فضيحة تهزّ شركة Apple:
انظروا كيف يصل إليكم الـiPhone!
اندلعت الحرب بين الشركة الأميركية لتصنيع وتصميم الإلكترونيات الاستهلاكية ومنتجات برامج الكمبيوتر Apple والقناة التلفزيونية البريطانية BBC One التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.
اندلعت الحرب بين الشركة الأميركية لتصنيع وتصميم الإلكترونيات الاستهلاكية ومنتجات برامج الكمبيوتر Apple والقناة التلفزيونية البريطانية BBC One التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.
إذ نشر برنامج Panorama الذي تبثّه القناة تقريراً فاضحاً يُظهر معاملةً سيئة من Apple للعاملين في مصانعها الصينية، وتحديداً مصانع الشركة التايوانية Pegatron المصنّعة للإلكترونيات والمنتِجة لـApple في ضواحي مدينة شنغهاي.
إنهاك كبير وشروط مريعة للعمل
تحقيقٌ سرّي بثه Panorama بيّن فيه كيف أخلّت شركة Apple بوعودها بحماية العاملين لديها، فخلال التصوير السري، يمكن بسهولة ملاحظة الشروط المُحكَمة على ساعات عمل الموظّفين، وكيف تُطلَب منهم بطاقات تذكرة الهوية حتى تُصادَر ويتمّ التحكم بهم، ويمكن بوضوح رؤية مكان العمل متحوّلاً إلى مهاجع للعمال، وإجبارهم حضور اجتماعات عمل خارج دوامهم، إضافة إلى تواجد عمّال أحداث (تحت السن القانونية للعمل).
خلال تصوير قسمٍ لتصنيع الهاتف الذكي الجديد الذي أعلنت عنه Apple في أيلول الماضي، الـiPhone 6، يظهر العمال نائمين نتيجة إنهاكهم وتعرّضهم المتواصل للإجهاد. وأخبر أحدُ العمال في قسم تركيب أجهزة الكمبيوتر برنامجَ Panorama أنه عمل لمدة 18 يوماً متواصلاً على الرَّغم من طلبه المستمر بأخذ يوم راحة.
إنهاك كبير وشروط مريعة للعمل
تحقيقٌ سرّي بثه Panorama بيّن فيه كيف أخلّت شركة Apple بوعودها بحماية العاملين لديها، فخلال التصوير السري، يمكن بسهولة ملاحظة الشروط المُحكَمة على ساعات عمل الموظّفين، وكيف تُطلَب منهم بطاقات تذكرة الهوية حتى تُصادَر ويتمّ التحكم بهم، ويمكن بوضوح رؤية مكان العمل متحوّلاً إلى مهاجع للعمال، وإجبارهم حضور اجتماعات عمل خارج دوامهم، إضافة إلى تواجد عمّال أحداث (تحت السن القانونية للعمل).
خلال تصوير قسمٍ لتصنيع الهاتف الذكي الجديد الذي أعلنت عنه Apple في أيلول الماضي، الـiPhone 6، يظهر العمال نائمين نتيجة إنهاكهم وتعرّضهم المتواصل للإجهاد. وأخبر أحدُ العمال في قسم تركيب أجهزة الكمبيوتر برنامجَ Panorama أنه عمل لمدة 18 يوماً متواصلاً على الرَّغم من طلبه المستمر بأخذ يوم راحة.
وأفاد عاملٌ آخر أنه عمل ذات يوم لمدة 16 ساعة متواصلة، وأنه عندما يعود إلى مهجعه، لا يريد أن يتحرّك، إذ حتى لو كان جائعاً، يمتنع عن الوقوف والتحرك ليأكل، حتى يتمكن من الاستفادة من الوقت والتمدد فيرتاح قدر الإمكان، ويؤكد أنه يجد صعوبة في النوم جرّاء الإرهاق الذي يعانيه جسده.
عدا عن ذلك، من المعلوم أن العمل لساعاتٍ زائدة (Overtime) أمرٌ إرادي، لكن لم ينقل أيٌّ من العاملين في المصانع لبرنامج Panorama أن خيارهم بالعمل لساعاتٍ زائدة كان إرادياً، بل أكدوا أنهم أُجبِروا على الأمر.
عدا عن ذلك، من المعلوم أن العمل لساعاتٍ زائدة (Overtime) أمرٌ إرادي، لكن لم ينقل أيٌّ من العاملين في المصانع لبرنامج Panorama أن خيارهم بالعمل لساعاتٍ زائدة كان إرادياً، بل أكدوا أنهم أُجبِروا على الأمر.
