ثماني حقائق حول عقول المراهقين يجب على الآباء معرفتها
Eight Facts About the minds of teenagers parents should know
لكي يستطيع الآباء التعامل مع المراهقين يجب عليهم معرفة هذه الحقائق الثماني حول عقل المراهق.
ما يدور داخل عقل المراهق الإثارة، الغير عقلانية الصارخة و بدون أي سبب، و لديهم إحتياج عميق لكل من الإستقلالية الكاملة و الرعاية العاطفية. بعد مرحلة الطفولة، يحدث النمو المفاجئ الأكثر دراماتيكية في مرحلة المراهقة.
هنا 8 حقائق يجب على الآباء أن يعرفها عن طريقة تفكير أبنائهم المراهقين:
1- المراهقة هي فترة التطور الحرجة لدى الأبناء
هذه الفترة العمرية و التي تقع ما بين 11 و 19 سنة من العمر تعتبر أكثر مراحل التطور أهمية، ليس فقط في الشكل الخارجي للجسم و انما في طريقة التفكير. "الدماغ في نمو مستمر طوال الحياة. و لكن هناك نمو ملحوظ و أساسي للدماغ في فترة المراهقة."، كما قالت سارة جونسون، الاستاذ المساعد في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة أنثاء عرضها لموضوع علم الأعصاب في فترة سنوات المراهقة.
و قال شيريل فينشتاين، مؤلف كتاب "ما يدور في عقول المراهقين"، "تماما حينما يدخل المراهق في هذه الفترة الحرجة من التطور، تأتي مع هذه الفترة أيضاً المهارات المعرفية الجديدة و الكفاءات بشكل مفاجأ و متقطع.". و تقول البروفيسور جونسون: "يجب على الآباء و الأمهات أن يفهمو أنه مهما أصبح أبنائهم طولي القامة و مهما كبرت بناتهم في الشكل الخارجي إلا أنهم لا زالوا في فترة التطور و التي من شأنها أن تؤثر على بقية حياتهم"[1].
2- فترة ازدهار الدماغ
اعتقد العلماء في الماضي أن الأطفال لديهم عدد كبير من الخلايا العصبية و التي ترتب بشكل فعال و أكثر كفاءة على مدى السنوات الثلاث الأولى من حياتهم، و لكن اكتشفت دراسات تصوير الدماغ، مثل الدراسة التي نشرت في مجلة علم الأعصاب الطبيعية في عام 1999، أن النمو الشديد للأعصاب و ترتيبها للعمل بشكل فعال يحدث في الحقيقة قبل سن البلوغ، و تبلغ ذروتها عند البنات في سن الحادي عشر من أعمارهن و عند البنين في الثاني عشر من أعمارهم.
تجارب المراهقين - ابتداءا من قراءة روايات مصاصي الدماء و الروايات البوليسية و الرومانسية و انتهاءا بتعلم قيادة السيارات - تشكل هذه الفترة الرمادية من حياتهم، و غالبا ما يتبعون استراتيجية "استخدم أو اخسر" كما تقول جونسون. و يعتقد أن هذه التغيرات المتسارعة في هذه الفترة من العمر و التي تشمل التنظيم الهيكلي للدماغ و التفكير تستمر حتى سن 25 من العمر و باقي التغيرات الصغيرة على الدماغ تستمر طوال الحياة.
3- مهارات جديدة في التفكير
قالت جونسون، : "يصبح الدماغ في فترة المراهقة أكثر ترابطا و يكتسب قوة المعالجة، و يصبح لديهم القدرة على حساب الأمور و اتخاذ القرار اذا اعطيت لهم الفرصة (الوقت و المعلومات)". و لكن في خضم هذه اللحظات الحاسمة في حياتهم تتأثر قرارات المراهقين بعواطفهم، و السبب في ذلك يعود إلى إعتماد الدماغ في هذه المرحلة بشكل كبير على الشبكة العصبية في منطقة الدماغ و التي تعتمد في الأساس على العواطف و الأحاسيس، حيث بدأت هذه الشبكة العصبية في تطورها منذ الولادة و لا زالت الشبكة العصبية المنطقية في بداية تطورها، كما يقول فينشتاين.
"هذه الإزدواجية عند المراهقين من الممكن أن تكون مربكة للغاية للآباء و الأمهات"، تقول جونسون، و هذا يعني أن المراهقين في بعض الأوقات يفعلون أشياءا، مثل ركل الجدار أو قيادة السيارة بسرعة كبيرة. حيث ترتبط أفكارهم بعواطفهم بشكل كبير.
4- نوبات الغضب في فترة المراهقة
إن المراهقين في خضم اكتسابهم لمجموعة مذهلة من المهارات الجديدة، و خاصة ما يتعلق بالسلوك الإجتماعي و التفكير المجرد. و لكن ليس من الجيد استخدام هذه المهارات في هذه اللحظات، لذلك يجب عليهم اكتساب الخبرة و التجربة، فكما قلنا سابقا أن أفكارهم و اعتقاداتهم مبنية بالأساس على عواطفهم و لم يتم في هذه اللحظات تطور التفكير المعمق فأفكارهم لا زالت مجردة و لذلك تجدهم يغضبون بسرعة كبيرة اذا ما تواجهوا مع موقف ما و السبب في ذلك هو عدم القدرة على التعامل مع المواقف بحكمة و إنما يأخذون الأمور من جوانب عاطفية و اعتقادهم أن الغضب نوع من التعبير عن الذات و القوة.
و يقول فينشتاين :" انهم يتعاملون مع كم هائل من متغيرات المجتمع العاطفية و الإدراكية و لديهم قدرات لا زالت في طور النمو و التطوير. إنهم بحاجة إلى آبائهم - ذوي الحكمة و الخبرة في الحياة - لمساعدتهم و تعليمهم من خلال سلوكهم كالبقاء هادئين، الإستماع و عدم المقاطعة و يجب أن يكونوا نموذجا جيدا لهم.
5- عواطف جياشة
"سن البلوغ هو بداية للتغيرات الأساسية في النظام العاطفي في الدماغ"، تقول جونسون، هذا الجزء من الدماغ ليس مسؤولاً فقط عن تنظيم ضربات القلب و مستويات السكر في الدم و إنما أيضا يعتبر عاملا أساسيا حاسما في تشكيل الذكريات و العواطف. فضلا عن التغيرات الهرمونية التي تأثر على سلوك الفرد من ناحية الغضب و الخوف و الإثارة و الجاذبية الجنسية.
6- حساب المخاطر
هذه الفترة لدى المراهقين هي مرحلة حساسة جدا، حيث تزداد في هذه الفترة حب المغامرة و التحديات و اختبار و تجريب كثير من الأمور مثل تدخين السجائر، القفز بالحبل من الأماكن العالية بغرض التفاخر، قيادة السيارات بسرعات عالية. و في العمر 17 عاما و ما بعد ذلك يبدأ جزء من الدماغ المسؤول عن السيطرة و الإنفعالات بكبح بعض هذه الميول الإنفعالية. و لذلك يجب على الآباء توعية أبنائهم قبل بلوغهم سن المراهقة في كثير من الأمور و السلوكيات و توعيتهم بالمخاطر المحتملة.
7- لا زال وجود الآباء مهم جدا في هذه الفترة
وفقاً لفينشتاين، كشفت دراسة استقصائية أن 84 في المائة يتعلقون بأمهاتهم بشكل كبير و 89 في المائة يتعلقون بآبائهم بشكل كبير و أكثر من ثلاثة أرباع المراهقين يستمتعون بقضاء أوقاتهم مع والديهم.
واحدة من المهام في مرحلة المراهقة هي الخصوصية و الإنفصال جزئيا عن العائلة و البدأ ببعض الإستقلالية، كما يقول فينشتاين، و لكن هذا لا يعني أنهم ليسو بحاجة لآباء و الأمهات حتى و إن كانوا يقولون العكس. حيث يحتاجون في هذه الفترة الكثير من الدعم المادي و المعنوي من آبائهم.
8- الشعور بأنه الوحيد في هذا العالم و أن العالم ضيق جدا
التغيرات الهرمونية في سن البلوغ لها تأثيرات كبيرة على الدماغ، واحدة منها مسؤول عن التحفيز لإنتاج المزيد من مستقبلات هرمون الأوكسيتوسين. و غالبا ما يوصف هذا الهرمون باسم "هرمون الترابط"، حيث يأثر هذا الهرمون بشكل كبير على الجهاز الحوفي (العاطفي) في الدماغ و الجزء المسؤول عن الشعور الوعي الذاتي، مما يجعل المراهق الشعور بأنه مراقب وأن الجميع تنظر إليه و كأنه الوحيد في هذا العالم و تبدأ هذه المشاعر في عمر 15 عاماً. في حين تجعل هذه المشاعر المراهق يبدو أنانيا.
"هذه هي المرة الأولى التي يرون فيها أنفسهم في هذا العالم الكبير"، تقول جونسون، و هذا يعني أن الاستقلال الذاتي الكبير الخاص بهم قد فتح أعينهم على ما يكمن وراء اسرهم و وراء مدارسهم. يسألون أنفسهم ربما للممرة الأولى: ما هو نوع الشخص الذي أرغب في أن اكون و ما نوع المكان الذي أن يكونه العالم؟