لا حول ولا قوة الا بالله ..
واحدة من أكبر الأزمات التي أصبحت سمة عامة بين الناس في الوقت الراهن، وهي انتشار الإحباط واليأس بينهم، وللتخلص من هذا على الإنسان ان يردد :
"لا حول ولا قوة إلا بالله"، التي هي دواء لـ 99 داءً أيسرهم الهم، فكيف يسير الإنسان في حياته معتمدًا هذا المبدأ، من خلال العمل بكل قوة وجهد وعرق وإبداع، على أن يخرج من حوله وقوته إلى حول الله وقوته، لا حول عن كل معوق في الحياة إلا بالله..
لا قوة على كل نجاح وإنجاز إلا بالله، "لا حول ولا قوة إلا بالله، هي قوة دفع للأمام ضد الإحباط واليأس، تجعل الإنسان يرى الحقيقة واضحة وليس الوهم، وهو أن الكون ملك الله فلماذا اليأس"، بل أنها الدافع نحو العمل والنجاح والتحدي بلا يأس أو إحباط.
معنى لا حول ولا قوة إلا بالله
إن شأن المسلمين في الذكر الاهتمام بما أسموه بالكلمات العشر المباركات وهي كلمات علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنواجه بها الحياة كلها وهي «سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله [وهذه الخمسة أسموها الباقيات الصالحات] استغفر الله، ما شاء الله، حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، توكلت على الله ».
الكلمة الخامسة هي (لا حول ولا قوة إلا بالله) وتعني أنه لا يحول ولا يمنع بينك وبين كل ضر أو خير إلا الله، كما أنه لا تصلك ولا يصل أحد خيرًا إلا بقوة الله، فبقوة الله وحده تحدث الأشياء، وبحول الله وحده تتمنع الأشياء عن الحدوث؛ لأنه في الحقيقة لا حول ولا قوة لأحد في هذا الكون إلا لله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزًا من كنوز الجنة، فقد قال النبي ﷺ لعبد الله بن قيس: (قال يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله) [أخرجه البخاري]، وينبغي لمن يذكر الله بهذه الكلمة أن تحدث له تسليمًا وإخباتًا وخضوعًا لله وحده، ولا يخشى من غير الله حيث لا فعل له في الكون ولا قوة ولا حول.
وتابع: تلك الكلمات الخمس من الكلمات العشر هي التي قال عنها العلماء (الباقيات الصالحات) التي ذكرها الله في كتابه حيث قال : (المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)، وقال سبحانه : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا) ، قال النبي ﷺ : (استكثروا من الباقيات الصالحات. قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : الملة. قيل : وما هي ؟ قال : التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله) [أخرجه الحاكم في المستدرك].
أن "النبي صلى الله عليه وسلم قال إن "لا حول ولا قوة إلا بالله" كنز من كنوز العرش وهي تعني أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد ولا يكون في هذا الكون شيء إلا ويعلمه".
هذه المقولة هي الحقيقة نفسها وتيقنها جيدا يؤدي الى حسن التوكل على الله وحسن الاستعانة بالله وفضل سؤال الله كما تؤدي الى تخلية القلب من القبيح والتحلي والتجلي كما ستؤدي الى التسليم والرضا".
وإن من الأذكار الجامعة لمعاني التوحيد وتكثر على ألسنة الذاكرين قولهم: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، موضحًا أنها تعني أنه لا توجد قوة مؤثرة في هذا الكون، ومحركة لكل محرك، ومسكنة لكل ساكن إلا قوة الإله الحق سبحانه وتعالى.
و أن المسلم كأنه يعلن فيها قول لا إله إلا الله، ويعترف لربه أنه لا يحول بينه وبين كل ضار، ولا يمنع بينه وبين كل سوء إلا الله، ولا يقويه على كل خير، وعلى كل نفع إلا الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى انه الله سبحانه وتعالى برحمته يحول ويمنع بين الشرور والكوارث ، وبرحمته سبحانه يقويه على كل نفع وكل خير ينفع به نفسه وأرضه والناس أجمعين.
وأن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزًا من كنوز الجنة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ لعبد الله بن قيس: « يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِىَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » [أخرجه البخاري].
وتابع أن ابن عطاء الله السكندري بنى «الْحِكَم العطائية» وهى 213 حكمة كلها تدور حول شرح جانب من جوانب معنى أنه (لا حول ولا قوة إلا بالله)، مؤكدًا أن العبد إذا عرف أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، رد الأمر لله، ولم يغضب إلا لله، ولم يفعل إلا لله، ولم يرضَ إلا لله.
و أنه ليس معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أننا نعتزل الحياة الدنيا، وأن نترك الأسباب التي أمرنا اللهُ سبحانه وتعالى أن نقوم فيها، ولكن معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) أن ترى اللهَ في كل شيء؛ خلقًا، وفعلًا، ومواقف.
أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، معنى قول "لا حول ولا قوة إلا بالله "،مؤكدا أنه لا يوجد شئ يتم فى هذا الكون إلا بالله عز وجل فالفاعل الحقيقي فى هذا الكون هو الله عز وجل.
و أن المتفضل على الإنسان فى الأخلاق الجيدة التى من الممكن أن يكتسبها هو المولى عز وجل، وأى شئ يفعله الإنسان من أعمال صالحة وصلاة وصوم وحج وزكاة وغير ذلك المتفضل فى ذلك هو الله عز وجل أى هو من وضع فى قلبك الإقبال عليه وهو الذى جعلك تفعل هذه الأعمال ففى الحقيقة الإنسان صورة وهيئة فالله سبحانه وتعالى أرادك وأتى بك فلا تظن فى نفسك انك فى مرتبة عليا وغيرك فى مرتبة سفلى فتحتقر الناس بل عليك أن تقول يارب ادم عليا هذه النعمة وأحفظها من الزوال وزدني خيرًا منها وردني اليك ردًا جميلًا وأن يكون فى قلبك شفقة على العاصي والمخطئ.
فوائد ذكر الله:
1- رضاء المولى -عز وجل-
2-محبة الله - تعالى- للعبد.
3- مغفرة الذنوب والسيئات.
4- كسب الأجر والثواب الجزيل.
5- سعادة النفس وتذوق حلاوة الذكر.
6- حياة للقلب وطمأنينة.
7- انشراح الصدر.
8- نور في الوجه.
9- قوة في الجسم.
10- البراءة من النفاق.
11- الحفظ من كل سوء.
12- رفعة المنزلة في الدنيا والآخرة.
13- جلب النعم ودفع النقم.
14- زوال الهم والغم.
15- جلب الرزق.
16- نزول الرحمة والسكينة.