إضافةً إلى ذلك، لفت أحدهم إلى أنه لا يعمل ساعاتٍ زائدة فحسب، بل يُجبَر على حضور اجتماعاتٍ طويلة المدّة ومُرهِقة من دون أيّ عائدٍ مالي، وهي تحصل في وقتٍ يسبق دوام عمله، أو يليه مباشرةً. وأفاد آخرٌ أن مهجعه في المصنع يضمّ غرفةً ضيّقة ينام فيها 12 عاملاً.
الأمر ليس بالجديد
شروط العمل السيئة ليست جديدة في المصانع الصينية، وهي ظهرت إلى الملأ عام 2010 عندما انتحر 14 عاملاً لدى أكبر منتِج لـApple، شركة Foxconn التايوانية التي تصنّع الإلكترونيات الدقيقة. وبعد عمليات الانتحار، أصدرت شركة Apple مجموعة أسس وقواعد تحدّد كيفية معاملة العمّال وتعلن عن نقل قسمٍ من واجبات شركة Foxconn إلى شركة Pegatron الواقعة في ضواحي شنغهاي. لكن – وكما أشرنا آنفاً – بيّن تحقيق برنامج Panorama النكث بالوعد الذي أعلنت عنه Apple.
ظروف خطيرة أيضاً في استخراج المعادن
انتقل برنامج Panorama أيضاً إلى جزيرة Bangka الأندونيسية حيث تُنقَل لـApple المعادن المستعملة في منتوجاتها. وتقول Apple إنها تصدّر المعادن من هناك بأخلاقية، لكن البرنامج وجد دلائل واضحة إلى أن المناجم هناك غير قانونية. كذلك، فوجىء Panorama بتواجد أطفال يستخرجون القصدير بأيديهم في شروط عمل خطيرة جدّاً. إذ يتعرّض عمال المناجم هناك لخطر الدفن وهم أحياء إذا ما انهارت جبال الرمل أو الطين عليهم.
ويخبر الولد ريانتو البالغ من العمر 12 سنة والذي يعمل مع والده في استخراج المعادن برنامجَ Panorama أنه يقلق من الانهيارات الأرضية. وقال خلال عمله تحت منحدرٍ صخري فيه الرمل الكثيف وعلوّه 70 قدماً، إنه يخاف من انهيار التربة من فوق إلى تحت، فالأمر قد يحصل أي لحظة.
وتتبّع برنامج Panorama عصابةً تجمع القصدير من المنطقة التي يعمل فيها ريانتو. وقال أحد أفرادها إنهم يبيعون القصدير لمعملٍ يُذوَّب فيه، ويُنتَج إلى Apple. وقال يوهان مورود، وهو يدير أحد المعامل التي تذوّب القصدير وتُنتجه لـApple، إن 70% من القصدير المُصَدَّر يأتي من المناجم الصغيرة، ويضيف أن ما يصل معملَه يتنوّع بين المعادن الكبيرة الحجم والصغيرة، وتأتي مختلطة ولا يمكن التمييز أيّها يأتي من أي منجم، ولا يمكن أن نعرف أيّها استُخرِجَ بشكلٍ قانوني وأيّها غير قانونية.
كيف ردّت Apple؟
لكن Apple رفضت بشدّة ما استنتجه التحقيق، ورقضت مقابلة مع البرنامج، وأصدرت تصريحاً قائلةً فيه إنها تدرك ألا شركة أخرى تقوم بما تقوم به Apple لضمان شروط عمل عادلة وآمنة. وأضافت أنها تعمل مع منتِجين كثيرين حتى تعوّض عن التقصير الذي قد يحصل من موظّفيها، وتلاحظ تحسّناً كبيراً ومستمرّاً في إنتاجيتها، لكنها ذكرت أنها تعلم أن واجباتها بحق العاملين لديها لا تنتهي.
وقالت إنه من الطبيعي أن ينام العاملون خلال وقت استراحتهم، أما بالنسبة إلى نومهم خلال وقت عملهم وإنتاجهم، فستفتح تحقيقاً في الأمر. وأكدت أنها ترصد عمل أكثر من مليون موظّف لديها، وأن العاملين في مصانع Pegatron في ضواحي شنغهاي يعملون معدّل 55 ساعة في الأسبوع. أما بالنسبة إلى المهاجع بالغرف الضيقة، فأكدت Apple أن المسألة حُلّت عبر طلبها من المنتِجين لها بأن يدفعوا للعمال أثراً رجعياً، إذا وجدوا أنهم لم يحصلوا على عائداتٍ مالية بالنسبة إلى حضورهم الاجتماعات.
