وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

     .. سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". **** وعن أبي هريرة و أبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر *** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ لخمس ما أثقلَهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه ***

ad

الخميس

قصة أصحاب الجنة







قصة أصحاب الجنة
إِنَّا بَلَوۡنَـٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّہَا مُصۡبِحِينَ (١٧) وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ (١٨) فَطَافَ عَلَيۡہَا طَآٮِٕفٌ۬ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآٮِٕمُونَ (١٩) فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ (٢٠) فَتَنَادَوۡاْ مُصۡبِحِينَ (٢١) أَنِ ٱغۡدُواْ عَلَىٰ حَرۡثِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰرِمِينَ (٢٢) فَٱنطَلَقُواْ وَهُمۡ يَتَخَـٰفَتُونَ (٢٣) أَن لَّا يَدۡخُلَنَّہَا ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكُم مِّسۡكِينٌ۬ (٢٤) وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٍ۬ قَـٰدِرِينَ (٢٥) فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ (٢٦) بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ (٢٧) قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ (٢٨) قَالُواْ سُبۡحَـٰنَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ (٢٩) فَأَقۡبَلَ بَعۡضُہُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ۬ يَتَلَـٰوَمُونَ (٣٠) قَالُواْ يَـٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَـٰغِينَ (٣١) عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرً۬ا مِّنۡہَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٲغِبُونَ (٣٢) كَذَٲلِكَ ٱلۡعَذَابُ‌ۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأَخِرَةِ أَكۡبَرُ‌ۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ


 هذه القصة محورها يتصل اشد الاتصال بحياة كل مسلم فما من مسلم الا وساق الله له من الشدائد ما ساق
القصة بحد ذاتها لها اثار جميله على النفس البشريه ولذلك كثر ورودها في الايات القرانيه كثيرا والسبب لان القصه تغرس مبادي الخير اذا كان محورها يدور حوله فتزرع في النفوس الخير بسهوله دون قصد وبدون شعور لانها القصة تتسلل منها معاني الخير في النفس من حيث لايشعر صاحبها و بدون قصد
هذه القصه تحدثنا عن خلق من اخلاق اهل النار هذه القصة تحدثنا عن خلق تدعوا الملائكة على صاحبه كل صباح ومساء ((مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ؛ إلا مَلَكانِ يَنْزِلان، يقول أحدُهما: اللهم أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، ويقول الآخر: اللهم أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً))
[أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة]
2- اما قصة اصحاب الجنة فكانت لرجل من اهل اليمن من اهل الكتاب لانه كان قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لازال باليمن بقايا من اليهود والنصارى وهذا الرجل الصالح من اهل الكتاب وكان في قرية يُقال لها: "ضَرَوان" على سِتَّة أميال من صَنعاء، عاش هناك وكانت له جَنَّة فيها من كل الثمرات وكان هذا الرجلُ الصالح لا يُدخِل بيتَه ثمرةً منها حتى يقسمَ الثمار ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمساكين، وقسم لأهل بيته، وقسم يردُّه في المحصول؛ لِيزرعَ به الأرض؛ لذلك بارك الله له في رِزْقه وعياله.فلمَّا مات الشيخ ووَرِثه بَنُوه - وكان له خمسة من البنين - فحَملت جنَّتُهم في تلك السَّنة التي هلَك فيها أبوهم حملاً لم تكن حملَتْه مِن قبل ذلك فلمَّا نظروا إلى الفضل طَغَوا وبَغَوا، وقال بعضُهم لبعض: لقد كان أبونا أحْمَق؛ إذْ كان يَصرِف من هذه الثمار للفقراء، دَعُونا نتعاهد فيما بيننا ألاَّ نُعطيَ أحدًا من فقراء والمساكين في عامِنا هذا شيئًا؛ حتى نَستَغنِيَ وتَكثر أموالنا فقال اوسطهم أي اعقلهم واقرب الابناء شبها بابيه الصالح سيروا فيها بسيرة ابيكم فرفضوا
وهذا الامر يتكرر في كل عصر كان هناك شجرة ليمون في بيتٌ من بيوت الشام القديمة، تحمِلُ من الثمرات ما لا يُعَدّ ولا يُحصى، و يوجد في هذا البيت امرأةٌ صالحة، فكلَّما طُرق باب هذا البيت وطُلِب منهم ثمرة من هذه الثمار قدمتها، وكأن هذه الشجرة وقفٌ لأهل الحيّ، فماتت هذه المرأة الصالحة وجاءت من بعدها زوجة ابنها الشابَّة، فلمَّا طُرِق الباب وطلب الطارق ثمرةً من هذه الثمار طردته ومنعته، وبعد حين يَبِسَت هذه الشجرة وماتت. فذا كان بين يديك شيء ثمين وينفع الناس فاياك ثم اياك ان تمنعهم عن نفعهم به لانك اذا فعلت ذلك اخذ منك وحوله الى غيرك
3- اذا اقسموا ليصرمنهما مصبحين
اول نقطة في قصة أصحاب الجنة انهم أقسموا ليصرمونها مصبحين ولا يستثنون
اجتمعوا وتشاوروا وتحاوروا ثم قرروا واقسموا ليصرمنها مصبحين
4- ولا يستثنون قيل ولا يستثنون نصيب الفقراء وقيل ولا يستثنون حتى كلمة ان شاء الله فلم يقولوها
5- فطاف عليها طائف من ربك
الطائف قيل ضريب وقيل صقيع موجة صقيع في دقائق وقيل نار احرقت الجنة لان النية السيئه بينها وبين السلوك علاقه فلما بيت اصحاب الجنة النية السيئة عاقبهم الله فنيتهم بعدم إطعام المسكين أتلف محصولهم كله
هي هكذا الجزاء من جنس العمل من اكرم الناس اكرمه الله ومن حرمهم حرمه الله ومن منعهم منعه الله
فالطائف موجود في كل عصر فطائف التجار قد يسلط الله عليهم حرائق ففي الحديث وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : (( ما خالطت الصدقة أو قال الزكاة مالا إلا أفسدته )) رواه البزار والبيهقي فالتجار معرضين للعقوبات مثل الضرائب ومثل الحرائق او مصادرة بعض البضائع او تاتي بضاعه غير التي اشتراها
واما طائف المزارعين فهناك فيضانات ورياح تقتلع الزروع والاشجار وهناك افات كالذباب والعناكب والحشرات والضريب او موجه صقيع
يقول احد المشائخ جاءت في الغوطة وهي بلدة بسوريا على مزارع المشمش فاهلكتها وفي احدى بلاد الشام قبل خمسين عاما جاءت موجة جراد اكلت الاخضر واليابس الا مزرعه بقيت على نضرتها وخضرتها فقال اصحاب المزارع الاخرى لماذا سلمت مزرعتك من الجراد ما السر في ذلك فقال السر في الدواء فقالوا الا تتقي الله وتخفي عنا الدواء فقال انه الزكاة
سئل احد العلماء هل في العسل زكاة فقال نعم فقال طيب اذا لم ازكي فقال العقاب جاهز القراد ياكل النحل والشمع
لقد قرأت مرَّةً أن زارعي البرتقال في أمريكا أرادوا إتلافه للحفاظ على الأسعار المرتفعة، فقد خافوا من هبوط الأسعار فأرادوا إتلاف هذا المحصول، فتسلل الزنوج الفقراء تحت الأسلاك الشائكة ليأكلوا هذا البرتقال الطيِّب الذي أراد أصحابه إتلافه، و في العام القادم فعلوا الشيء نفسه ولكن مع تسميم هذا المحصول لئلا ينتفع منه إنسان، فهذا هو الكافر.. شحيح دائماً..
﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ﴾
وفي أستراليا أيضاً قبل عدّة أعوامٍ تمّ إعدام عشرين مليون رأس غنم بالرصاص، وحُفرت الحفر ودُفِن هذا العدد الكبير للحفاظ على أسعارها المرتفعة.. بينما هناك شعوبٌ قد أهلكتها المجاعات، ولا يُستبعد أن يكون أصحاب الأغنام في أستراليا هم أنفسهم أصحاب البقر الذي جنّ في إنكلترا، لأن العقاب كان شديداً، فقد توجب إحراق ثلاثة عشر مليون بقرة قيمتها ثلاثة وثلاثون مليار جنية إسترليني، فهذا هو الكافر..

