قصة حقيقية عن التقوى: "قسمة عمر بن الخطاب واللبن"
في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان أمير المؤمنين يتفقد أحوال الرعية ليلاً كما اعتاد. وبينما كان يسير في إحدى الطرقات، سمع حوارًا يدور بين أم وابنتها في منزل بسيط.
الاختبار الخفي
قالت الأم لابنتها:
"قومي يا ابنتي، واخلطي اللبن بالماء قبل بيعه، حتى يزيد ونربح أكثر."
لكن الفتاة، وكانت شابة تقية، ردّت بحزم:
"يا أماه! إن أمير المؤمنين نهى عن خلط اللبن بالماء، وهذا غشٌّ لا يرضي الله."
قالت الأم، محاولة إقناعها:
"لكن أمير المؤمنين لا يرانا الآن!"
فأجابت الفتاة بجملة صادقة من قلب مملوء بالإيمان:
"إن كان عمر لا يرانا، فرب عمر يرانا!"
جزاء التقوى
سمع عمر بن الخطاب هذا الحوار، فأعجب بتقوى الفتاة وصدقها. في الصباح، أرسل إلى بيتها، وخطبها لابنه عاصم بن عمر، قائلاً:
"هذه فتاة تصلح لأن تكون أمًّا لخليفة المسلمين!"
وبالفعل، تزوجها عاصم، وكان حفيدها هو الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، الذي أصبح من أعظم خلفاء المسلمين، واشتهر بعدله وتقواه.
📖 قال تعالى:
"إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" (النحل: 128).
✅ العبرة:
من يتقي الله ولو في الخفاء، فإن الله يرفعه في الدنيا قبل الآخرة، ويجعل منه بركةً في حياته وفي ذريته.