وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الأحد

التغذية العلاجية لمرض القرحة القولون القلب السكري السرطان وفق علوم الأغذية الطب القران

التغذية العلاجية لمرض القرحة القولون القلب السكري السرطان وفق علوم الأغذية الطب القران


مقدمة :
 الوقاية من قرحة المعدة والتقرحات المعوية

الوقاية خير من العلاج حكمة بالغة عند العقلاء والعارفين والوقاية لا تتم في ظروف عدم الدراية وفي ما يلي استعرض أسباب القرحة المعوية:-
اجمع الأطباء على أن أسباب القرحة المعدية والقرحة الاثناعشرية تتلخص في خماسي
الأحماض الغذائية
الخمور
البهار
التدخين
عيشة الضنك والتوتر النفسي
وتزداد قرحة المريء أو القرحة الارتجاعية عند الشخص البطين السمين


ثلاثة أسباب في الغذاء من الخمسة ورابعها التدخين وهو من العادات الخبيثة المهيجة للقرحة خصوصا في وجود الأسباب السابقة والسبب الخامس التوتر النفسي أو عيشة الضنك وهذا الأخير لا يعتبر سبب للقرحة في عدم وجود ما قبله من الأسباب
يحتل الغذاء الأسباب الثلاثة الكبرى وتعتبر الأحماض القوية المخالطة للغذاء السبب الرئيس أما البهار فتثير القرحة الحاصلة وتزيد من آلآمها
توطئة : الأحماض تعتبر من محسنات الطعوم في الأغذية وتنقسم إلى قسمين حموض ضعيفة لا تسبب القرحة بل تخففها وتعالجها وحموض قوية مخرشة للغشاء المخاطي ومهيجة للقرحة ومن أشهر أسبابها.