6- فاصبحت كالصريم يقول ابن عباس أي صارت محترقه مثل الليل بينما الثمرة كبيرة تصغر وتنكمش ويتلف داخلها وتذبل اوراقها وتسود كانها محترقه
سبحان الله كم من انسان امسى ونام وهو يملك ما يملك واصبح وما يملك شيئا
كم من انسان كان يملك ثروات ولكن بسبب ذنوبه ضاع كل شي
كم من انسان كان يملك عقارات وسيارات وبسبب اكله للربا ضاع منه كل ما يملك
كم من انسان رفض او تهرب او تفنن في عدم اخراج الزكاة وضاع ماله كله كما حصل لاهل الجنة رفض ان يعطوا ثلثها فذهبت الحديقه كلها
فالله قد يؤدبه بذهاب مقدار الزكاه وبعضهم يؤدبه بذهاب نصف ماله وبعضهم يذهب ماله كله وهذا بحسب حكمة الله الله يعلم كيف يؤدب الشخص ورد في الاثر (إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك وإني أدبر لعبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير‏.‏)
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقاً قد كان هيىء له، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم } قد حرموا خير جنتهم بذنبهم
7- فتنادوا مصبحين الى ان قال فانطلقوا وهم يتخافتون أي يتسارون بالحديث الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين
العقوبه حصلت لهم بالليل بعدما بيتوا النية السيئه ثم بين الله لنا هنا كيف خرجوا من بيوتهم وهم مصرين على منع الفقراء وكيق كانوا يتناجون ويتسارون بالحديث حتى لا يشعر بهم الفقراء
8 وغدوا على حرد أي غدوا على منع للفقراء قادرين
9 – فلما راوها قالوا انا لضالون أي تائهون
10 –بل نحن محرمون
11- كذلك العذاب
هذه الكلمة كذلك العذاب يدور محور القصة عليها
لما كانت الخسارة كبيرة كانت سببا في عودتهم الى الله وكانت سببا في توبتهم وندمهم ومحاسبتهم لانفسهم وفي اقبالهم وندمهم
ولولا تأديب الله لهم لما كان هذا الكلام منهم ياويلنا انا كنا ظالمين كما قيل لولا هذه الشِدَّة لما كانت هذه الشَدَّة
قد تجد تسعين في المئة من توبه الناس كانت بسبب التضييق عليهم لان العذاب في الدنيا موظف للخير بعض الناس لايفكر في صلاة ولا طاعه عنده مال وقوة وصحه وجاه وابهة فما قال يوما يا رب فلما افلس قال يا الله
سئل بعض العلماء بعد ان مكث يدعوا الى الله عشرين سنة ما ملخص دعوتك فقال اذا لم تاتي الى الله مسرعا جاء بك اليه مسرعا بمعنى اخر اذا لم تاتي الى الله برجليك جاء بك على وجهك اصحاب الجنة قال لهم اخوهم لولا تسبحون فاقسموا ليصرمنها مصبحين فلما احرق الله جنتهم كلها وعاقبهم قالوا انا الى الله راغبون وقبلها كانوا لايقبلون النصح
شاب وزجته شاردان عن الله عاشا حياة التفلت معهم مال وجمال وصحه وهما ينتقلان من مكان الى مكان ومن بلد الى بلد ومن نزهة الى نزهته ولا يصلون ولا يصومون رزقهم الله بفتاة صغيرة من اجمل الناس صورة واحلاهم منطقا ملكت قلوبهم واصيبت بمرض خبيث فصاروا ينتقلون من طبيب الى طبيب ومن مستشفى الى مستشفى ومن تحليل الى تحليل ثم جاءتهم خاطره لو تبنا الى الله ودعوناه فلما تابا وانابا الى الله شفى هذه البنت ولو لم يستجبوا لهذا العلاج ﴿ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)﴾