وعن المناجم غير القانونية، أوضحت الشركة الأميركية أن الوضع معقّد في جزيرة Bangka، حيث يبيع عشرات الآلاف من العاملين في المناجم كمياتٍ من القصدير، ويتم تناقُل هذه الكميات بين العديد من التجار، ثم تصل إلى المعامل التي تذوّبها. ولفتت Apple أيضاً إلى أن أبسط مسار عمل هو أن ترفض من جانبٍ واحد أي قصدير من المناجم الأندونيسية، وأن الأمر سهلٌ جدّاً ويحميها من الانتقادات، لكنها اعتبرت أن الأمر يدل إلى كَسَل وجُبن لديها، ولن يؤدي ذلك لتحسين الواقع، ولهذا السبب اختارت أن تظلّ منخرطة محاوِلَةً أن تحقق تغييراتٍ على الأرض.
وبدورها، أكدت شركة Pegatron المنتِجة لـApple في تصريحٍ لها أنها تحقّق في ما اتهمها إياه برنامج Panorama، وأعلنت أنها ستتّخذ الخطوات المناسبة إذا ما وُجِدَت فعلاً أوجهُ التقصير في مصانعها، لافتةً إلى أن أمان العامل وصحته هما من أهم أولوياتها، وأنها تحدّد أسساً عالية المستوى وتجري تدريباتٍ للمديرين والعمال لديها، وتأتي بمدقّقين خارجيين ليزوروا بانتظامٍ منشآتها لتحسين مجالاتٍ العمل.
Apple تشعر بالإهانة
تبعَ التصريحَ بريدٌ إلكتروني أرسله كبار التنفيذيين في Apple، جيف ويليامز، إلى أكثر من خمسة آلاف موظّف في مكاتب ومصانع الشركة في بريطانيا، أوضح فيه أن بإمكان Apple أن تقوم بالمزيد لتحسين شروط عمل العاملين لديها، واعتبر أن تحقيق برنامج Panorama الذي بثّته القناة التلفزيونية البريطانية BBC One اتهم Apple زوراً بأنها لا تقوم بأي شيء لتحسين شروط العمل، مؤكداً أن الأمر منافٍ للواقع والحقيقة.
ولفت إلى أن بريده الإلكتروني يحتوي على وقائع ومبادىء شارك قناة BBC One فيها، لكن القناة لم تُضِفها إلى برنامجها، وكتب أنه والرئيس التنفيذي في Apple تيم كوك يشعران بالإهانة العميقة جرّاء اتهام برنامج Panorama شركةَ Apple بخلّها بالوعود التي قطعَتها وهي القائمة على حماية العاملين لديها وعدم تضليل زبائنها. وأضاف ويليامز في بريده الإلكتروني إلى أن Apple صادقة في التحديات التي تواجهها وهي تعمل بشكلٍ متواصل حتى يتمتع من يصنّعون منتوجاتها بظروف عمل مشرّفة ومُحترَمة يستحقونها.
وأكد أنه صدم بما أظهره التحقيق، مؤكداً أن Apple تُراجع ساعات عمل العاملين لديها، ومُذَكّراً أنه منذ عدّة أعوام، عمل المصنّعون لديها بمعدّل يراوح بين الـ60 والـ70 ساعة في الأسبوع، ولكن لاحظت Apple أن معدل الإنتاجية يراوح مكانه ولا يزال بطيئاً، فعملت على إصلاح مكمن الخلل عبر تصحيح ساعات العمل عند أكثر من مليون موظّف، وتصميم خطوات تصحيحية مع المنتِجين لها، ثمّ نشرت النتائج في موقعها الإلكتروني شهرياً، وهو أمرٌ لم تفعله أي شركة أخرى من قبل. وأوردَ أن 93% من المنتِجين لنا امتثلوا هذا العام لحدّ العمل لـ60 ساعة أسبوعياً.
وفي الرسالة الإلكترونية نفسها، كتب ويليامز أن فريقاً من Apple زار الأجزاء نفسَها التي زارتها BBC One في جزيرة Bangka، "ونحن طبعاً قلقون لما يحصل هناك"، ولفت إلى أن Apple عملت لإنشاء فريقٍ أندونيسي يستخرِج القصدير، وينقله لشركات التكنولوجيا التي تتعامل معها، وأنها تحض على إيجاد نظامٍ يحدّد مسؤوليات المناجم حتى تؤثّر إيجاباً في مجال التعدين في أندونيسيا، مستنتجاً أن هناك العديد من المسائل العالقة، والعمل هناك لن ينتهي.
