أصحاب الجنة
قال تعالى فى سورة القلم : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ * ......* ( 17 – 25 ) .
قال إبن عباس :
إنه كان شيخ كانت له جنة ، وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه . فلما قبض الشيخ وورثه بنوه طغوا وبغوا وتعاهدوا ألا يعطوا أحدا من فقراء المسلمين شيئا هذا العام حتى تكثر أموالهم فرضي بذلك منهم أربعة، وسخط الخامس أوسطهم كما
قال تعالى :
( قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ) .
يقول رب العزة " إنَّا بَلَوْنَاهُمْ " امْتَحَنَّا أَهْل مَكَّة بِالْقَحْطِ وَالْجُوع " كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَاب الْجَنَّة " أَيْ أَصْحَاب الْبُسْتَان " إذْ أَقَسَمُوا لِيَصْرِمُنَّهَا " يَقْطَعُونَ ثَمَرَتهَا " مُصْبِحِينَ "
وَقْت الصَّبَاح كَيْ لَا يَشْعُر بِهِمْ الْمَسَاكِين فَلَا يُعْطُونَهُمْ مِنْهَا مَا كَانَ أَبُوهُمْ يَتَصَدَّق بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْهَا .
وتعاهدوا على ذلك .
ولكن لم يفلحوا في أمرهم .
يقول تعالى : ( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم ) .