دروس وعبر من قصة اصحاب الجنة
1- لو ان الله اخر العقاب الى يوم القيامة لهلك كثير من الناس ففي الحديث عن انس وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله إذا أراد بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عنه حتى يوافى يوم القيامة بذنبه) رواه الترمذي السنن رقم 2396 وهو في صحيح الجامع رقم 308 وعن عَبْد اللَّهِ بْن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَجَعَلَ يُلاعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ مَهْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً ذَهَبَ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَجَاءَنَا بِالإِسْلامِ فَوَلَّى الرَّجُلُ فَأَصَابَ وَجْهَهُ الْحَائِطُ فَشَجَّهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عَيْرٌ رواه أحمد رحمه الله المسند 4/87 والحاكم في المستدرك 1/349
2- اقول لكم ولكل من يتهرب من اخراج الزكاة هل سمعتم برجل تدعوا عليه الملائكة صباحا مساء وبما تدعوا عليه تدعوا عليه بتلف ماله
3- قصة اصحاب الجنة رسالة من الله يذكر بها الناس وان كل من ينفق ماله في سبيل الله ويعطي حق الفقراء فان الله يبارك له في ماله واهله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان ، فتنحّى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حَرّة ، فإذا شَرجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبّع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته ، فقال له : يا عبد الله ، ما اسمك ؟ ، قال : فلان ، للاسم الذي سمع في السحابة ، فقال له : يا عبد الله ، لم تسألني عن اسمي ؟ ، فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه ، يقول : اسق حديقة فلان - لاسمك - ، فما تصنع فيها ؟ ، قال : أما إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيها ثلثه ) رواه مسلم

4- كل امة تمنع الزكاة كل غني يبخل بماله كل من يتهرب من اخراج الزكاة فعقوبته الهلاك
5- اخطر لباس لباس الجوع والخوف لذلك ذكر الله قريش بنعمتين امنهم من خوف واطعمهم من جوع ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنه
6- احياننا يختار البعد حتفه بنفسه ويختار طريقة الموت ولو علم ان فيه حتفه لما اقدم مثل اصحاب الجنة ومثل من يكفر نعمة الله عليه السيارات ويفحط بها ويعبث يركب سيارة اخر مديل فلا يشكر نعمة الله فكم من قتيل قد اهلكته

 


الاثنين

وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها .. 3 رمضان

وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها .. 3 رمضان
---------------------------------------

في الثالث من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة توفيت سيدة نساء العالمين ابنة رسول الله فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، ودفنت بالبقيع ليلاً.

قال ابن كثير: وبعده بستة أشهر على الأشهر توفيت ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكنَّى بأم أبيها، وقد كان -صلوات الله وسلامه عليه- عهد إليها أنها أول أهله لحوقًا به، وقال لها مع ذلك: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة". وكانت أصغر بنات النبي على المشهور، ولم يبق بعده سواها، فلهذا عظم أجرها؛ لأنها أصيبت به [1].

وقد وردت كثير من الآثار التي تدلل على حب النبي لها؛ فقد كان إذا قدم من غزو أو سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه؛ ولهذا كان النبي يقول: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"[2].

وقد تزوجها ابن عمها علي بن أبي طالب بعد الهجرة، وذلك بعد بدر بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد ذلك بسبعة أشهر ونصف، فأصدقها درعه الحطمية وقيمتها أربعمائة درهم.

 وكان عُمرها إذ ذاك خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، فولدت له حسنًا وحسينًا ومحسنًا وأم كلثوم التي تزوج بها عمر بن الخطاب بعد ذلك.
وقد قال الإمام أحمد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي أن رسول الله لما زوّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدمٍ حشوها ليفٌ، وَرَحَيَيْنِ وسقاءٍ وجرَّتَيْنِ.

ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر الصديق، فغسّلتها هي وعلي بن أبي طالب وسلمى أم رافع.

 قيل: والعباس بن عبد المطلب، رضي الله عنهم أجمعين.

واختلف في مقدار سنها يومئذٍ فقيل سبع، وقيل ثمانٍ،

وقيل: تسع وعشرون.

وهي أول من ستر سريرها عند حمل جنازتها، وكان الذي صلى عليها زوجها عليٌُّ، 
وقيل: العباس، 
وقيل: أبو بكر الصديق.

----------------------------------

[1]ابن كثير: البداية والنهاية 6/365.

[2] ابن عبد البر: الاستيعاب 2/113.