وكرّر تأكيده بأن Apple لن ترتاح إلا عندما يتلقى كل عامل لديها الاحترام والمعاملة الحسنة التي يستحقها.
الأمر ليس بالجديد
شروط العمل السيئة ليست جديدة في المصانع الصينية، وهي ظهرت إلى الملأ عام 2010 عندما انتحر 14 عاملاً لدى أكبر منتِج لـApple، شركة Foxconn التايوانية التي تصنّع الإلكترونيات الدقيقة. وبعد عمليات الانتحار، أصدرت شركة Apple مجموعة أسس وقواعد تحدّد كيفية معاملة العمّال وتعلن عن نقل قسمٍ من واجبات شركة Foxconn إلى شركة Pegatron الواقعة في ضواحي شنغهاي. لكن – وكما أشرنا آنفاً – بيّن تحقيق برنامج Panorama النكث بالوعد الذي أعلنت عنه Apple.
ظروف خطيرة أيضاً في استخراج المعادن
انتقل برنامج Panorama أيضاً إلى جزيرة Bangka الأندونيسية حيث تُنقَل لـApple المعادن المستعملة في منتوجاتها. وتقول Apple إنها تصدّر المعادن من هناك بأخلاقية، لكن البرنامج وجد دلائل واضحة إلى أن المناجم هناك غير قانونية. كذلك، فوجىء Panorama بتواجد أطفال يستخرجون القصدير بأيديهم في شروط عمل خطيرة جدّاً. إذ يتعرّض عمال المناجم هناك لخطر الدفن وهم أحياء إذا ما انهارت جبال الرمل أو الطين عليهم.
ويخبر الولد ريانتو البالغ من العمر 12 سنة والذي يعمل مع والده في استخراج المعادن برنامجَ Panorama أنه يقلق من الانهيارات الأرضية. وقال خلال عمله تحت منحدرٍ صخري فيه الرمل الكثيف وعلوّه 70 قدماً، إنه يخاف من انهيار التربة من فوق إلى تحت، فالأمر قد يحصل أي لحظة.
وتتبّع برنامج Panorama عصابةً تجمع القصدير من المنطقة التي يعمل فيها ريانتو. وقال أحد أفرادها إنهم يبيعون القصدير لمعملٍ يُذوَّب فيه، ويُنتَج إلى Apple. وقال يوهان مورود، وهو يدير أحد المعامل التي تذوّب القصدير وتُنتجه لـApple، إن 70% من القصدير المُصَدَّر يأتي من المناجم الصغيرة، ويضيف أن ما يصل معملَه يتنوّع بين المعادن الكبيرة الحجم والصغيرة، وتأتي مختلطة ولا يمكن التمييز أيّها يأتي من أي منجم، ولا يمكن أن نعرف أيّها استُخرِجَ بشكلٍ قانوني وأيّها غير قانونية.
كيف ردّت Apple؟
لكن Apple رفضت بشدّة ما استنتجه التحقيق، ورقضت مقابلة مع البرنامج، وأصدرت تصريحاً قائلةً فيه إنها تدرك ألا شركة أخرى تقوم بما تقوم به Apple لضمان شروط عمل عادلة وآمنة. وأضافت أنها تعمل مع منتِجين كثيرين حتى تعوّض عن التقصير الذي قد يحصل من موظّفيها، وتلاحظ تحسّناً كبيراً ومستمرّاً في إنتاجيتها، لكنها ذكرت أنها تعلم أن واجباتها بحق العاملين لديها لا تنتهي.
وقالت إنه من الطبيعي أن ينام العاملون خلال وقت استراحتهم، أما بالنسبة إلى نومهم خلال وقت عملهم وإنتاجهم، فستفتح تحقيقاً في الأمر. وأكدت أنها ترصد عمل أكثر من مليون موظّف لديها، وأن العاملين في مصانع Pegatron في ضواحي شنغهاي يعملون معدّل 55 ساعة في الأسبوع. أما بالنسبة إلى المهاجع بالغرف الضيقة، فأكدت Apple أن المسألة حُلّت عبر طلبها من المنتِجين لها بأن يدفعوا للعمال أثراً رجعياً، إذا وجدوا أنهم لم يحصلوا على عائداتٍ مالية بالنسبة إلى حضورهم الاجتماعات.
