قُصَّةُ الطِّفْلِ وَشَجِرَةِ التُّفَّاحِ يُحكي أَنّهُ فِي يَوْمِ مِنَ الْأيَّامِ كَانَتْ هُنَاكَشَجِرَةُ تُفَّاحٍ كَبِيرَةٍ فَارِعَةٍ الْأَغْصَانَ، مُمْتَلِئَةُ الثَّمَرِ، قَوِيَّةُ الْجَذَعِوَالْأَغْصَانِ، وَبِجَانِبِ الشَّجِرَةِ هُنَاكَ طِفْل دَائِمَا قَرِيبُ مِنهَا، يَلْعَبُوَيَلْهُو، وَيَتَسَلَّقُ عَلَى أَغْصَانهَا، وَيَأْكَلَ مِنْ ثِمَارهَا، وَإِذَا تَعَبِ مِنَ اللُّعَبِنَامَ تَحْتهَا مستظلاً بِظِلَالِهَا وَأَغْصَانِهَا الْكَبِيرَةِ، وَكَانَ هَذَا بِشَكْلٍيَوْمِيٍّ.
مَرَّتْ الْأيَّامُ وَكبرُ الطِّفْلِ وَاِنْشَغَلَ عَنِ الشَّجِرَةِ فَتَوَقُّفٍ عَنِ الذَّهَابِإِلَيهَا، وَلَكِنّهُ عَادَ يَوْمَا إِلَيهَا وَهُوَ حَزِينٌ، فَطَلِبَتْ مِنهُ الشَّجِرَةُ اللّعبُمَعهَا، فَقَالَ الْوَلَدُ، أَنَا لَمْ أَعِدْ صَغِيرَا وَإِنّي بِحَاجَةٍ لِبَعْضُ النُّقُودِ لِكَيْأَشْتَرِيَ بَعْضُ الْحَاجَِيَاتِ، فَقَالَتْ لَهُ أَنَا لَا يُوجِدَ مَعي نُقُود ؛ وَلَكُنَّ خُذَّثَمَرُ التُّفَّاحِ مِنْ أَغْصَانِيٍّ، وَقُمْ بِبِيَعِهِ، وَاُسْتُخْدِمَ الْأَرْبَاحُ لِتَشْتَرِي مَاتُرِيدُهُ، فَجُمِعَ الْوَلَدُ كُلُّ ثِمَارهَا وَأخْذَهَا وَهُوَ سَعِيدُ وَغَادِرُهَا وَلَمْ يَعِدْ،فَبَاتَتْ الشَّجِرَةُ حَزِينَةٌ.
بَعْدَ أَعَوَّامٍ عَادَ الطِّفْلُ، وَكَالْْعَادَةِ قَالَتْ لَهُ الشَّجِرَةُ تُعَالُ وَالْعُبُّ مَعي،فَقَال لِهَا لِقَدْ أَصْبَحَتْ رَجُلَا كَبِيرًا، وَلَدي عَائِلَةٍ أَنَا مَسْؤُولٌ عَنهَا،وَأَحْتَاجُ لِبِنَاءِ بَيْتٍ، هَلْ تَسْتَطِيعِينَ مُسَاعِدَتَي؟، فَقَالَتْ لَهُ أَنَا لَا أَمَلُكَبَيْتَا وَلَكُنَّ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ أَغْصَانَيْ كَمَا تُشَاءَ، لِتَبَّنِي بَيْتُكَ،فَفَعَلَ الرَّجُلُ وَأَخَذَ الْأَغْصَانُ وَغَادِرٌ وَهُوَ مَسْرُورٌ.
[ ٢] الْحكمةَ الْمُسْتَفادَةَ مِنَ الْقُصَّةِ:
يَجِبُ تَقْديرُ كُلُّ النُّعْمِ الَّتِي تَمْنَحُهَالَنَا الْحَيَاةُ، كَنعمةِ الْوَالِدِينَ، وَنعمة الصِّحَّةِ، وَنعمة جِمَالِ الطَّبِيعَةِوَعَطَائِهَا، وَعَلَينَا الْمُحَافَظَةَ عَلَى هَذِهِ النُّعْمَ بِاِسْتِمْرَارٍ، فَشِبْهُ الْكَاتِبِالشَّجِرَةِ بِالْأُمِّ الَّتِي تَبْقَى تُرْعَى طِفْلُهَا حَتَّى يَكْبَرُ، وَتُفَنِّي حَيَّاتُهَا كُلّهَافِي تَوْفِيرِ اِحْتِيَاجَاتِهِ وَتَقَدُّمٍ لَهُ كُلَّ مَا يحتاجه كُلُّ لَمَّا لَجَأَ إِلَيهَا،حَتَّى تَنْفُذَ كُلُّ طَاقَاتِهَا وَتُصْبَحْ غَيْرُ قَادِرَةٍ عَلَى الْعَطَاءِ، فَيَكْبَرُ هَذَاالطِّفْل وَيُصَبِّحُ شَابًّا ثُمَّ رَجُلًا ثُمَّ عَجُوزًا كَهَلّا وَلَمْ يَدُرْكَ قَيِّمَةُ وَالِدِيهِإلا عَنْدَمًا يَفْقِدَ كُلَّ شُيِّئَ، وَيَحْتَاجَ الرَّاحَةُ فَيَلْجَأُ إِلَيهُمْ مِنْ جَديدٍ لِأَنّهُيَعْلَمُ أَنَّ الْوَالِدِينَ هُمْ مُصْدِرُ الرَّاحَةِ.
يَجِبُ تَقْديرُ كُلُّ النُّعْمِ الَّتِي تَمْنَحُهَالَنَا الْحَيَاةُ، كَنعمةِ الْوَالِدِينَ، وَنعمة الصِّحَّةِ، وَنعمة جِمَالِ الطَّبِيعَةِوَعَطَائِهَا، وَعَلَينَا الْمُحَافَظَةَ عَلَى هَذِهِ النُّعْمَ بِاِسْتِمْرَارٍ، فَشِبْهُ الْكَاتِبِالشَّجِرَةِ بِالْأُمِّ الَّتِي تَبْقَى تُرْعَى طِفْلُهَا حَتَّى يَكْبَرُ، وَتُفَنِّي حَيَّاتُهَا كُلّهَافِي تَوْفِيرِ اِحْتِيَاجَاتِهِ وَتَقَدُّمٍ لَهُ كُلَّ مَا يحتاجه كُلُّ لَمَّا لَجَأَ إِلَيهَا،حَتَّى تَنْفُذَ كُلُّ طَاقَاتِهَا وَتُصْبَحْ غَيْرُ قَادِرَةٍ عَلَى الْعَطَاءِ، فَيَكْبَرُ هَذَاالطِّفْل وَيُصَبِّحُ شَابًّا ثُمَّ رَجُلًا ثُمَّ عَجُوزًا كَهَلّا وَلَمْ يَدُرْكَ قَيِّمَةُ وَالِدِيهِإلا عَنْدَمًا يَفْقِدَ كُلَّ شُيِّئَ، وَيَحْتَاجَ الرَّاحَةُ فَيَلْجَأُ إِلَيهُمْ مِنْ جَديدٍ لِأَنّهُيَعْلَمُ أَنَّ الْوَالِدِينَ هُمْ مُصْدِرُ الرَّاحَةِ.