معنى ومقصد دعاء "اللهم بلغنا رمضان"
دعاء "اللهم بلغنا رمضان" هو طلب من الله سبحانه وتعالى أن يُمدّ في أعمارنا لنصل إلى شهر رمضان، مع التوفيق للطاعات فيه، والقبول من الله عز وجل. وهو دعاء يعبّر عن شوق المؤمن لهذا الشهر الفضيل، وحرصه على إدراكه لما فيه من خيرات عظيمة، ومغفرة، ورحمة، وعتق من النار.
التفسيرات المختلفة للدعاء
1. التفسير اللغوي
-
اللهم: مناداة لله سبحانه وتعالى، وهو اسم جامع للدعاء.
-
بلّغنا: أي اجعلنا نصل إليه ونبلغه أحياءً.
-
رمضان: الشهر المبارك الذي اختصّه الله بفرض الصيام وفتح أبواب الرحمة.
2. المعنى الروحي والعبادي
-
طلب النعمة ببلوغ رمضان: لأن من يُدركه فقد مُنح فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
-
التماس التوفيق للطاعة: فليس المقصود فقط إدراك رمضان بالجسد، بل بلوغه بروح راغبة في العبادة والعمل الصالح.
-
الإلحاح بالدعاء: لأن كثيرًا من الناس لا يُدركون رمضان، فالمؤمن يسأل الله أن يكون ممن يحظون بهذه الفرصة.
أدلة من السنة والتفسير الإسلامي
✅ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان النبي ﷺ إذا دخل رجب قال:
"اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" (رواه أحمد والطبراني).
🔹 قال العلماء: يدل هذا الحديث على أهمية الدعاء لبلوغ رمضان، لأنه شهر مغفرة ورحمة، وفرصة عظيمة للعودة إلى الله.
📖 قال الإمام ابن رجب: "كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان."
وهذا يدل على عظيم مكانة رمضان عند الصحابة والسلف الصالح.
أهداف الدعاء وأثره
1️⃣ طلب البلوغ مع الصحة والعافية، لأن رمضان فرصة لا تتكرر إلا مرة في العام.
2️⃣ الاستعداد النفسي والروحي لاستقبال رمضان بفرح وسعادة.
3️⃣ الدعاء للقبول والبركة، لأن بلوغ رمضان دون استغلاله في الطاعة خسارة عظيمة.
4️⃣ استشعار نعمة الحياة، فقد يُدرك البعض رمضان لكنهم لا يكونون في حال يسمح لهم بالصيام والقيام.
الخلاصة
دعاء "اللهم بلغنا رمضان" ليس مجرد كلمات، بل هو دعاء يحمل شوقًا، ورجاءً، وطلبًا للطاعة، وسؤالًا عن القبول والمغفرة. لذلك، يستحب للمسلم أن يردده، ويستعد به لشهر الرحمة والمغفرة.
🕌 نسأل الله أن يُبلغنا رمضان، ويجعلنا من المقبولين فيه. 🤲💛