وعن المناجم غير القانونية، أوضحت الشركة الأميركية أن الوضع معقّد في جزيرة Bangka، حيث يبيع عشرات الآلاف من العاملين في المناجم كمياتٍ من القصدير، ويتم تناقُل هذه الكميات بين العديد من التجار، ثم تصل إلى المعامل التي تذوّبها. ولفتت Apple أيضاً إلى أن أبسط مسار عمل هو أن ترفض من جانبٍ واحد أي قصدير من المناجم الأندونيسية، وأن الأمر سهلٌ جدّاً ويحميها من الانتقادات، لكنها اعتبرت أن الأمر يدل إلى كَسَل وجُبن لديها، ولن يؤدي ذلك لتحسين الواقع، ولهذا السبب اختارت أن تظلّ منخرطة محاوِلَةً أن تحقق تغييراتٍ على الأرض.
وبدورها، أكدت شركة Pegatron المنتِجة لـApple في تصريحٍ لها أنها تحقّق في ما اتهمها إياه برنامج Panorama، وأعلنت أنها ستتّخذ الخطوات المناسبة إذا ما وُجِدَت فعلاً أوجهُ التقصير في مصانعها، لافتةً إلى أن أمان العامل وصحته هما من أهم أولوياتها، وأنها تحدّد أسساً عالية المستوى وتجري تدريباتٍ للمديرين والعمال لديها، وتأتي بمدقّقين خارجيين ليزوروا بانتظامٍ منشآتها لتحسين مجالاتٍ العمل.
Apple تشعر بالإهانة
تبعَ التصريحَ بريدٌ إلكتروني أرسله كبار التنفيذيين في Apple، جيف ويليامز، إلى أكثر من خمسة آلاف موظّف في مكاتب ومصانع الشركة في بريطانيا، أوضح فيه أن بإمكان Apple أن تقوم بالمزيد لتحسين شروط عمل العاملين لديها، واعتبر أن تحقيق برنامج Panorama الذي بثّته القناة التلفزيونية البريطانية BBC One اتهم Apple زوراً بأنها لا تقوم بأي شيء لتحسين شروط العمل، مؤكداً أن الأمر منافٍ للواقع والحقيقة.
ولفت إلى أن بريده الإلكتروني يحتوي على وقائع ومبادىء شارك قناة BBC One فيها، لكن القناة لم تُضِفها إلى برنامجها، وكتب أنه والرئيس التنفيذي في Apple تيم كوك يشعران بالإهانة العميقة جرّاء اتهام برنامج Panorama شركةَ Apple بخلّها بالوعود التي قطعَتها وهي القائمة على حماية العاملين لديها وعدم تضليل زبائنها. وأضاف ويليامز في بريده الإلكتروني إلى أن Apple صادقة في التحديات التي تواجهها وهي تعمل بشكلٍ متواصل حتى يتمتع من يصنّعون منتوجاتها بظروف عمل مشرّفة ومُحترَمة يستحقونها.
وأكد أنه صدم بما أظهره التحقيق، مؤكداً أن Apple تُراجع ساعات عمل العاملين لديها، ومُذَكّراً أنه منذ عدّة أعوام، عمل المصنّعون لديها بمعدّل يراوح بين الـ60 والـ70 ساعة في الأسبوع، ولكن لاحظت Apple أن معدل الإنتاجية يراوح مكانه ولا يزال بطيئاً، فعملت على إصلاح مكمن الخلل عبر تصحيح ساعات العمل عند أكثر من مليون موظّف، وتصميم خطوات تصحيحية مع المنتِجين لها، ثمّ نشرت النتائج في موقعها الإلكتروني شهرياً، وهو أمرٌ لم تفعله أي شركة أخرى من قبل. وأوردَ أن 93% من المنتِجين لنا امتثلوا هذا العام لحدّ العمل لـ60 ساعة أسبوعياً.
وفي الرسالة الإلكترونية نفسها، كتب ويليامز أن فريقاً من Apple زار الأجزاء نفسَها التي زارتها BBC One في جزيرة Bangka، "ونحن طبعاً قلقون لما يحصل هناك"، ولفت إلى أن Apple عملت لإنشاء فريقٍ أندونيسي يستخرِج القصدير، وينقله لشركات التكنولوجيا التي تتعامل معها، وأنها تحض على إيجاد نظامٍ يحدّد مسؤوليات المناجم حتى تؤثّر إيجاباً في مجال التعدين في أندونيسيا، مستنتجاً أن هناك العديد من المسائل العالقة، والعمل هناك لن ينتهي.
وكرّر تأكيده بأن Apple لن ترتاح إلا عندما يتلقى كل عامل لديها الاحترام والمعاملة الحسنة التي يستحقها.