سبب نزول جبريل بـ (المعوذتين)
وكان الذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان،
فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ويرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن وجعل يدور ولا يدري ما عراه،
فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه
فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟
قال: طب
قال: وما طب؟
قال: سحر
قال: ومن سحره؟
قال: لبيد بن أعصم اليهودي
قال: وبم طبه؟
قال: بمشط ومشاطة
قال: وأين هو؟
قال: في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان.
والجف: قشر الطلع والراعوفة: حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح.
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا عائشة ما شعرت أن الله أخبرني بدائي، ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا وتر معقد فيه أحد عشر عقدة مغروزة بالإبر، فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال، وجعل جبريل عليه السلام
يقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين الله يشفيك.
فقالوا: يا رسول الله أو لا نأخذ الخبيث فنقتله
فقال: أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شراً.