أما الحموض الضعيفة أو الخفيفة هي أحماض أساسية في العملية الكيميائية الحيوية لدى الكائن الحي مثل حامض الفاكهة أو حامض السترات ويوجد في الفاكهة الناضجة وأملاحه تخفف حموضة المعدة عن طريق التعادل أو ما يسمى بظاهرة البفر أو الوجاهة بالمفهوم العربي ومثله حامض الخل المخفف وأملاح السترات والخلات تدرأ وتخفف حموضة المعدة إلى درجة قريبة من درجة أحماضها الخفيفة وفقا لظاهرة التوازن أو البفر وهذه الأحماض لا تسبب القرحة بل تخفف الحموضة الفعلية للمعدة لان حامض الكلور الذي تفرزه المعدة حامض قوي جدا يتم معادلته بأملاح السترات والخلات فتقل درجة حموضته وبهذا تعتبر المخللات المخففة والفاكهة الناضجة والليمون الأصفر من الأغذية المأمونة والدارئة لفرط الحموضة
وفي ما يلي أسباب قرحة المعدة و الاثناعشر
السبب الأول
الأحماض القوية
الحموض القوية حموض مخرشة ومثيرة للقرحة المعدية ومهيجة للأمعاء ومنشطة لتكاثر جرثومة بواب المعدة التي تصاحب مرضى القرحة وهذه الأحماض منها حمض اللبن أو اللاكتيك وحامض الحميض أو الاوكزليك والأحماض الصناعية ويوجد الأول في الأطعمة المخمرة وكمادة حافظة في الصلصات والثاني في الفاكهة الفجة الغير ناضجة وتضاف الأحماض الصناعية إلى المشروبات الغازية والمعلبات
يوجد حامض اللبن في اللبن الذي تغير طعمه أو الرائب ومشتقاته ولا يوجد في الحليب أو اللبن الطري الذي لم يتغير طعمه
يوجد حامض اللبن في الخبز الخمير ولا يوجد في الخبز الفطير ويضاف كمادة حافظة إلى الصلصات
يتكون حامض اللبن من تخمر السكريات في اللبن والخبز المخمر والكيك المنفوخ
تنتجه جرثومة الخميرة التي تستهلك السكر في غذائها وتكاثرها وتفرز حامض اللبن من مخلفاتها وهو مخرش قوي للغشاء المخاطي للمعدة
تحفظ الصلصات وبعض المعلبات بحامض اللبن ويؤكل ضمن مكوناتها
يزداد حامض اللبن في الخبز الخمير المصنوع من الدقيق المنخول والدقيق الأبيض ويزداد في المعجنات المضاف إليها السكر الأبيض كغذاء للخميرة ويقل في الخبز الأسمر الكامل وان تخمر لمحدودية المواد السكرية المتخمرة
تزداد نواتج المواد المخرشة للمعدة عند تخمير العجين المضاف إليه الدهن الشمعي الجامد والبيض والسكر ... هذا النوع من الخمير هو الأشد فتكا بالغشاء المخاطي للمعدة حيث يشعر من يتناوله بأعراض فرط الحموضة فورا أو بعد سويعات من الوجبة وتشمل المعاناة من سوء الهضم وحرقة المعدة وقد لا يهنأ النوم إن كانت وجبة الخمير المعجون مع البيض والدهن غير المائع والسكر هي وجبة عشاء مسائية
حامض الحميض أو الاكزاليك
يوجد في الفاكهة المرة الغير ناضجة ومع وجود السكر الأبيض والتصنيع الغذائي أصبحت الفواكه الحاوية على حمض الاوكزاليك متاحة الاستخدام في العصائر المعلبة والعصائر التي لا يتحسن طعمها إلا بإضافة السكر الأبيض حيث يلغي السكر الأبيض مرارة الاكزالات التي لاتخرش المعدة فقط بل وتسبب الحصوات الكلوية لذا يعتبر ينع الفواكه والثمار وقاية من القرحة وسلامة للمسالك البولية من الأخطار
الأحماض الصناعية
تضاف الأحماض الصناعية عمدا إلى العصائر المعلبة والمشروبات الغازية لهدفين
الهدف الأول حفظها من التلف لان الجراثيم لا تتكاثر في الوسط الحامضي
الهدف الثاني إضافة النكهات الخاصة بالطعوم مثل الببسي وما شابهه والذي ينكهه حامض الفوسفوريك
ومن الأحماض الصناعية الأدوية مثل الأسبرين ومضادات الالتهابات وهي من المسببات المعروفة للقرحة لأنها تمنع عمل مادة البروستاجلاندين الواقية إضافة إلى الأدوية المرققة للأغشية المخاطية ومنها الإسراف في تعاطي هرمونات قشرة الغدة الكظرية أو مشتقات الكورتكوستيرويد

