أختاه.. أسألك بالله أهذا حجاب؟
أختاه، يمزق قلبي أن أراك ترتدين مثل تلك الثياب وتظنين بذلك أنك محجبة؟
فهل تظنين حقا أنك بهذا محجبة؟
أم ماذا؟
حقا لا أدرى !
فتاة ترتدي قميصاً ضيقاً يصف جسدها وعلى رأسها غطاء يغطى شعرها، فهل هذه محجبة؟
فتاة ترتدي البنطلون يحدد ساقيها وعلى رأسها غطاء للشعر، فهل هذه محجبة؟
فتاة ترقق حاجبيها وتضع على وجهها المساحيق، فهل هذه محجبة؟
فتاة ترتدي ألواناً فاقعة، فهل هذه محجبة؟
فتاة ترتدي ثياباً مزينة، فهل هذه محجبة؟
يا آختاه، حين ترتدين ثيابك قبل خروجك من المنزل، انظري إلى نفسك في المرآة، واسألي نفسك، هل إذا أتاك ملك الموت تحبين أن تلقين الله بهذه الثياب؟
اسألي نفسك حقا قبل أن ترتدي تلك الثياب، هل هذا حقا ما أمر الله به؟
لما تخالفين أمر الله؟
أليس هو الذي خلقك بهذه الصورة الجميلة؟
أليس هو الذي أنعم عليك بكل ما أنت فيه من نعم؟
أليس هو الذي ستقفين أمامه يوما وقد غضب غضبا لم يغضب مثله قبله ولن يغضب مثله بعده ليحاسبك عن كل أمرٍ أمرك به و نهيٍ نهاك عنه؟
فماذا سيكون حالك وقتها؟
فلما تخالفين أمره؟
أمن أجل دنيا؟!
إن هذا جسدكِ الذي تزينيه بالضيق والمزين من الثياب، وهذا الوجه الجميل الذي تزينيه بألوان المساحيق، كل هذا سيلف يوما في خمسة أثواب بيضاء رخيصة الثمن، وسيحملك أحب الناس إليك، وسيضعونك في حفرة تحت التراب ويتركونك ويمضي كل منهم إلى حياته، وتبقين هناك ليأتيك ملكان يسألانك في موقف مهيب، وبعدها إما أن تكوني طائعة فيصبح قبرك روضة من الجنة، أو غير ذلك، فيصير قبرك حفرة من النار، فماذا سينفع الجمال حين تأكله النار؟
أختاه، والله الذي لا إله إلا هو إن طاعة الله هي السبيل الوحيد لنفعك و سعادتك في الدنيا قبل الآخرة، وإن للطاعة نوراً يضئ الوجه وراحة في القلب وسعادة و طمأنينة لا مثيل لها، أما المعصية فلن تنفعك لا في الدنيا و لا في الآخرة، وإياك أن تظني أنك بالمعصية قد تنالين رزقا لم تكوني لتناليه لو أطعتي الله، لا والله، بل إنك قد تحرمين الرزق بسبب معصيتك، ولا تجلب المعصية على صاحبها إلا الوبال وسوء العاقبة في الدنيا وفي الآخرة إن لم يتب منها قبل موته
المرأة والفقية عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-
سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.
فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها:
ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله.
فقالت المرأة في دهشة واستغراب:
لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.
وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة:
أما قرأت قول الله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!
أجابت المرأة: بلى،
فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا