قصة ثعلبة بن عبد الرحمن الذي رأى امرأة تغتسل فمات من خوف الله
من هو ثعلبة بن عبد الرحمن؟
كان ثعلبة بن عبد الرحمن غلامًا يتيمًا من الأنصار، عاش في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. اتّصف بالتقوى والصلاح، وكان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم ويخدمه.
القصة:
أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في يومٍ من الأيام في حاجة له من أسواق المدينة. وفي طريقه، مرّ ثعلبة ببيت أحد الأنصار، فسمع صوت امرأة تغتسل. فجاءت هبة الرياح وحركت الستر، فظهرت له المرأة عارية.
شعور ثعلبة:
شعر ثعلبة بن عبد الرحمن بخوف شديد ورهبة من الله تعالى، لكبر ذنبه الذي اقترفه بالنظر إلى امرأة عارية دون إذنها. وتصور نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بسببه، فخشي العقاب من الله تعالى.
هروبه:
لم يتحمل ثعلبة هول ما اقترفه، فخرج هارباً على وجهه، تاركًا المدينة وراء ظهره. ذهب إلى جبالٍ بين مكة والمدينة، ودخل كهفًا فيها.
البحث عنه:
قلق النبي صلى الله عليه وسلم لغياب ثعلبة، فأرسل بعض الصحابة للبحث عنه في المدينة، فلم يعثروا له على أثر. وبعد أربعين يومًا، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالبحث عنه في الفلوات.
عثوره:
عثر بعض البدو على ثعلبة في الكهف، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم. ذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بعض الصحابة، فسألوه عن سبب هروبه، فأخبرهم بما حدث.
وفاته:
عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بِما حدث، نزل عليه الوحي بقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَلَا يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ".
فقال ثعلبة: "هَلَكْتُ!". ومات من شدة خوفه ورهبته من الله تعالى.
الدروس المستفادة من القصة:
تقوى الله تعالى: تُظهر هذه القصة عظم تقوى الله تعالى عند الصحابة رضوان الله عليهم، وخوفهم من معصيته حتى لو كانت المعصية صغيرة.
الحذر من النظر المحرم: تُحذّر هذه القصة من النظر المحرم، لما له من آثار سيئة على النفس، فقد يؤدي إلى الوقوع في المعصية والعقاب من الله تعالى.
التوبة النصوح: تُبين هذه القصة فضل التوبة النصوح، وأنّ الله تعالى يغفر الذنوب لعباده إذا تابوا توبةً نصوحًا.
ملاحظة:
يُذكر أنّ بعض العلماء يرى أنّ قصة ثعلبة بن عبد الرحمن ضعيفة السند، وأنّ ما ورد فيها من نزول الوحي غير صحيح.
المصادر: