قصة حقيقية عن التمسك بالحق: "الإمام أبو حنيفة ورفض الظلم"
في زمن الخليفة العباسي المنصور، كان الإمام أبو حنيفة النعمان معروفًا بعلمه وتقواه ووقوفه مع الحق، فلم يكن يرضى بالباطل مهما كانت العواقب.
الاختبار الصعب
أراد الخليفة المنصور أن يقرّب الإمام أبو حنيفة منه، فعرض عليه منصب قاضي القضاة، وهو أعلى منصب قضائي في الدولة.
لكن الإمام رفض، وقال:
"أنا لا أصلح لهذا المنصب."
غضب المنصور وقال له:
"أنت تكذب! كيف تكون أعلم الناس وتقول إنك لا تصلح؟"
فردّ الإمام بثبات:
"إن كنت أكذب، فلا يصلح أن أكون قاضيًا، وإن كنت صادقًا، فقد أخبرتك أني لا أصلح!"
التمسك بالحق رغم الأذى
رفض الإمام المنصب لأن القضاء في ظل ظلم الحاكم قد يجبره على إصدار أحكام ظالمة، وهو لا يريد أن يتحمل مسؤولية الظلم أمام الله.
لكن رفضه أغضب الخليفة، فأمر بسجنه وضربه حتى كاد يهلك!
ورغم التعذيب، لم يغيّر الإمام موقفه، وظل ثابتًا على الحق.
ثمرة التمسك بالحق
بعد فترة، أدرك المنصور أن الإمام رجل لا يباع ولا يشترى، فأطلق سراحه، لكن الإمام رفض العمل تحت حكم ظالم، وبقي ينشر العلم حتى وفاته.
📖 قال تعالى:
"وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا" (الإسراء: 81).
✅ العبرة:
التمسك بالحق قد يكون صعبًا، لكنه سبيل العظماء، ومن يصبر عليه، فإن الله يجزيه خيرًا في الدنيا والآخرة.