قصة حقيقية عن التقوى: "الرجل التقي وأموال الأمانة"
في إحدى القرى القديمة، كان هناك رجل فقير لكنه عُرف بالتقوى والأمانة. كان يعمل في مزرعة عند رجل غني، وكان هذا الغني يثق به، حتى أودع عنده كيسًا كبيرًا من المال، وقال له:
"احتفظ به عندك، وسآخذ مالي عندما أعود من السفر."
الاختبار الإلهي
مرت الأيام، وسافر الرجل الغني، لكن بعد مدة طويلة، انتشرت أخبار وفاته في أرض بعيدة. فأصبح المال الذي تركه عند العامل الفقير بلا صاحب ظاهر.
بدأ الفقراء وأهل القرية يقولون له:
"هذا المال لم يعد لأحد، خذه لنفسك، فأنت أولى به!"
لكنه ردّ عليهم قائلاً:
"إن كان صاحب المال قد مات، فالله حيٌّ لا يموت، ولن أخون الأمانة!"
ثمرة التقوى
مرت سنوات، والعامل يحفظ المال كما هو، حتى جاء يوم وظهر ابن الرجل الغني، وكان يبحث عن ميراث أبيه.
فرح العامل وأخبره عن الأمانة، ثم أعطاه المال كاملاً دون أن ينقص منه شيئًا.
تعجّب الابن من أمانته، وقال له:
"لو أخذت المال، لم يكن أحد ليعلم، فلماذا حفظته كل هذه السنين؟"
فأجابه الرجل التقي بكلمات خالدة:
"ربّي يعلم، وهذا يكفيني!"
لم يتركه الابن، بل كافأه بمبلغ كبير، وأعطاه وظيفة في مزرعته، وقال له:
"الأمانة والتقوى لا تضيع عند الله."
📖 قال تعالى:
"وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (الطلاق: 2-3).
✅ العبرة:
التقوى ليست فقط في العبادات، لكنها في الصدق والأمانة، ومن يحفظ حق الناس، فإن الله يعوّضه خيرًا لم يكن يتوقعه.