الأحد

النقباء الإثني عشر

النقباء معنى التسمية ومدلولها:-
"النَّقِـيبُ: عَريفُ القوم، والجمعُ نُقَباءُ. والنَّقيب: العَريفُ، وهو شاهدُ القوم وضَمِـينُهم؛ ونَقَبَ عليهم يَنْقُبُ نِقابةً: عَرَف.

 وفي التنزيل العزيز: وبَعَثْنا منهم اثْنَيْ عَشر نَقِـيباً.

 قال أَبو إِسحق: النَّقِـيبُ في اللغةِ كالأَمِـينِ والكَفِـيلِ"

والمدلول الصحيح لتسمية النقباء ودورهم يتضح من المفهوم القرآني لكلمة النقباء عند ذكره لنقباء نبي الله موسى الاثني عشر في بني إسرائيل وهم القوم الذين أرسل إليهم موسى (ع)، وكذلك يتضح مفهوم النقباء من تشبيه الرسول (ص) لنقبائه الإثناعشر بحواريي المسيح عيسي بن مريم (ع).

فقد كان هؤلاء ضمناء من آمن من قومهم إلى جانب دورهم في تبليغ الرسالة ونقل ما أخذوه عن الرسول (ص) إلى غيرهم.

وهؤلاء النقباء الإثناعشر لخاتم الأنبياء (ص) كلهم من الأنصار : تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس

يذكرهم كما يلي :

أسماء النقباء الإثني عشر

من الأوس


- أُسيد بْن حُضير.

- أَبُو الهيثم مالك بْن التيّهان.

- سعد بْن خيثمة.

من الخزرج
- أَبُو أمامه أسعد بْن زرارة.

- رافع بْن مالك الزرقي.

- سعد بْن عبادة.

- المنذر بْن عَمْرو.

- البراء بْن معرور.

- سعد بْن الربيع.

- عَبْد اللَّه بْن رَواحة .

- عبادة بْن الصامت- ومنهم من يجعل مكانه خارجة بْن زَيْد-.

- عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَبُو «جَابِر بْن عَبْد اللَّه» .





أسماء النقباء الاثني عشر وتمام خبر العقبة

[ نقباء الخزرج ]
قال ابن هشام :

 من الخزرج :-
 فيما حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق المطلبي - :

أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج

وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج

وعبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس ( الأكبر ) بن مالك ( الأغر ) بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحادث بن الخزرج

ورافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج

 والبراء - بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشمبن الخزرج

 وعبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج

 وعبادة بن الصامت بن قيس ، بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج . 

قال ابن هشام : هو غنم بن عوف ، أخو سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج .

قال ابن إسحاق : وسعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج

والمنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج قال ابن هشام :

 ويقال : ابن خنيس

قصة أصحاب الأخدود "فاعتبروا يا أولي الأبصار"

قصة أصحاب الأخدود


فاعتبروا يا أولي الأبصار

عن صهيب -رضي الله عنه- أن رسول الله 

قال: 

"كان ملكٌ فيمن كان قبلكم, 
وكان له ساحر,
 فلما كبر قال للملك:
إني قد كبرت فابعث إليَّ غلامًا أعلمه السحر.

فبعث إليه غلامًا يعلمه, وكان في طريقه إذا سلك راهب, فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه, وكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب وقعد إليه, فإذا أتى الساحر ضربه, فشكا ذلك إلى الراهب
فقال: إذا خشيت الساحر
فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك
 فقل: حبسني الساحر.

فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس,

فقال: اليوم أعلم آلساحرُ أفضل أم الراهب أفضل؟

 فأخذ حجرًا

 فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر،

فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس.

فرماها، فقتلها ومضى الناس.

فأتى الراهب فأخبره,

 فقال له الراهب: أي بُنَيَّ، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، فإن ابتُليت فلا تدُلَّ عليَّ.

وكان الغلام يُبرِئ الأكمه والأبرص, ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس الملك وكان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة

فقال: ما ها هنا لك أجمع, إن أنت شفيتني.

فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله تعالى, فإن آمنتَ بالله تعالى، دعوتُ الله فشفاك.

 فآمن بالله تعالى، فشفاه الله تعالى.

فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس،

 فقال له الملك: من ردَّ عليك بصرك؟

قال: ربي.

قال: ولك رب غيري؟!

قال: ربي وربك الله.

فأخذه فلم يزل يعذِّبه حتى دلَّ على الغلام.

فقال له الملك: أي بُنَيَّ، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل.

 فقال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله تعالى.

فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب،

فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك.

فأَبَى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مَفْرِق رأسه فشقه حتى وقع شِقَّاه, ثم جيء بجليس الملك

فقيل له: ارجع عن دينك.

 فأَبَى, فوضع المنشار في مفرق رأسه, فشقه به حتى وقع شقاه.

ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك.

فأَبَى, فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه

 فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل, فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه, وإلاَّ فاطرحوه.

فذهبوا به فصعدوا به الجبل

فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت.

فرجف بهم الجبل فسقطوا, وجاء يمشي إلى الملك.

فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ 

فقال: كفانيهم الله تعالى.

فدفعه إلى نفر من أصحابه،

 فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر,

فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه.

 فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت.

فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا.

 وجاء يمشي إلى الملك.

فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟

فقال: كفانيهم الله تعالى.

فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به.

 قال: وما هو؟

قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهمًا من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس،

ثم قُلْ: باسم الله رب الغلام.

ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.

فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه، ثم أخذ سهمًا من كنانته, ثم وضع السهم في كبد القوس

ثم قال: باسم الله رب الغلام.

ثم رماه، فوقع السهم في صُدْغه، فوضع يده في صدغه، فمات.

فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام.

قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ

النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ

إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ

وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ

وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ

إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ

إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ

وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ

ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ

فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ


فأُتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرُك قد آمن الناس.

 فأمر بالأخدود بأفواه السكك، فخُدَّت وأُضرم فيها النيران

وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه.

 ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أماه، اصبري فإنك على الحق" 

فهذا الحديث وإن كان يحمل في جوانبه رقائق وزهدًا, فإنه يحمل في ثناياه معاني عظيمة, وفوائد جليلة وأفكار بناءة, وهذا ليس بعيدًا عن الحديث النبوي الجليل, فقد أوتي جوامع الكلم، وكان الفقهاء يستنبطون من الحديث الواحد فوائد فقهية وتربوية جمَّة.





ولو رحنا نتعمق في هذا الحديث كلمة كلمة، وفقرة فقرة, لتبيَّن لنا أن هذا الحديث من الأحاديث المهمَّة في التربية والتطور والثقة بالله وتصحيح بعض المفاهيم. 

فمن هذه الفوائد هذه الباقة العطرة:

الفائدة الأولى: 

فأما الفائدة الأولى من هذا الحديث, فإن بطل هذه القصة المثيرة هو غلام، وهذا الغلام هو الذي أجرى الله على يديه على الأحداث السابقة الواردة في الحديث النبوي الشريف. 

وهذا يجعلنا, بل يثير انتباهنا كي نهتم بالأطفال أبلغ اهتمام, يقول الرافعي رحمه الله: "إن الفِجَّ اليوم هو الناضج غدًا".

 فالأطفال اليوم وإن كانوا أطفالاً, فهم في الغد رجال, سيحملون ما يحملون من أفكار، وربما مجدد العصر يكون بين هذه الأطفال. 

إن علاقتنا مع أطفالنا علاقة عضوية فقط, علاقة طعام وشراب ونسب.

أما علاقة التربية فهي منقطعة، فالتربية هي: عملية بناء الطفل شيئًا فشيئًا إلى حد التمام والكمال. 

والتربية مأمور بها الإنسان المسلم لأولاده: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6], "

ما من مولود يُولد إلا يولد على الفطرة،
 فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه". 

الفائدة الثانية: 

أما الفائدة الثانية من الحديث فنستشفها من قول الراهب: "أي بُنَيَّ، أنت اليوم أفضل مني".

هذه هي النقطة الفاصلة التي لم نستطع حتى الآن ومنذ قرون أن نتجاوزها، وهي اعتراف الأستاذ بأن تلميذه أصبح أفضل منه. 

