذلك لأجل اللحمة الحاصلة من الولاء .
- الغاية التي تجري اليها العصبية هي الملك .
- ذلك أن الرئاسة لا تكون إلا بالغلب و الغلب إنما يكون بالعصبية كما قدمناه فلا بد في الرئاسة على القوم أن تكون من عصبية غالبة لعصبياتهم واحدة واحدة.
- أن من عوائق الملك حصول الترف و انغماس القبيل في النعيم.
- أن من عوائق الملك المذلة للقبيل و الانقياد إلى سواهم.
- أن الملك إذا ذهب عن بعض الشعوب من أمة فلا بد من عوده إلى شعب أخر منها ما دامت لهم العصبية.
- أن الأمة إذا غلبت و صارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء و السبب في ذلك و الله أعلم ما يحصل في النفوس من التكاسل إذا ملك أمرها عليها و صارت بالاستعباد آلة لسواها و عالة عليهم فيقصر الأمل و يضعف التناسل و الاعتمار إنما هو عن جدة الأمل .
- أن الدولة لها أعمار طبيعية كما للأشخاص .إعلم أن العمر الطبيعي للأشخاص على ما زعم الأطباء و المنجمون مائة وعشرون سنةً.
- فاز المتملقون.
- المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده والسبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه إما لنظره بالكمال.
- النوع الإنساني لا يتم وجوده الا بالتعاون.
- الظلم مؤذن بخراب العمران..
- إعلم أن الله سبحانه ركب في طبائع البشر الخير و الشر كما قال تعالى و هديناه النجدين و قال فألهمها فجورها و تقواها و الشر أقرب الخلال إليه إذا أهمل في مرعى عوائده و لم يهذبه الاقتداء بالدين و على ذلك الجم الغفير إلا من وفقه الله .
- في الأوطان الكثيرة القبائل والعصائب قل أن تستحكم فيها دولة.
- وحالات الدولة و أطوارها لا تعدو في الغالب خمسة أطوار ، الطور الاول طور الظفر بالبغية، و غلب المدافع و الممانع، و الاستيلاء على الملك و انتزاعه من أيدي الدولة السالفة قبلها... ، و الطور الثاني طور الاستبداد على قومه و الانفراد دونهم بالملك و كبحهم عن التطاول للمساهمة و المشاركة... ، الطور الثالث طور الفراغ و الدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر اليه من تحصيل المال و تخليد الآثار و بعد الصيت، فسيتفرغ وسعه في الجباية و ضبط الدخل و الخرج...، الطور الرابع طور القنوع و المسالمة و يكون صاحب الدولة في هذا قانعا بما أولوه سلما لأنظاره من الملوك و اقتاله مقلدا للماضين من سلفه...، الطور الخامس طور الاسراف و التبذير و يكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفا لما جمع أولوه في سبيل الشهوات و الملاذ و الكرم على بطانته و في مجالسه...
- إن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط.
- العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب.
- إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة ، أو ولاية ، أو أثر عظيم من الدين على الجملة، بسبب خلق التوحش الذي فيهم ،و هم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض ، للغلظة و الأنفة و بعد الهمة ، و المنافسة في الرياسة ، فقلما تجتمع أهواؤهم.
- أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك و السبب في ذلك أنهم أكثر بداوة من سائر الأمم و أبعد مجالاً في الفقر و أغنى عن حاجات التلول و حبوبها لاعتيادهم لشظف و خشونة العيش فاستغنوا عن غيرهم فصعب انقياد بعضهم لبعض لإفلاهم ذلك.
- البوادي من القبائل و العصائب مغلوبون لأهل الأمصار
- تطابق الفكر مع نفسه قد يؤدي إلى نتائج تتنافى مع الواقع لأن الصدق في الإستدلال الإستنتاجي مرهون باتساق النتائج مع المقدمات وليس مع الواقع وكل قول بالتطابق مع الواقع بعد تعسف.
- العربي بغير الاسلام لا يساوى قلامة ظفر.
- ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلهم من المعاش.
- وأما الفلاحة و الصناعة و التجارة فهي وجوه طبيعية للمعاش .أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات..و أما الصناعة فهي ثانيها و متأخرة عنها لأنها مركبة و علمية تصرف فيها الأفكارو الأنظار ، و لهذا لا توجد غالبا إلا في أهل الحضر الذي هو متأخر عن البدو و ثان عنه .
- ومنها تقرب الناس في الأكثر لأصحاب التجلة و المراتب بالثناء و المدح و تحسين الأحوال و إشاعة الذكر بذلك فيستفيض الإخبار بها على غير حقيقة فالنفوس مولعة بحب الثناء و الناس متطلعون إلى الدنيا و أسبابها من جاه أو ثروة و ليسوا في الأكثر براغبين في الفصائل و لا متنافسين في أهلها.
- في المعتدل من الأقاليم و المنحرف و تأثير الهواء في ألوان البشر و الكثير في أحوالهم.
- اختلاف أحوال العمران في الخصب و الجوع و ما ينشأ عن ذلك من الآثار في أبدان البشر و أخلاقهم.
- إن النفوس البشرية على ثلاثة أصناف : صنف عاجز بالطبع عن الوصول فينقطع بالحركة إلى الجهة السفلى نحو المدارك الحسية و الخيالية... ، و صنف متوجه بتلك الحركة الفكرية نحو العقل الروحاني و الإدراك ...، صنف مفطور على الانسلاخ من البشرية جملة جسمانيتها و روحانيتها إلى الملائكة من الأفق الأعلى ليصير في لمحة من اللمحات ملكاً.
- إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار و لكن في باطنه نظر و تحقيق.
- أن البدو أقدم من الحضر و سابق عليه و أن البادية أصل العمران و الأمصار مدد لها .
- في أن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر و سببه أن النفس إذا كانت على الفطرة الأولى كانت متهيئة لقبول ما يرد
- في أن أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر والسبب في ذلك أن أهل الحضر ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة و الدعة و انغمسوا في النعيم و الترف و وكلوا أمرهم في المدافعة عن أموالهم و أنفسهم إلى واليهم.
- أن الهرم إذا نزل بالدولة لا يرتفع.
- اتساع الدولة أولا إلى نهايته ثم تضايقه طورا بعد طور إلى فناء الدولة و اضم حلالها.
- اعلم أنّ العدوان على الناس في أموالهم, ذاهبٌ بآمالهم في تحصيلها واكتسابها, لما يرون حينئذٍ من أنّ غايتها ومصيرها انتهابها من أيديهم, وإذا ذهبت آمالهم في اكتسابها وتحصيلها, انقبضت أيديهم عن السعي في ذلك,والعمران ووفوره ونفاق أسواقه
مقدّمة ابن خلدون
وقال: كان مشايخنا يقولون: شرح صحيح البخاري دَيْنٌ على هذه الأُمّة.
اتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات.