وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الأحد

مقدمة في الترتيل والتجويد I


المقدمة
الحمد لله الذي أنعم على نبيه بالنصرة والتأييد، وبفصاحة اللسان والرأي السديد، وخصّه بالقرءانِ ذي النهج الرشيد، وجعل بيانه في الترتيل والتجويد. وأصلي وأسلم على من أنزل عليه القرءان بينات من الهدى والفرقان، صاحبِ البيان والتبيان، والدرر الفاخرات الحسان، وعلى ءاله الميامين وأصحابه الغُرّ المحجلين، وبعد:
فإنه لما انتشر الجهل بعلوم الدين عامّة، وبعلوم القرءان خاصة، وفشا اللحن واستبدَّ الوهن، وكثر الصحفيّون والمصحفيون، وقلّ الاهتمام بالعلوم من سائر الضروب والفنون، قمنا بنشر كتب العلم التي تُعنى بالعلوم الإسلامية عامة وبالعلم الضروري خاصة.
وعلم التجويد فرض كفاية، فينبغي تلقي هذا العلم من ذويه، إذ إن العلم لا يؤخذ إلا بالتلقي من الثقات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما العِلْمُ بالتَّعَلُّم" رواه الطبراني.
روى البخاري بالإسناد المتصل إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُكُمْ مَنْ تَعَلَّم القُرْءانَ وَعَلَّمَهُ"، وقال عليه الصلاة والسلام: "يا أبا ذر لأن تغدوَ فتتعلّمَ ءايةً من كتاب الله خيرٌ لك من أن تصلي مائة ركعة". الحديث، رواه ابن ماجه.
واللهَ نسأل أن يجعل في هذه الرسالة عميم النفع لكل من يشتغل بها، وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

باب في أسماء الأئمة القراء العشرة وأشهر رواتهم
1 ـ نافع المدني:
وهو نافع بن عبد الرحمٰن بن أبي نعيم الليثي، أحد القراء السبعة المشهورين، أخذ على سبعين من التابعين، توفي بالمدينة المنورة سنة 169هـ.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ قالون:
وهو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى المدني الملقب بقالون، أحد القراء المشهورين من أهل المدينة، ولد سنة 120هـ، وكان أصم يُقرأ عليه القرءان وهو ينظر إلى شفتي القارئ فيرد عليه اللحن والخطأ، توفي بالمدينة المنورة سنة 220هـ.
ب ـ ورش:
وهو عثمان بن سعيد بن عبد الله المصري، أحد كبار القراء المشهورين، ولد بمصر سنة 110هـ، انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، توفي بمصر سنة 197هـ.
2 ـ ابن كثير المكي:
هو عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله الدّاري المكي، أحد القراء السبعة. ولد بمكة سنة 45هـ، وتوفي بها سنة 120هـ.
وأشهر الرواة عنه.
أ ـ البَزّي:
هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع ابن أبي بَزّة، وهو أكبر من روى قراءة ابن كثير، ولد بمكة سنة 170هـ، وانتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة، وكان مؤذن المسجد الحرام. توفي بها سنة 250هـ.
ب ـ قُنبل:
هو محمد بن عبد الرحمٰن بن محمد بن خالد بن سعيد المخزومي أحد القراء السبعة، ولد سنة 195هـ، انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل إليه الناس من جميع الأقطار توفي بمكة سنة 291هـ.
3 ـ أبو عمرو البصري:
هو زَبّان بن العلاء بن عمار التميمي المازني البصري، من أئمة اللغة والأدب، وأحد القراء السبعة، ولد بمكة سنة 68هـ، ونشأ بالبصرة، وتوفي بالكوفة سنة 154هـ.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ الدُّوري:
هو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي الدوري، النحوي، البغدادي: إمام القراءة في عصره، له عدة تآليف، توفي سنة 246هـ.
ب ـ السُّوسي:
هو صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود السوسي كان مقرئًا، ضابطًا، ثقة، توفي سنة 261هـ بالرقة.
4 ـ عبد الله بن عامر:
هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليَحصبي المُكنى بأبي عمران ويُكنى بأبي عمرو أيضًا لكن الأصح بأبي عمران الشامي المكنى بأبي عمران ويكنى بأبي عمرو أيضًا لكن الأول أصح، وهو من التابعين وأحد القراء السبعة المشهورين، وكان إمام أهل الشام، أمَّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في أيام الخليفة عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه وكان الخليفة يأتم به. جمع بين الإمامة والقضاء، ومشيخة الإقراء بدمشق. توفي بدمشق سنة 118هـ.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ هشام:
وهو هشام بن عمار بن نُصَير بن مَيسَرَة السُّلَمي الدمشقي، ولد سنة 153هـ، وتوفي سنة 245هـ، له كتاب "فضائل القرءان".
ب ـ ابن ذَكْوان:
هو عبد الله بن أحمد بن بشر ـ ويقال: بشير ـ ابن ذكوان القرشي، الدمشقي. ولد سنة 173هـ، وكان شيخ الإقراء بالشام، وإمام الجامع الأموي، وانتهت إليه مشيخة الإقراء بدمشق. توفي بها سنة 242هـ.
5 ـ عاصم الكوفي:
هو عاصم بن أبي النَّجُود الكوفي، الأسدي أبو بكر، أحد التابعين والقراء السبعة المشهورين، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة، ورحل إليه الناس للقراءة، توفي سنة 127هـ.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ شعبة:
وهو شعبة بن عَيَّاش بن سالم الأَسَدِي الكوفي أبو بكر. من مشاهير القراء، ولد سنة 95 هـ عرض القراءة على عاصم أكثر من مرة، وعلى عطاء بن السائب، توفي سنة 193هـ بالكوفة.
ب ـ حفص:
هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأَسَدي الكوفي، قارئ أهل الكوفة، ولد سنة 90هـ وكان أعلمَ أصحاب عاصم بقراءة عاصم، توفي سنة 180هـ.
6 ـ حمزة الكوفي:
هو حمزة بن حبيب بن عُمَارة بن إسماعيل الكوفي، أحد القراء السبعة. ولد سنة 80هـ، وأدرك بعض الصحابة بالسن فلعله رأى بعضهم، توفي سنة 156هـ.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ خَلَف:
وهو خلف بن هشام بن ثَعْلب الأسدي البغدادي أبو محمد. ولد سنة 150هـ أخذ القراءة عرضًا عن سُليم بن عيسى وعبد الرحمٰن بن حماد عن حمزة، وقد اختار لنفسه قراءة انفرد بها، فيعد من العشرة كما سيأتي. توفي سنة 229هـ.
ب ـ خَلاَّد:
هو خلاد بن خالد الشيباني الصَّيرَفي، ولد سنة 119هـ، وقيل غير ذلك. كان إمامًا في القراءة ثقة عارفًا، توفي سنة 220هـ في الكوفة.
7 ـ الكِسَائي الكوفي:
هو علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي، أحد أئمة اللغة والنحو وأحد القراء السبعة المشهورين، له تصانيف عديدة، توفي سنة 189هـ.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ الليث:
هو الليث بن خالد المَرْوَزِي البغدادي أبو الحارث، وهو من أجل أصحاب الكِسَائي، كان ثقة ضابطًا، توفي سنة 240هـ.
ب ـ الدُّوري:
وقد تقدمت ترجمته في ترجمة أبي عمرو البصري، لأنه روى عنه وعن الكسائي.
8 ـ أبو جعفر المدني:
هو يزيد بن القَعقَاع المخزومي المدني أبو جعفر، أحد القراء العشرة ومن التابعين. كان إمام أهل المدينة في القراءة، توفي في المدينة سنة 130هـ، وقيل 132هـ.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ عيسى بن وَردَان:
هو عيسى بن وَردَان المدني أبو الحارث، من قدماء أصحاب نافع، قرأ عليه ثم عرض القراءة على أبي جعفر. توفي سنة 160هـ.
ب ـ ابن جَمَّاز:
هو سليمان بن مسلم بن جَمَّاز المدني، أبو الربيع. قرأ القراءة عرضًا على أبي جعفر، ثم عرض على نافع، توفي بعد سنة 170هـ.
9 ـ يعقوب البصري:
هو يعقوب بن إسحق بن زيد الحضرمي البصري أبو محمد، أحد القراء العشرة. ولد بالبصرة كان مقرئ البصرة، وله تصانيف عديدة، توفي سنة 205هـ.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ رُوَيس:
هو محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري أبو عبد الله، من أكبر أصحاب يعقوب. كان حاذقًا وإمامًا في القراءة، ضابطًا. توفي بالبصرة سنة 238هـ.
ب ـ رَوْح:
هو روح بن عبد المؤمن الهُذَلي البصري النحوي، أبو الحسن. كان من أجل أصحاب يعقوب وأوثقهم. توفي سنة 234هـ وقيل 235هـ.
10 ـ خلف:
تقدمت ترجمته باعتباره راويًا عن حمزة.
وأشهر الرواة عنه:
أ ـ إسحق:
هو إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله الوَرَّاق المروزي، أبو يعقوب. قرأ على خلف وقام به بعده. توفي سنة 256هـ.
ب ـ إدريس:
هو إدريس بن عبد الكريم الحدَّاد البغدادي، أبو الحسن. قرأ على خلف روايته. وهو إمام متقن ثقة. توفي سنة 292هـ.
تنبيه: أجمع الأصوليون والفقهاء وغيرهم على أنه لم يتواتر شىء مما زاد على العشرة.
والحاصل: أن السبع متواترة اتفاقًا، والثلاثة "أبو جعفر" و"يعقوب"، و"خلف" صحيحة على القول الصحيح المختار، وأن الأربعة بعدها "محمد بن  عبد الرحمٰن بن مُحيصن المكي (توفي سنة 123هـ)، و"يحيى بن المبارك اليزيدي (توفي سنة 202هـ)، و"الحسن بن أبي الحسن يسار البصري (توفي سنة 110هـ)، و"سليمان ابن مِهران الأعمش الكوفي (توفي سنة 148هـ) شاذة اتفاقًا.

المشاركات الشائعة