وحتى الآن لم نسمع -إلا نادرًا- أن أستاذًا مدح تلميذه وقرظه، وهذا الأمر إن يكن غريبًا بعض الشيء إلا أنه يحمل معنيين مهمين: 

1- تواضع العالِم الأستاذ. 

2- إن المجتمع لن يتقدم ولن يتحسن حاله, إذا بقي التلميذ مثل أستاذه يقلده في كل شيء. 

إن أحسن أحوال التلميذ أن يصبح مثل أستاذه يقلده في كل شيء.. إن أحسن أحواله أن يصبح مثل أستاذه نسخة ثانية عنه، فيشرح متونه ويختصر شروحه.. 

يقول الشيخ محمد علي الطنطاوي -رحمه الله-: "إن سبب الركود العلمي في بلاد الشام في القرن الماضي هو فقدان التشجيع".

 وأي تشجيع أعظم من أن يمدح الأستاذ تلميذه، ويعترف بجهوده! 

ولقد كانت إحدى وسائل التشجيع عند النبي   إطلاق بعض الألقاب العلمية على الصحابة المتميزين، كقوله: "أقرؤكم أُبَيّ وأفرضكم زيد". 

إننا بحاجة ماسَّة إلى هذه النقطة في كافة المجالات، حتى يبدأ التلميذ من حيث انتهى أستاذه، ويساهم في بناء قلعة الإسلام."الدعـــاء"
الفائدة الثالثة: 

وهي تكمن في صدق الالتجاء إلى الله تعالى وطريقة الدعاء والثقة بالإجابة، وذلك عندما 

قال: "اللهم اكفنيهم بما شئت". 

وهو دعاء غريب جدًّا..

 يحمل فيه ذلك الغلام الثقة المطلقة بالله عز وجل، واستغنى عن التفصيل في كيفية وآلية النجاة, وكلها لله سبحانه وتعالى. 

فآلية النجاة وكيفيتها لا تأتي حسبما يخطط له الإنسان, وإنما تأتي على الكيفية التي يريدها الله سبحانه وتعالى، وما على الإنسان إلا أن يحسن الثقة بالله سبحانه، ويَكِلُ الآليات له سبحانه. 

الفائدة الرابعة: 

الإصرار على نشر الدعوة، وهذا يؤخذ من هذا المشهد الذي تكرر مرتين في الحديث "وجاء يمشي للملك". فلماذا بعدما نجا في المرة الأولى وفي المرة الثانية لم يهرب بل عاد إلى الملك الظالم؟ 

إن في عنقه رسالة لا بُدَّ أنه مؤديها؛ لذلك عاد مرة تلو المرة.. إنه يعطي درسًا عظيمًا للدعاة في الإصرار على الدعوة، وفي الإصرار على إظهار الحق وتحديه للباطل. 

الفائدة الخامسة: 

تكمن هذه الفائدة في تبني عامَّة الناس المبدأ الصحيح. حيث طلب هذا الغلام من الملك أن يجمع له الناس على صعيد واحد.. 

ولو سألنا أنفسنا لماذا طلب الغلام هذا الطلب، يتبين لنا أن المبدأ السليم والفكر الصحيح إذا استفاض واعتنقه عامة الناس، لم يقف أمامه طغيان طاغٍ أو ظلم ظالم. 

لذلك طلب موسى أن يجتمع الناس في وقت متميز هو يوم عـيد، وفي ساعة متميزة هي وقت الضحى {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه: 59]. 

وإن أغلب الأفكار إذا لم يتبناها عامة الناس تضيع، أو ربما تؤجل. وعلى هذا فإن الإسلام لن ينتشر بالنُّخبة أو الطبقة المثقفة وحدها، فلا بد أن تتبناه عامة الناس في بيوتهم وفي معاملتهم. 

الفائدة السادسة: 

تحديد مفهوم النصر؛ حيث قام هذا الغلام -الذي هو أفضل بكثير من رجال في هذه الأمة- بتوضيح مفهوم النصر.. 

وليس مفهوم النصر أن ينتصر الغلام، إنما المفهوم الحقيقي للنصر هو انتصار المبدأ السليم والفكر الصحيح. 

وهذا واضح من خلال دلالة هذا الغلام الملك على طريقة قتله، فلو كان مفهوم النصر نصرًا للأفراد والأشخاص وليس للمبدأ، لم يدله على هذه الطريقة، وإنما بيَّن للناس جميعًا أن المفهوم الحقيقي للنصر هو انتصار المبدأ لا انتصار الأفراد والأشخاص. 

الفائدة السابعة: 

وتتمثل في الثبات على مبدأ الحق الذي سطع، وذلك من خلال الفقرة التي مثلت صورة الأم مع طفلها وقول الطفل: "يا أماه اصبري، فإنك على حق". 

ولعل صفة الثبات على المبدأ من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الإنسان المسلم في عصرنا هذا وفي كل العصور، ولا سيما ونحن نرى سرعة تخلي الإنسان عن مبدئه مقابل عَرَضٍ من الحياة الدنيا، وصدق رسول الله : "يُصبح الرجل مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا". 

والله ولي التوفيق.





السبت

سبب نزول جبريل بـ (المعوذتين)



سبب نزول جبريل بـ (المعوذتين)

كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتت إليه اليهود ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود فسحروه فيها،

وكان الذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان،

فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ويرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن وجعل يدور ولا يدري ما عراه،

 فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه 
فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟
قال: طب
قال: وما طب؟
قال: سحر
قال: ومن سحره؟
قال: لبيد بن أعصم اليهودي
قال: وبم طبه؟
قال: بمشط ومشاطة
 قال: وأين هو؟
 قال: في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان.

والجف: قشر الطلع والراعوفة: حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح.

فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم

 فقال: يا عائشة ما شعرت أن الله أخبرني بدائي، ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا وتر معقد فيه أحد عشر عقدة مغروزة بالإبر، فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال، وجعل جبريل عليه السلام

 يقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين الله يشفيك.

فقالوا: يا رسول الله أو لا نأخذ الخبيث فنقتله

فقال: أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شراً.

الاثنين

قصة سيدنا ابراهيم مع الملك النمرود " قصص القرآن "



قصة سيدنا ابراهيم مع الملك النمرود " قصص القرآن "

ذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه .

روي أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب ( بالنمرود ) وهو ملك الآراميين بالعراق .

 أخبرنا الله تعالى في كتابه الحكيم الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على الملك الطاغية، فقال إبراهيم بهدوء :
( رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ )
قال الملك : ( أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ )
أستطيع أن أحضر رجلا يسير في الشارع وأقتله ،
وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت ..


وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت .
لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول .

غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا .

فقال إبراهيم :

( فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ) استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا ..


فلما انتهى كلام النبي بهت الملك .

أحس بالعجز ولم يستطع أن يجيب .

انصرف إبراهيم من قصر الملك، بعد أن بهت الذي كفر . . 

إبراهيم و النمرود ورد ذكر القصة في سورة ( ا لبقرة – الآية 258 )

قال الله تعالى :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.



السبت

العشرة المبشرون بالجنة والثمانية السابقون


فالعشرة المبشرون بالجنة

ورد ذكرهم في قول النبي صلى الله عليه وسلم:

" عشرة في الجنة:
  1. أبو بكر في ‏الجنة،
  2. وعمر في الجنة،
  3. وعلي 
  4. وعثمان
  5. والزبير 
  6. وطلحة
  7. وعبد الرحمن
  8. وأبو عبيدة
  9. وسعد بن ‏أبي وقاص"،


قال: فعد هؤلاء التسعة،
وسكت عن العاشر،
فقال القوم ننشدك الله يا أبا ‏الأعور من العاشر؟

قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة .

أخرجه الترمذي وأبو داود ‏والنسائي من حديث سعيد بن زيد. 

10.وأبو الأعور: هو سعيد بن زيد.‏


وأما الثمانية السابقون فهم،
  1. علي بن أبي طالب
  2. وزيد بن حارثة،
  3. وأبو بكر الصديق،
  4. ‏وعثمان بن عفان،
  5. والزبير بن العوام،
  6. وعبد الرحمن بن عوف،
  7. وسعد بن أبي وقاص،
  8. وطلحة بن عبيد الله.            رضي الله عنهم.‏

والله أعلم.

المشاركات الشائعة