معنى حديث الولد للفراش جاء في السنة النبوية قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (الولد للفراش، وللعاهر الحجر).
وقد تكلَّم العلماء في معنى الحديث الشريف فقيل إنّ معنى الولد للفراش أي أنّ الولد الذي يأتي من الزواج الشرعي أو الوطء بحق كما في التسري إنّما يُنسب إلى صاحب الفراش وهو الوالد فيلحق به، وقيل في الحديث وللعاهر الحجر أي أنّه لا حق له في الولد، وقصد بالحجر أي له الخيبة والتراب، وقال آخرون له الحجر أي أنَّه يرجم بالحجارة، وهذا الرأي ضعيف لأنَّه ليس كل من زَنى يُرجم بالحجارة، فهناك زانٍ غير محصن تكون عقوبته الجلدَ وتغريباً عاماً، وقد كان من عادة أهل الجاهلية أن يُنسبَ الولد إلى الزاني، بينما أكدّ الحديث الشريف على ثبوت النسب لصاحب الفراش وهو الزوج أو السيد.
مناسبة قول النّبي عليه الصلاة والسلام الولد للفراش قد كانت مناسبة حديث النّبي صلى الله عليه وسلم الولد للفراش اختلاف الصحابي سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة رضي الله عنهما في ثبوت نسب أحد الأولاد، فكان سعد يرى أنّ هذا الولد لأخيه عتبة، بينما كان عبد بن زمعة يرى أنّ هذا الولد أخوه وابن أبيه من أمَته، وقد وُلِد على فراش والده، فلما رأى النّبي الشبه الكبير بين هذا الولد وبين عبد بن زمعة قضى به إليه قائلاً: الولد للفراش وللعاهر الحجر.
الحكمة من إلحاق الولد بأبيه تتجلى الحكمة في أنّ الولد يلحق في نسبه إلى أبيه أنّ هذا الأمر يحفظ أنساب الناس من الضياع والادعاء، فالولد يلحق بأبيه حتى لو كانت الزوجة غائبة عن زوجها عشرين سنة إلا أن ينفي الزوج هذا النسب باللعان.