وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الثلاثاء

*أقسام العباد في سفرهم إلى ربهم*



  *طريق الهجرتين .. وباب السعادتين* 
 للإمام : ابن القيم الجوزية 
   *أقسام العباد في سفرهم إلى ربهم*


  العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها إلى ربه، ومدة سفره هي عمره الذي كتب له  فالعمر هو مدة سفر الإنسان في هذه الدار إلى ربه، ثم قد جعلت الأيام والليالي مراحل لسفره: 
🔅 فكل يوم وليلة مرحلة من المراحل، فلا يزال يطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي السفر.

*فالكيس الفطن هو الذي يجعل كل مرحلة نصب عينيه فيهتم بقطعها سالماً غانماً*

  *ثم الناس في قطع هذه المراحل قسمان: *

 فقسم قطعوها مسافرين فيها إلى دار الشقاء، 

فكلما قطعوا منها مرحلة قربوا من تلك الدار وبعدوا عن ربهم وعن دار كرامته

 ⇦ فقطعوا تلك المراحل بمساخط الرب ومعاداته ومعاداة رسله وأوليائه ودينه والسعي في إطفاء نوره وإبطال دعوته وإقامة دعوة غيرها، 

 فهؤلاء جعلت أيامهم يسافرون فيها إلى الدار التي خلقوا لها واستعملوا بها، فهم مصحوبون فيها بالشياطين الموكلة بهم يسوقونهم إلى منازلهم سوقاً

 كما قال تعالى: "ألَمْ تَرَ أنَّا أرْسَلْنَا الشَّيَاطينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تُؤُزُّهُمْ أزّاً" (مريم:83) 

⇦أي تزعجهم إلى المعاصي والكفر إزعاجاً وتسوقهم سوقاً.
 القسم الثاني قطعوا تلك المراحل سائرين فيها إلى الله وإلى دار السلام. 

•°•  وهم ثلاثة أقسام •°• 

🔆•• ظالم لنفسه، 
🔆•• ومقتصد، 
🔆•• وسابق بالخيرات بإذن الله. 

 وهؤلاء كلهم مستعدون للسير موقنون بالرجعى إلى الله، ⇦ولكن متفاوتون في التزود وتعبئة الزاد واختياره وفي نفس السير وسرعته وبطئه.

*فالظالم لنفسه*
•• مقصر في الزاد غير آخذ منه ما يبلغه المنـزل لا في قدره ولا في صفته، بل مفرد في زاده الذي ينبغي له أن يتزوده، ⇦ ومع ذلك فهو متزود ما يتأذى به في طريقه، ويجد غب أذاه إذا وصل المنـزل بحسب ما تزود من ذلك المؤذي الضار.

*والمقتصد*

••  اقتصر من الزاد على ما يبلغه، ولم يشدَّ مع ذلك أحمال التجارة الرابحة، ولم يتزود ما يضره، فهو سالم غانم ⇦ لكن فاتته المتاجر الرابحة وأنواع المكاسب الفاخرة.

*والسابق بالخيرات *

 همه في تحصيل الأرباح وشد أحمال التجارات لعلمه بمقدار الربح الحاصل، ⇦ فيرى خسراناً أن يدخر شيئاً مما بيده ولا يتجر به، 

 فيجد ربحه يوم يغتبط التجار بأرباح تجاراتهم، فهو كرجل قد علم أن أمامه بلدة الدرهم يكسب فيها عشرة إلى سبعمائة وأكثر، ⇦ وعنده حاصل وله خبرة بطريق ذلك البلد وخبرة بالتجارة 

 فهو لو أمكنه بيع ثيابه وكل ما يملك حتى يهيئ به تجارة إلى ذلك البلد لفعل، 

 فهكذا حال السابق بالخيرات بإذن الله يرى خسراناً بيناً أن يمر عليه وقت في غير متجر. 

فنذكر بعون الله وفضله نبذة من متاجر الأقسام الثلاثة ليعلم العبد من أي التجار هو:


*أحوال الظالم لنفسه*

⇦ فأما الظالم لنفسه فإنه إذا استقبل مرحلة يومه وليلته استقبلها وقد سبقت حظوظه وشهواته إلى قلبه🍂 فحركت جوارحه طالبة لها، 

⇦ فإذا زاحمها حقوق ربه فتارة وتارة فمرة يأخذ بالرخصة ومرة بالعزيمة، ومرة يقدم على الذنب وترك الحق تهاوناً ووعداً بالتوبة. 

 فهذا حال الظالم لنفسه مع حفظ التوحيد والإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر والتصديق بالثواب والعقاب. 

•• فمرحلة هذا مقطوعة بالربح والخسران وهو للأغلب منهما، فإذا ورد القيامة ميز ربحه من خسرانه وحصّل ربحه وحده وخسرانه وحده، وكان الحكم للراجح منهما، وحكم الله من وراء ذلك لا يعدم منه فضله وعدله.


*أحوال المقتصدين*

🍂⇦وأما المقتصدون فأدوا وظيفة تلك المرحلة ولم يزيدوا عليها ولا نقصوا منها، 

•• فلا حصلوا على أرباح التجار ولا بخسوا الحق الذي عليهم. 

✨⇦ فإذا استقبل أحدهم مرحلة يومه استقبلها بالطهور التام والصلاة التامة في وقتها بأركانها وواجباتها وشرائطها، 

✨⇦ ثم ينصرف منها إلى مباحاته ومعيشته وتصرفاته التي أذن الله فيها مشتغلاً بها قائماً بأعيانها مؤدياً واجب الرب فيها، غير متفرغ لنوافل العبادات وأوراد الأذكار والتوجه، فإذا حضرت الفريضة الأخرى بادر إليها كذلك حاله الأول. 

🔆•• فهو كذلك سائر يومه. فإذا أكملها انصرف إلى حاله الأول فهو كذلك سائر يومه

 ⇦ فإذا جاء الليل فكذلك إلى حين النوم يأخذ مضجعه حتى ينشق الفجر فيقوم إلى غذائه ووظيفته، 

⇦ فإذا جاء الصوم الواجب قام بحقه، 

⇦ وكذلك الزكاة الواجبة والحج الواجب، 

⇦ وكذلك المعاملة مع الخلق يقوم فيها بالقسط، لا يظلمهم ولا يترك حقه لهم.

🔑✨* أحوال السابقةن بالخيرات*✨🔑

🔆🔅وأما السابقون بالخيرات فهم نوعان:

 أبرار ومقربون. 

👌🏻 وهؤلاء الأصناف الثلاثة هم أهل اليمين، 

وهم المقتصدون والأبرار والمقربون. 

🍂⇦ وأما الظالم لنفسه فليس من أصحاب اليمين عند الإطلاق وإن كان مآله إلى أصحاب اليمين، 

⇦ كما أنه لا يسمى مؤمناً عند الإطلاق وإن كان مصيره ومآله مصير المؤمنين بعد أخذ الحق منه.

🔶 وقد اختلف في قوله: "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ" (فاطر:33) الآية.

 ⇦ هل ذلك راجع إلى الأصناف الثلاثة: الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات، أو يختص بالقسمين الأخيرين وهما المقتصد والسابق دون الظالم، على قولين: ...


  وصل اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم‏ 


 يا رب تجعلنا من السابقين الى الخيرات وتجعلنا من اهل اليمين.. ووالدينا واهلينا والمسلمين اجمعين.

المشاركات الشائعة