ملاحظة
تعتبر الأحماض والدهون من مثبطات عملية تفريغ المعدة وتزيد الوقت المطلوب لبقاء الطعام في المعدة أضعافا.
تزيد الأحماض من فترة بقاء الطعام في المعدة مما يطول فترة بقاء العصارات الهاضمة في المعدة ويزيد القابلية لقرحة المعدة وقرحة الاثناعشر بعد تفريغ هذا المحتوى الحامضي إلى الاثناعشر والمنعكسات الهرمونية في الاثناعشر تبطئ تفريغ المعدة لحماية الاثناعشر من فرط الحموضة وهكذا لا تنتهي المشكلة بل تزداد سوءا حتى يقوم البنكرياس بإفراز كمية كافية من بيكربونات الصوديوم الدارئة أو المعادلة للمحتوى الحامضي القادم من المعدة
ومن المواد التي تبطئ عمل تفريغ المعدة كذلك الأحماض الدهنية عبر المنعكسات الهرمونية الواقعة في الاثناعشر عندما يصلها المحتوى الدهني عندها يتوقف تفريغ المعدة حتى تفرز الكبد كمية كافية من العصارة الصفراوية لهضمها ولكن الفترة تتفاوت حسب نوع الدسم ومحتواه الشمعي من الدهون الجامدة ومنها الشحم والسمن والزبدة والتي تبطئ تفريغ المعدة لفترة قد تصل إلى ثمان ساعات بسبب محتواها الشمعي
وخلال هذه الفترة الطويلة لبقاء الطعام في المعدة ونتيجة لتجمع الإفرازات الهاضمة والحامضية يزداد الشعور بسوء الهضم بسبب وجود الطعام الغني بالدهون الشمعية ويزداد خطر حدوث قرحتي المعدة والاثناعشر
بينما الطعام المحضر مع الزيت المائع مثل زيت الزيتون لا يتجاوز بقائه في المعدة أكثر من الأربع ساعات من بداية تناول الوجبة حتى تفريغها من المعدة إلى الأمعاء وعليه فالوجبة الحاوية على اقل محتوى من الأحماض القوية واقل نسبة من الدهون الجامدة أو الدهون الشمعية تكون سهلة الهضم سريعة التفريغ إلى الأمعاء بعكس الوجبة الحاوية على دهون شمعية تكون صعبة الهضم بطيئة التفريغ ومسببة للقرحات ومؤلمة لمرضى القرحة
السبب الثاني
السبب الغذائي الثاني الخمر والمخمرات وما في حكمه من الطعام الفاسد
الكحول أو الخمر ينتج من قاذورات الجراثيم التي تأكل السكر وتخلف منه الخمر والخمور تسبب القيء والهيجان المعوي وقرحة المعدة يعاني منها مدمني الخمر والبيرة وتكثر الخمور أو الكحولات في المواد الفاسدة والمخمرة عدا الخبز المخمر بعد الشواء بالنار لان النار تسبب تطاير الكحول من الخبز أثناء الإحماء فلا يبقى الكحول في الخبز لانخفاض درجة تبخره ويتلاشى حسب درجة التحميص وتتوقف عملية التخمر وتبقى الجراثيم الميتة ومخلفاتها من الأحماض المهيجة للقرحة وتبقى المخلفات الغير كحولية لذا عدم تناول الخمر والمخمرات وتقليل تناول خبز الخمير وان كان قد تبخر خمره لوجود الأحماض فيه وليس الخمر كل ذلك وقاية فاعلة من القرحة
السبب الثالث
السبب الغذائي الثالث المواد اللاذعة الحريفة مثل جميع أنواع البهار والفلفل الحار والتي تعتبر من المقبلات وتضاف إلى الطعام بنسبة بسيطة وزيادة نسبة هذه المواد تخرش الأغشية المخاطية تؤلم المعدة المجروحة سلفا بينما لا تضر الأشخاص السليمين إذا تم استخدامها ضمن النسب المعقولة وفي حالة الإسراف في تناول البهار والفلفل الحار لدى الأشخاص السليمين يسبب لهم الزحار المخاطي المؤلم عند التغوط
السبب الرابع
التدخين يعتبر من الأسباب المهيجة للقرحات المعوية هاهي قرحة المعدة والاثناعشر تصاحب في الغالب المدخنين قبل أن يسبب لهم التدخين المزمن أمراض القلب تصلب الشرايين الضغط الدموي الجلطات الدموية أو سرطان الرئة
السبب الخامس
الشدة النفسية والكرب مع معيشة الضنك

كل المثيرات العصبية تزيد الإفرازات الحامضية الداخلية في المعدة وبالتالي تهيج القرحة

ويعتبر هبوط الضغط الدموي وقلة التروية الدموية من الأسباب الطارئة للقرحة نتيجة تموت وتشقق الأغشية المخاطية وتسبب النزيف المعوي في حالة الطوارئ المرضية والحوادث والحريق
العلاج
تعالج القرحة بمعادلة الحموضة بواسطة مضادات الحموضة القلوية ومضادات الإفراز الحامضي وأشهرها مثبطات مضخة البروتون مثل الاومبرازول ومشتقاته وهذا العلاج يخفف أو يوقف إنتاج الحمض الداخلي فقط وفي المحصلة الإجمالية يقلل من اثر الأحماض الخارجية مما يساعد على تهدئة الألم والتئام القرحة ويعطى مع مضادات حيوية ضد جرثومة البواب التي تنشط في الوسط الحامضي وبعد توقف العلاج ترجع الحموضة إلى مجاريها وتعود القرحة وألمها إلى أصحابها فما هو الحل
الحل
بعد أن عرفنا السبب يسهل الحل ويبطل العجب

توطئة :- عدم تناول الأغذية الحاوية على الأحماض المخرشة الموجودة فيما تغير طعمه المخمرات الصلصات المعلبات المشروبات الغازية وعدم تناول الطعام المحضر من المحاصيل التي لم يكتمل ينعها أو الثمار التي لم تنضج وإبدال الدهون الشمعية الجامدة بالزيوت المائعة في عملية إعداد الطعام مع إبدال صلصة الطماطم بالطماطم الحمراء الطرية وتقليل نسبة البهار والبعد عن الطعام الفاسد والخمر والتدخين وتحري عيشة الرضا والقناعة وتأتي عيشة الرضا والقناعة مع الإيمان بالله سبحانه وتعالى كحياة بديلة عن حياة القلق وحياة الهموم والأكدار ويعتبر ترك كافة الأسباب المعلومة التي تسبب القرحة من أنجع التدابير العلاجية خصوصا بعد المعرفة وفقا لمفهوم قوله تعالى [ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ] البقرة195.

وفي ما يلي شرح تفاصيل وأسرار الحل
التغذية العلاجية والوجبات المثالية للوقاية من قرحة المعدة
أولا الكيفية الغذائية :
تبدء الوقاية من القرحة بحسن مضغ الطعام
اللعاب مادة قلوية مضادة للحموضة مرطبة وهاضمة للطعام وفي الفم يبدأ الهضم ولذا زيادة مضغ الطعام يخفف الحموضة لزيادة كمية اللعاب المفروز الذي بدوره يساعد ويختصر عملية الهضم ويعادل حموضة المعدة
أما سرعة التهام الطعام بدون مضغ كما تأكل الأنعام يجعل فاعله محروما من فوائد اللعاب الهاضمة وخصائصه القلوية المعادلة للحموضة
وقد عاب المولى جل وعلا على الكفار البحث عن مجرد المتعة دون حدود والأكل السريع نهما كما تأكل الأنعام مع عدم تحري الحلال الطيب أو التفكر بالعواقب وذلك في قوله تعالى
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم سورة محمد 12
وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال " ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن " ذكره الترمذي وابن ماجة
قيل المعدة بيت الداء أليس الحكمة ضالة المؤمن وقد قيل [ الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء ] وهذا على الأغلب من كلام طبيب العرب الحارث بن كلدة وكان يقول [ رأس الطب الحمية ] .
ثانيا النوعية الغذائية :
الحمية أو التغذية العلاجية
الحمية هي الوجبات أو الغذاء المثالي للوقاية من القرحة منها
تناول اللبن الطري الذي لم يتغير طعمه طعام الخالدين في الجنة لا يوجد فيه حامض اللبن ودسمه ملدن للشرايين ومانع للجلطات لأنه غير شمعي وغير مشبع بعكس نواتجه من اللبن الذي تغير طعمه مثل حامض اللبن المهيج للقرحة والسمن الشمعي المصلب للشرايين الذي يعمل مباشرة على تبطئة تفريغ المعدة وينصح مرضى القرحة بالابتعاد عن مشتقات اللبن الذي تغير طعمه مثل القشد السمن الجبنة قال تعالى في وصف طعام المنعمين الخالدين في الجنة [ وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ] محمد 15
اللبن الطري يداوي القرحة والذي تغير طعمه ومشتقاته تهيجها
من أغذية الحمية أيضا
الخبز الفطير وهو الخبز المعمول من الدقيق الكامل والمخبوز طريا بدون خميرة لا يوجد فيه أحماض مخرشة ولا يثير القرحة. المرقق بالطاوة منه مع زيت السمسم يعتبر غذاء عالي الطاقة جيدا مستساغا لمن لا يعجبه الفطير العادي
وقدوتنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم ومن لازمه من الصحابة رضي الله تعالى عنا وعنهم لم يشتهر أنهم أكلوا الخمير وقد ذكر البخاري في كتاب الأطعمة
‏ عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏
‏كُنْتُ أَلْزَمُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِشِبَعِ بَطْنِي حِينَ لا آكُلُ الْخَمِيرَ
وان كان لامناص من أكل خبز الخمير فان خمير الخبز الأسمر الكامل هو اقل أنواع الخمير ضرر وأكملها تغذية إذا لم يضاف إلى العجين للتخمير أي من الدهن الجامد أو البيض أو السكر وعند إضافة أي مما ذكر وبعد التخمير سيصبح هذا النوع من الخمير على قرحة المعدة اخطر واضر
الفواكه والثمار الناضجة تناولها ضرورة صحية وليست مجرد حمية لأنه ينعدم بها حامض الاوكزالات ويزداد بها أملاح السترات المعادلة للحموضة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم [ لا تبيعوا الثمرة حتى يبدوا صلاحها ] وفي رواية [ نهى النبي عن بيع الثمرة حتى يبدوا صلاحها ] وكان إذا سئل عن صلاحها قال [ حتى تذهب عاهته ] رواه البخاري
وتوجد السموم والأحماض العديدة وحامض الأوكزليك في الفواكه غير الناضجة تثير القرحة وتعتبر أملاح الأوكزالات من مكونات الحصى الكلوية عندما ترتبط مع كلسيوم البول. والمحصول المكتمل نضجه يصبح خاليا من الحموض المخرشة والمهيجة للمعدة والأمعاء وخاليا من السموم والأضرار مكتمل الفائدة الغذائية ومع الينع تزداد لذة وحلاوة العنب عندما يختفي منه حامض الطرطريك وقد جعل الله تعالى ينع الثمار أي نضجها آية من آياته للمؤمنين قال تعالى [ انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ] الأنعام 99. وليس فقط الثمار من آياته سبحانه وتعالى بل ينعها هي آيات أخرى يدركها ويتفكر بها المؤمنون دون غيرهم لان الفرق بين الثمار الفجة والناضجة من نفس النوع كالفرق بين السم والبلسم حسب المفهوم العلمي وقد مدح الخالق سبحانه وتعالى الثمار الناضجة بقوله تعالى [ رطباً جنياً ] سورة مريم 25. وجنيا أي مكتمل نضجه وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام توجيهات في معرفة ينع الثمار وبداية صلاحها منها حتى " تصفر أو تحمر" و" نهى عن بيع النخل حتى يزهو والحب حتى يفرك وفي رواية " حتى يشتد والثمار حتى تطعم " وهذه الأحاديث في سنن البيهقي وعبد الرزاق والإمام احمد
ومن الحمية استبدال محسنات الطعوم الحمضية القوية مثل حمض التخمر أو اللاكتيك والأحماض الصناعية وأحماض الفاكهة الفجة الغير ناضجة بالحموض الضعيفة كحامض الستريك المتوفر في الفاكهة المالحة الناضجة والليمون الأصفر وحامض الخليك المخفف في المخللات لأنها تحتوي على أملاح توازن وتعادل الحموضة الزائدة في المعدة وفقا لظاهرة التوازن الحمضي القاعدي أو البفر وهذا المفهوم العلمي سبقه رسولنا الكريم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم بقوله [ نعم الإدام الخل ] رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
ومن الحمية عدم خداع الذوق بواسطة محسنات الذوق الصناعية وأشهرها أحادي جلوتامات الصوديوم المعروف بالملح الصيني الذي يلغي طعوم الأغذية شبه الفاسدة والغير مستساغة ويحول الطعام الذي يرفضه الذوق السليم والفطرة إلى طعام مستساغ ومقبول أما السكر الأبيض فهو يحسن من طعوم الأحماض الصناعية في المعلبات والمشروبات الغازية ومعه نجد أن الفاكهة الفجة المرة الغير ناضجة الحاوية على الأحماض المهيجة للأجواف تصبح بعد عصرها مع السكر مشروبا لذيذا تزييفا وخداعا والشاي المر لذيذا ومرارة الكاكاو تصبح شوكولاتة

المنصوح به هو استبدال الملح الصيني الصناعي بالملح البحري الطبيعي وبنسبة زهيدة لأنه يحسن ذوق الطعام المستساغ فقط ويعوض الجسم ما يفقده من أملاح عبر العرق والبول وفي ذكر الملح البحري قال تعالى " أحل لكم صيد البحر وطعامه" 96 المائدة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال يعني بطعامه مالحه. وجاء في الحديث" سيد إدامكم الملح " رواه ابن ماجة.

وكذلك ينبغي استبدال السكر المكرر بالعسل الطبيعي المعالج للقرحة والتمر أو الزبيب والفواكه الناضجة لان نعمة الذوق وسيلة دفاعية تنبه عن حالة الغذاء الحقيقية فما أحوجنا إلى نعمة الذوق المنقذة من أضرار وأخطار الأغذية ومن العقل والحكمة عدم خداع الذوق بواسطة السكر المكرر أو الملح الصناعي
والدلائل القرآنية صريحة في إثبات أن الغذاء قد أنبته الخالق جل وعلا بشكل موزون وميزان الخالق هو وفق حاجة المخلوق والسكر الأبيض قد افقده التصنيع الغذائي الكثير من المواد الموازنة له
قال تعالى [ وأنبتنا فيها من كل شئ موزون ] الحجر 19. وإن الإنسان إذا تدخل في الإخلال في التوازن الغذائي يعتبر إفساد لما هو صالح ونافع للناس في الأصل قال تعالى [ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ] الأعراف 56.
كما إن السكر الأبيض يدخل في صناعة المعجنات من الحلويات والكريمات والمثلجات اللبنية الحاوية على دهون شمعية جامدة تبطئ تفريغ المعدة وتهيج القرحة
أما المواد التي تبطئ تفريغ المعدة مثل الشحوم والسمن والزبدة والغير منصوح بها لمرضى القرحة والقلب والضغط والجلطات فيمكن استبدالها بالزيوت المائعة مثل زيت الزيتون أو ما شابهه في الصفات الصبغية مثل زيت السمسم وزيت الذرة ...الخ وذلك في عملية إعداد أو طبخ الطعام الذي يلزمه إضافة المواد الدهنية
وذكر الله تعالى الشحوم في القران الكريم في سورة الأنعام الآية 146 محرم بعضها على بني إسرائيل وفي آخر الآية قال تعالى [ وإنا لصادقون ] أي أن الله لم يحرمها عليهم جزاءً ببغيهم أي إسرافهم فقط بل أكد على صدقه عز وجل وصدق الله سبحانه وتعالى لصالحهم وهو الأعلم قال تعالى [ ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما أختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ] .فقد أصبح من البديهي والمعلوم أن أصعب وأبطأ الطعوم هضما هي الشحوم وما تم استثنائه من الشحوم في الآية الكريمة تبين قلة المواد الشمعية فيه لأن شحم الإلية (إلية الضان) هي من مؤخرة ما يحمل الظهر وما اختلط بعظم الذنب وهي أسهل هضماً من بقية الشحوم ومثلها دهون نخاع العظم.
والضرر الناتج من الإسراف في أكل الشحوم والدهون الشمعية أصبح معروفا ليس فقط في خطورة ترسب شمع الكلوسترول في الشرايين والتسبب في تضيقها وانسدادها وتكون الجلطات الدموية والحصوات المرارية بل ويبطئ عملية تفريغ المعدة والتسبب في تعرضها للقرحة.
أما نحن المسلمين فقد نهانا الله تعالى عن الإسراف بعمومه وقد هدانا الله سبحانه إلى تناول الدهون النافعة وسماها الصبغ ومصدره من الزيوت النباتية وهو الذي يذيب المواد الشمعية في الدهون الجامدة ومن ثم يلغي ضررها قال تعالى في ذكر الدهون ذات المصدر والصبغ ألدهني النباتي [ وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ] 20 -المؤمنون. وأخرج ابن ماجه عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله [ كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك ]. والزيوت المائعة لا تمنع الجلطات الدموية فحسب بل وتلدن الشرايين ولا تبطئ تفريغ المعدة بالمقدار الذي يسبب القرحة كما هو الحال في الدهون الجامدة
أما الخمر وما فسد من الطعام
علينا أيضا الابتعاد عن الخمر الذي حرمه الخالق سبحانه وتعالى والخالق سبحانه أدرى بما ينفع ويضر المخلوق والخمر تفرزه جرثومة الخميرة ضمن القاذورات في الأطعمة التي تخربها وتفسدها وكذا الأطعمة الفاسدة والتي تعتبر من القاذورات المشار إليها في القران الكريم بالخبائث وعلينا استبدال هذه الأطعمة بالطعام الطيب وهو الطري الذي لم يفسد وفقا لتوجيهات نبينا الذي احل الطيبات وحرم الخبائث لقوله تعالى[ ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ] الأعراف 157
وتفاصيل التوجيهات النبوية موجودة ومبوبة في صحاح كتب الحديث
أما الدخان
فقد ضرب الله عز وجل المثل في تلوث الهواء بالكمية الكبيرة وأكد تلازم التلوث مع العذاب وهو المعاناة وذلك حتى يرتبط في أذهان الناس الأثر الضار من هذا التلوث ويعرف الناس نعمة نقاوة الهواء قال تعالى [ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ] الدخان 11,10. والقليل المتراكم من التدخين يؤدي في نهاية المطاف إلى نتيجة الكثير وهو العذاب الأليم عبر قرحة المعدة وقرحة الاثناعشر وسرطان الرئة وضغط الدم والجلطات قبل نقص الأوكسجين والموت اختناقا
وكل أشكال التلوث البيئي ضارة بالصحة وفقا لمفهوم الحديث النبوي ; إن من القرف التلف ; ذكره أبو داود.
التوتر النفسي وعيشة الضنك
التوتر العصبي يزيد إفراز الحامض ويثير القرحة وفي وجود الأسباب الأخرى يزيد الطين بله وعليه يتوجب ترك الأسباب كلها بما فيها ترك الجزع والقلق النفسي والوصول إلى درجة الاطمئنان وهذا الأخير لا يتم إلا بالاتجاه الكلي إلى الخالق الذي الهم النفس فجورها وتقواها
وعليه فان علاج التوتر النفسي وعيشة الضنك يوجز بأتباع هدى الله وذكره والتوكل عليه واللجوء إليه قال تعالى " فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "123-124سورة طه
وهدى الله سبحانه وتعالى يتأتى عبر إتباع قرانه ونبيه والفائدة من الإتباع لا تقتصر على راحة الأنفس فقط بل أيضا على سلامة الأبدان إذا ما اتبعنا دلائل القران الكريم وتوجيهات نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في هذا المضمار وفي كل شئون الحياة


الإمساك

يوصف الإمساك ببطء وقساوة الإخراج مع تباعد فترات التغوط عن المعتاد

أسباب الإمساك الغذائية

لنوع وكمية الغذاء دورا أساسيا في حدوث الإمساك بدون أو مع الأمراض والأدوية التي تسبب فقدان الشهية وخمول الأمعاء

المخمصة تصاحب الإمساك وهي عدم التزود الكافي بالغذاء أو المجاعة , فرب مخمصة اضر من تخمة ومن الأسباب الغذائية الأخرى العطش ومنه قلة التزود بالماء خصوصا بعد التعرق والإجهاد وبعد الطعام

ومن الأسباب الغذائية للامساك الأطعمة المصفاة قليلة أو معدومة الألياف أشهر الأغذية منعدمة الألياف الدقيق الأبيض المبيض بالكلور ويليه الدقيق المنخول مع لباب الأغذية ملتصقة القشور إذا تم تناول اللباب فقط

التغذية العلاجية للامساك

أولا الطعام الغني بالألياف الدقيق الكامل الخضار والأطعمة الخام الغير مصفاة

وهذه تحافظ على زيادة تحجيم أو ثخانة أو غلظة المحتوى المعوي وتحفز التوازن الحركي للأمعاء

ثانيا الغذاء الغني بالمزلجات المخاطية الطبيعية

توجد مادة الميوسلاج المخاطية في الملوخية البامية الحلبة الخيار أو القثاء ومادة الميوسيلاج من المخاطيات الطبيعية التي تعالج الإمساك تعين الأمعاء على تسهيل حركة المحتوى أو الكيموس المعوي والمواد الحاوية على الميوسلاج تحوي أيضا الألياف والعدول عن الدواء إلى الغذاء لا يسبب أي أعراض جانبية

ثالثا المهيجات المعوية الكراث

يحتوي الكراث على مهيجات طبيعية للحركة المعوية تساعد على التفريغ السريع لمحتوياتها والكراث لا يحتوي فقط على مواد لاذعة تحفز التمعج المعوي بل يحتوي على المزلجات المخاطية والألياف والإسراف المفرط في أكل الكراث قد يسبب الإسهال نتيجة التهيج المعوي

وتعتبر الخضار بشكل عام مكملات غذائية مع الأغذية الأفضل منها لأهميتها في التكامل أو التوازن الغذائي وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان " يأكل القثاء بالرطب" متفق عليه

والإرشادات النبوية كافية للوقاية من الإمساك وعلينا أن ندرك أن العلم بالأهمية الغذائية للألياف المركزة في قشرة الحب قد جاء متأخرا جدا عما ورد في كتاب الله من بيان غذائي وعن الأسوة برسول الله الذي لم يقبل في طعام الدقيق المنخول. قال تعالى " والحب ذو العصف والريحان " الرحمن 12. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : من تفسير ابن كثير لآية " كعصف مأكول " في سورة الفيل قال : العصف القشرة التي على الحبة كالغلاف على الحنطة . ونلاحظ من الآية الكريمة أن الذي يميز الحب هو العصف " ذو العصف " وكما عرفنا من تفسير ابن عباس أن العصف هو القشرة وقد ورد في الحديث عن أم أيمن أنها غربلت دقيقا فصنعته للنبي فقال ما هذا قالت طعام نصنعه بأرضنا فأحببت أن أصنع منه لك رغيفا فقال "رديه فيه ثم اعجنيه " رواه ابن ماجه. وروى ابن ماجه أن سهل ابن سعد قال " ما رأيت النقي حتى قبض رسول الله " وقال أيضا " ما رأيت منخلا حتى قبض رسول الله " وذكر البخاري مثله في كتاب الأطعمة باب ما كان النبي وأصحابه يأكلون وفي الحديث " أنه نهى عن فصع الرطبة " ذكره ابن الأثير في النهاية وفصع الرطبة عصرها لتنقشر ولأن الألياف الطبيعية تكثر في القشور الغذائية وقد وجد أن القشور مع ألياف الغذاء تمنع الإمساك , اضطراب القولون , رتوج القولون وتمنع سرطان القولون , تنقص نتروجين يوريا الدم بواسطة زيادة طرح الأمونيا الغائطية

المشاركات الشائعة